يعتصر القلب ألما ، وتسيل العين دمعا ممتزجا بالدم ، عندما أتلقى عبر وسائل الإعلام تلك الأنباء التي تشير الى حجم الخراب والدمار الذي أصاب العراق وشعبه الجريح المظلوم . عشر سنوات مضت ، ولا يكاد أن ينقضي يوما منها دون أن نسمع بفاجعة هنا أو كارثة هناك ، ورغم ذلك لا نجد سوى السكوت العجيب والصمت الرهيب من المرجعيات الدينية والسياسية الحاكمة في العراق . فإلى متى يا شعبي العراقي العزيز الأبي نبقى في هذه المأساة وهذا الخطر والداء العضال الذي صنعناه وثبتناه بأيدينا فأخذ ينخر جسدنا ويفرق جمعنا ويشتتنا .. إلى متى ؟ إلى متى ؟ إلى متى ؟؟؟
فيا أيها الشرفاء ، أيها الأساتذة والطلاب في الجامعات والمدارس ، أيها المثقفون ، أيها القضاة والمحامون والمهندسون والأطباء ، وأنتم أيها الكرماء الأصلاء شيوخ العشائر وأبناءها الأخيار ، وكل العراقيين الشرفاء ، انتبهوا ، التفتوا ، افهموا ، تعلموا ، تفقهوا أساسيات السياسة ، فتدبروا بما يجري علينا وعلى العراق ، ولنميز الصالح والحسن عن غيره من الفاسد والقبيح . عشر سنوات دموية مضت على العراق ، والمرجعية العراقية العربية المتمثلة بسماحة السيد الصرخي الحسني ( دام ظله ) يحذركم ، وينصحكم ، ويوجهكم ، ويرجوكم ، ويقدم لكم الحلول ، ويدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ، ولكنكم - ومع الأسف - لا تحبون الناصحين. فقد شخص سماحته ( دام ظله ) السبب الرئيسي لما يمر به العراق من خراب ودمار وإرهاب وفساد في مناسبات مختلفة ، وبيانات عديدة ، منها البيان الذي يحمل الرقم " 74 " والذي أصدره بعنوان : " حيهم ، حيهم ، حيهم ، أهلنا أهل الغيرة والنخوة " والذي قال فيه : " ....... صار العراق ساحة للنزاع والصراع وتصفية الحسابات ، وسيبقى الإرهاب ويستمر سيل الدماء ونهب الخيرات وتمزيق البلاد والعباد وترويع وتشريد وتطريد وتهجير الشيوخ والأطفال والنساء ، وتقتيل الرجال .... وأقسم لكم ، وأقسم وأقسم بأن الوضع سيؤول وينحدر إلى أسوأ وأسوأ وأسوأ ، وسنرى الفتن ومضلات الفتن والمآسي والويلات ، ما دام أهل الكذب والنفاق ، السراق الفاسدون المفسدون هم من يتسلط على الرقاب ، وهم أصحاب القرار ...... فسيبقى الشعب العراقي المظلوم في عوز وفقر وضياع وإرهاب وتشريد وتقتيل ما دام هؤلاء يتسلطون على الرقاب ...... كما أن إثارة الطائفية والنعرات والنزاعات الإثنية ملازمة لهم ، وذلك لأنها مادتهم وزادهم ومؤونتهم .... كي يبقوا متسلطين على الرقاب ..... " .
ولم يكتف سماحته ( دام ظله ) بهذا التشخيص ، وإنما طرح وحدد العلاج الذي بواسطته يتخلص العراق من مآسيه وآلامه في نفس البيان المذكور ، حيث قال : " لا خلاص ، لا خلاص ، لا خلاص للعراق والعراقيين إلا بالتغيير الجذري الحقيقي ، التغيير الجذري الحقيقي ، التغيير الجذري الحقيقي لكل الموجودين ( منذ دخول الإحتلال ) ومن كل القوميات والأديان والأحزاب . فهل عقمن النساء العراقيات الطاهرات ! ، وهل خلي العراق من الوطنيين الأمناء الصادقين العاملين المثابرين من النخب والعلماء والخبراء والمستشارين والقضاة والمهندسين والأطباء وأساتذة الجامعات والمحامين والقانونيين والأدباء والإعلاميين والمعلمين والمدرسين وكل الأكاديميين والكفاءات الوطنيين الأحرار !!! " .
فما أربحها من تجارة ، وما أسهله من علاج ، وما أعظم المعالج والطبيب والمرجع الرؤوف الذي لا يبتغي سوى الخير والإصلاح للعراق وشعبه الجريح . فيا شعبي العراقي العزيز ، دعونا نخوض هذه التجارة المربحة ، ونلتف حول مرجعيتنا العراقية العربية المتمثلة بسماحة السيد الصرخي الحسني ( دام ظله ) ، فلا نكابر ، ولا نماطل ، ولا نغالط ، فهو المرجع الوحيد الذي عاش همومنا ، ويسعى لجعل العراقي قائدا ومتبوعا ، وليس تابعا ومنقادا لدول وجهات داخلية وخارجية من هنا هناك . قال الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد : بسم الله الرحمن الرحيم " ياأيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم ( 10 ) تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ( 11 ) يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ( 12 ) وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين ( 13 ) " سورة الصف .