اجمل ما كتبه احمد سلامه عن زياد النجداوي

اجمل ما كتبه احمد سلامه عن زياد النجداوي
أخبار البلد -  

ﺳﺎﻗﻂ...

ﺷﺘﺎء ﺑﻐﺪاد ﻛﺄﻧﻪ ﺑﻌﺾ وھٍﻢ ﻟﺘﻨﺎﻓﺮ ﻗﻄﺮاﺗﻪ، ﻓﻘﻂ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﺮودة ﻣﺄوى (اﻟﺮﺷﯿﺪ)

ﺗﺨﺎﻟﻂ ﻏﯿﻤﺎﺗﮫﺎ اﻟﻌﺎﻟﯿﺎت ﻓﺘﺤﺪث وھﻢ ﻣﻄﺮ!

ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻻﺣﺘﻔﺎﻻت اﻟﻜﺒﺮى ھﻨﺎك،

ﻓﻲ ﺣﯿﻦ أﺛﻘﻞ اﻟﻤﻄﺮ اﻟﻐﺰﻳﺮ ﻛﻌﺎدﺗﻪ أرﺻﻔﺔ ﻋﻤّﺎن وﺑﻠﻞ ﻣﺮاﻳﯿﻞ ﺑﺮاءة طﻔﻼﺗﻨﺎ ﻋﻠﻰ طﻮل ﻣﺎرﻛﺎ-اﻟﻤﻄﺎر ﺣﯿﺚ اﺻﻔﻄﺖ

ﺑﻨﺎﺗﻨﺎ وأﺑﻨﺎؤﻧﺎ ﻣﻨﺬ ظﮫﺮ ذﻟﻚ اﻟﯿﻮم ﻻﺳﺘﻘﺒﺎل (اﻟﺸﮫﻢ اﻟﺤﻜﯿﻢ) ﺳﯿﺪ اﻟﻤﻠﻮك، (وأﻋﺰھﻢ ﻗﺒﯿﻼ).. اﻟﺤﺴﯿﻦ..اﻟﻌﺎﺋﺪ ﺑﺴﻠﺔ

ﻣﻦ ﻓﺮح ﻋﻘﺐ اﺣﺘﻔﺎﻟﻪ ﺑﺘﺪﺷﯿﻦ ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﻌﺮﺑﻲ ذﻟﻚ اﻟﻤﺴﺎء.

وﻗﻊ ذﻟﻚ ﻓﻲ اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ ﻣﻦ ﺷﺒﺎط ﻓﻲ ﺷﺘﻮة ﻣﻦ ﺷﺘﺎءات ﻋﻤﺎن ﻋﺎم 1989، ﺗﻠﻚ اﻟﺸﺘﻮة اﻟﺘﻲ ﺟﻤﻌﺖ

(اﻟﺤﺴﯿﻦ وﺻﺪام وﻣﺒﺎرك وﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﷲ ﺻﺎﻟﺢ).

ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻻﺣﺘﻔﺎل اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻟﻤﻠﯿﻮﻧﻲ اﻟﻤﻨﻀﺒﻂ ﻣﻦ (ﻟﻤﻌﺔ) ﻋﯿﻮن اﻟﺤﺮس اﻟﺠﻤﮫﻮري اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ (ﺗﻘﺪح ﺷﺮراً ﻛﺎﻟﻘﺼﺮ

ﻛﺄﻧﻪ ﺟﻤﺎﻟٌﺔ ﺻﻔﺮ) ﺣﺘﻰ ﺗﻮزﻳﻊ ﺣﺒﺔ ﻣﻮز ﻣﻦ ﻣﺨﺎﺑﺮات اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺮاﻗﻲ ﻣﻜﺎﻓﺄة ﻟﻜﻞ ﻋﺮاﻗﻲ وﻋﺮاﻗﯿﺔ ﺷﺎرﻛﻮا ﻓﻲ ذﻟﻚ

اﻻﺣﺘﻔﺎل.

إذ ذاك..

اﺳﺘﻌﺎر (ﺻﺪام ﺣﺴﯿﻦ) رﺣﻤﻪ ﷲ ﻛﻞ ﺷﻲء ﻣﻦ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﮫﺎﺷﻤﻲ اﻟﺘﻠﯿﺪ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد، ﻓﺎرﺗﺪى ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻻﺣﺘﻔﺎل

(اﻟﻔﯿﺼﻠﯿﺔ)- ﺷﻌﺎر ﻓﯿﺼﻞ اﻷول.

وﻛﺎن ﺣﻨﯿﻦ ﺻﺪام ﺣﺴﯿﻦ إﻟﻰ ﻋﺼﺮ اﻟﻤﻠﻮك اﻟﺸﺮﻋﯿﯿﻦ ﻗﺪ أﺧﺬه إﻟﻰ ﻛﺮم ﻣﺜﻞ ﻛﺮﻣﮫﻢ، وﺣﺒﺎً ﻟﻠﻌﺮب أﺗﻘﻨﻪ ﺑﻀﺮاوٍة

ﻣﺜﻞ ﺣﺒﮫﻢ، وﺳﻤﻮ ھﻤﺔ وﻋﻠﻮ ﺷﺄن أﺳﻮة ﺑﮫﻢ، ووﻗﻒ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﻌﺪا ﺑﻔﺮوﺳﯿﺔ اﺳﺘﻤﺪ ﺻﻮﻓﯿﺘﮫﺎ ﻣﻦ ﺗﻀﺤﯿﺔ

اﻟﺸﺮﻳﻒ اﻟﺤﺴﯿﻦ ﺑُﻤﻠﻜﻪ، ﻟﻢ ﻳﮫﻦ و ﻟﻢ ﻳﺮﻣﺶ ﺣﯿﻦ ﺗﻌﻠﻖ ذﻟﻚ ﺑﺎﺳﺘﺤﻘﺎق ﻟﺼﺎﻟﺢ اﻷﻣﺔ و ﺻٍﺪ ﻟﻠﻄﺎﻣﻌﯿﻦ ﺑﺄﺣﻼﻣﮫﺎ.5/27/13 طﺑﺎﻋﺔ

ﺷﻲٌء واﺣﺪ ﻓﺎت ذﻟﻚ اﻟﻔﺎرس، ﻟﻢ ﻳﻈﻔﺮ ﺑﻪ وھﻮ ﺑﻌﺾ ﺻﺒﺮٍ و ﺿﺒﻂ ﻏﺮاﺋﺰ و ﻓﯿﺾ ﺗﺴﺎﻣﺢ ﻷن ﻋﻨﻒ اﻟﻌﺮاﻗﯿﯿﻦ اﻟﻨﺒﻼء

ﻓﯿﻤﺎ ﻳﺒﺪو ﻟﻢ ﻳﻤﻨﺤﻮه ﻓﺮﺻﺔ ﻟﻠﻈﻔﺮ ﺑﺘﻠﻚ اﻟﺴﺠﺎﻳﺎ واﻟﺨﺼﺎل.

وﻗﻒ اﻟﺤﺴﯿﻦ،،

ذﻟﻚ اﻟُﻤﺒَْﺮﻗِﻊ ﻟﺬﻛﺎﺋﻪ ﺣﺪ اﻟﺪھﺸﺔ، ﺑﻤﮫﺎرة ﻛﻲ ﻻ ﻳﺴﺘﻔﺰ أي (آﺧﺮ).. ﻛﯿﻒ ﻛﺎن ﺑﻘﺎدرٍ ذاك اﻟﻤﻠﯿﻚ ﻣﻦ أن ﻳﺒﺚ وﻧﺴﺘﻪ

ﻓﯿﻚ وطﺮد اﻟﻮﺣﺸﺔ ﻋﻨﻚ، و ﺗﻨﺤﯿﺔ ﻣﮫﺎﺑﺘﻪ ﺟﺎﻧﺒﺎً و ﻳﻨﺴﯿﻚ أﻧﻚ ﺗﺠﺎﻟﺲ أو ﺗﺮى ﺳﺒﻂ اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ و ﺳﻠﻢ

ﺑﯿﻦ ﻳﺪﻳﻚ، ﻛﺄﻧﻪ ﻣﺜﻠﻚ! ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺸﻤﺔ اﻟﻨﺒﻮﻳﺔ اﻟﺘﻲ ورﺛﮫﺎ ﻣﻀﻤﺨﺔ، ﻣﺠﺒﻮﻟﺔ ﺑﺎﻟﻮﻋﺪ اﻹﻟﮫﻲ: (أدﺑﻨﻲ رﺑﻲ ﻓﺄﺣﺴﻦ

ﺗﺄدﻳﺒﻲ)، ﻛﺄن ﻛﻞ ذﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺨﻠﻖ إﻻ ﻟﻪ.

أﺑﻮ ﻋﺒﺪﷲ، ﻳﺮﺣﻤﻪ ﷲ، ﺣﯿٌﻲ ﻓﻲ ﺧﻠﻘﻪ ﻛﺎن.. ﻣﺜﻞ اﻟﺜﻠﺞ اﻟﺬي ﻳﻮﺷﻚ ﻋﻠﻰ اﻟﺬوﺑﺎن رﻗﺔ وﻧﻌﻮﻣﺔ ﻣﻠﻤﺲ.

وﺣﺪه ﻛﺎن ﻳﺘﺎﺑﻊ اﻟﻘﻮاﻓﻲ واﻟﻤﻐﺎزي واﻟﺴﯿّﺮ، وﺣﺪه ﻣﻦ ﻛﺎن ﻳﺮﺳﻞ اﻻﺷﺎرات واﻻرﺷﺎدات ﻟﻸﻣﺔ وﻻ ﻳﻨﺴﻰ ﺟﺮاﺣﮫﺎ.

ﻛﺎن زھﻮه ﻓﻲ ﻣﯿﻼد ﻣﺠﻠﺲ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﺠﻤﻊ ﺑﺮﻗﺎً ﻣﺜﻞ ﻋﺰﺗﻪ وﻳﻐﻀﻲ ﺣﯿﺎًء ﺑﻔﺮﺣﺘﻪ ﺧﺸﯿًﺔ ﻋﻠﯿﻪ.

ﻗﺪﻣﻪ ﺻﺪام ﻟﻤﻨﺼﺔ اﻟﺨﻄﺎب ﻓﻲ ذﻟﻚ اﻟﯿﻮم اﻟﺒﻐﺪادي اﻟﻤﮫﯿﺐ اﻟﻤﻨﻘﻮع ﻓﻲ اﻟﻌﺮوﺑﺔ، ﺧﺸﻊ اﻟﻘﻮم ﻟﻪ ﺧﺸﻮع اﻟﺘﺎﺋﺒﯿﻦ

وﻛﺄﻧﮫﻢ ﺗﺬﻛﺮوا ﻓﺠﺄة اﻟﻔﺎﺣﺸﺔ اﻟﺘﻲ أُﻗﺘﺮﻓﺖ ﻓﻲ (اﻟﺮﺣﺎب) ﻗﺒﻞ إﺣﺪى وﺛﻼﺛﯿﻦ ﺳﻨﺔ.

ﺑﻜﯿﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﮫﺎﺑﺘﻪ وﻣﻦ ﺣﺰﻧﻪ وﻣﻦ ﺷﺪة اﺣﺘﻀﺎن اﻟﻌﺮاق. ﻛﻨﺖ ﺑﺠﻮار ﻋﺒﺪﷲ اﻟﻌﺘﻮم وأﺣﻤﺪ اﻟﺪﺑﺎس ﻳﺮﺣﻤﻪ ﷲ،

وھﻤﮫﻢ ﻋﺒﺪﷲ أﺑﺎ ﻋﻠﻲ، داﻣﻌﺎً: ﻟَِﻢ ﺗﺒﻜﻲ؟!

ﻗﻠُﺖ ﻟﻪ ﻓﻲ ﻳﻘﯿﻦ اﻟﺘﺎﺑﻌﯿﻦ، اﻟﻘﺎﻧﺘﯿﻦ Ϳ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ وﺗﻌﺎﻟﻰ، اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﺑﺂل ھﺎﺷﻢ ﺣﺘﻰ ﻗﯿﺎم اﻟﺴﺎﻋﺔ: أﻟﻢ ﺗﺮ ﻛﯿﻒ

(ﻋّﺸﻖ) اﻟﺤﺴﯿﻦ اﻟﻜﻮﻓﯿﺔ اﻟﺤﻤﺮاء ھﺪﺑﺎً ﻣﻦ ﺗﺤﺖ اﻟﻌﻘﺎل، ودﻟﻰ ﺟﺪاﺋﻠﮫﺎ ﻣﻌﻘﻮﻓًﺔ ﺻﻮب ذﻟﻚ اﻟﻨﻮر (وﺟﮫﻪ)؟!

ورﺑﻤﺎ أﻧﻨﻲ أﻛﻤﻠﺖ: ﻛﺄﻧﻪ اﻵن ﻳﺴﺎﻣﺢ اﻟﻌﺮاﻗﯿﯿﻦ ﺑﺪم اﻟﮫﻮاﺷﻢ.

ھﺬا ﻟﺒﺲ اﻟﻔﺮح اﻟﮫﺎﺷﻤﻲ ﻟﻠﻜﻮﻓﯿﺔ واﻟﻌﻘﺎل ﻓﻲ اﺣﺘﻔﺎﻻت ﺑﻐﺪاد ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﻣﺠﺰرة اﻟﺮﺣﺎب اﻟﺒﺸﻌﺔ ﻋﺎم 1958، وھﻞ

ھﻨﺎﻟﻚ ﻣﺠﺰرة ﻏﯿﺮ ﺑﺸﻌﺔ؟ ﺑﻌﺪ واﺣﺪ و ﺛﻼﺛﯿﻦ ﺳﻨﺔ ﻋﺎد ﻟﮫﻢ اﻟﺤﻔﯿﺪ اﻟِّﺴﺒﻂ ﻋﺒﺮ دروب اﻟﺤﺐ واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﺘﺴﺎﻣﻲ

ﻋﻦ اﻟﺜﺎرات، ﻓﺎﺳﺘﻘﺒﻠﻮه ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ و ﺑﺎﻟﺪﻣﻊ.

ﻛﯿﻒ ﻳﻔﺘﺪى اﻟﺪم ﺑﺎﻟﺤﺐ؟ ھﺬا ھﻮ أول ﺣﺮوف اﻷردﻧﯿﺔ..

ﻟﻘﺪ اﺻﻄﺒﻎ ذﻟﻚ اﻟﺸﻤﺎغ اﻟﮫﺎﺷﻤﻲ ﺑﺤﻤﺮة ﻣﻦ وﺟﻪ اﻟﻔﺮح. ﻛﻢ ﻛﺎن ورداً وﻣﺘﻮرداً وﺟﻪ اﻟﺤﺴﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﺎﺣﺔ. ﻟﺴﺖ

أدري ﻛﻢ ﻣﻨﺎ ﺑﻘﻲ ﻟﻪ ذاﻛﺮة ﻟﯿﺴﺘﺮﺟﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻄﻠﺔ اﻟﮫﺎﺷﻤﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎب ﺑﻐﺪاد اﻟﻌﺮوﺑﺔ.5/27/13 طﺑﺎﻋﺔ

ﻣﺒﺎﺷﺮًة ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺣﺔ إﻟﻰ ﻗﺎﻋﺔ اﻟﺘﻮﻗﯿﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﯿﺜﺎق اﻟﻤﺠﻠﺲ ﺗﻮﺟﻪ اﻷرﺑﻌﺔ..

اﻟﺤﺴﯿﻦ،،

ﻳﺮﺣﻤﻪ ﷲ اﻟﺬي ذھﺐ إﻟﻰ ﺟﻮار رﺑﻪ ﻓﻲ ﺟﻨﺎزة اﻟﻘﺮن، ﺣﯿﻦ أﺣﺎل اﻷردن ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺗﻪ اﻟﻨﺒﯿﻞ واﻟﺮزﻳﻦ (مهرجانا

وﺑﺴﺎﺗﯿﻦ ﺣﯿﺎة، وﺧﻨﺠﺮاً ﻣﻦ ﺣﺮﻳﺮ ﺗﺮﻛﻪ ﻟﻮرﻳﺜﻪ ودﻳﻌًﺔ ﻳﻠﻤﻊ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﻐﺰاة).

وﺻﺪام،،

ﻛﺎن ﻣﻤﺎﺗﻪ ﻣﮫﺎﻧﺔ أﻣٍﺔ ﻓﻲ ﻳﻮم ﻋﯿﺪ اﻟﻀﺤﯿﺔ، اﻓﺘﺪاھﺎ واﻗﻔﺎً، وﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ ﻗﺎل ﻋﺒﺎس ﺗﺸﺎﺗﺸﺎن، اﻟﻌﺮاﻗﻲ اﻟﺤﺎﺋﺮ، أﻧﻪ

ﺑﻔﺮوﺳﯿﺘﻪ ﻗﺪ ارﺗﻘﻰ ﺑﺎﻟﻤﺸﻨﻘﺔ ﻟﺘﻜﻮن (ﻣﺮﺟﻮﺣﺔ ﻣﺮﺟﻠﺔ). واﻗﻔﺎً ﻛﺎن، ﺷﺠﺎﻋﺎً ظﻞّ، وﻏﺎدر ﻳﺮﺣﻤﻪ ﷲ.

وﻣﺒﺎرك،،

ﺣﯿﻦ أﺛﻘﻠﺖ اﻟﻤﺤﻨﺔ ﻗﻮاﻣﻪ اﻧﺘﮫﻰ إﻟﻰ اﻟﻤﺤﺎﻛﻤﺔ ﻣﻤﺪداً، ﻧﺎﺋﻤﺎً، ﻣﻐﻤﺾ اﻟﻌﯿﻨﯿﻦ، ﺗﺎرﻛﺎً بهيئته ﺣﯿﺮة ﺟﺪﻳﺪة ﻷھﻞ

اﻟﻤﺤﺮوﺳﺔ، ﻓﻤﻨﮫﻢ ﻣﻦ ﻗﺎل إن ﻣﺒﺎرك ﻳﺴﺘهزئ ﺑﻨﺎ ﺣﺘﻰ وھﻮ ﻳﺤﺎﻛﻢ!؟ وﻣﻨﮫﻢ ﻣﻦ رﺛﺎه وﻗﺎل: ﻻ ﻳﺴﺘﺤﻖ!

وﻋﻠﻲ ﻋﺒﺪﷲ ﺻﺎﻟﺢ..

أﺣﺮﻗﻮا وﺟﮫﻪ ﺑﺎﻟﻨﺎر ﺣﺘﻰ ﻳﺪرك ﺣﺘﻤﯿﺔ اﻟﺘﻨﺎزل، ﻓﻜﺎن ﺗﻨﺎزﻟﻪ ﻧﺼﻒ ﻗﺮار، ﻷن ﻣﻌﺮﻛﺘﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﻧﺼﻒ ھﺰﻳﻤﺔ وظﻠﺖ ﻋﯿﻨﺎه

ﺗﺮى.

أرﺑﻌﺘﮫﻢ ﺗﻮﺟﮫﻮا ﻟﻠﻘﺎﻋﺔ..

وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺻﺪام اﻟﻤﻠﯿﺌﺔ ﺑﺎﻟﺰھﺎء وﺑﺨﻔﺔ ظﻞ ﻟﻢ أﻛﻦ ﻗﺪ اﺳﺘﻜﻨﮫﺘﮫﺎ ﺑﻌﺪ، طﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺮﺋﯿﺲ ﻣﺒﺎرك ﻣﺪاﻋﺒﺎً أن ﻳﺴﺘﺨﺪم

اﻷرﺑﻌﺔ ذات اﻟﻘﻠﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﻮﻗﯿﻊ، وأﻛﻤﻞ: ﺣﺘﻰ ﻳﻜﻮن ھﺎﻟﻘﻠﻢ ﺷﺎھﺪ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﻲ (ﻳﺒﻮق) ﺗﻮﻗﯿﻌﻪ!

وﻟﻢ ﻳﻨﺘﺒﻪ أﺣٌﺪ أن ﺻﺪام ﻛﺎن ﻳﻘﺮأ اﻟﻐﯿﺐ اﻟﻘﺎدم ﺣﯿﻦ اﺧﺘﻠﻒ ﻣﺒﺎرك ﻣﻌﮫﻢ اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ ﻣﺤﻨﺔ (اﻟﺮواح اﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ

إﻟﻰ اﻟﻜﻮﻳﺖ ﻓﻲ آب 1990).

ﻟﯿﺴﺖ أﻣﺮﻳﻜﺎ ھﻲ ﺑﻠﺪ اﻟﻔﺮص اﻟﻜﺒﺮى ﻷﻧﮫﺎ ﻛﺒﯿﺮة وﻣﻦ اﻟﻄﺒﯿﻌﻲ أن ﺗﻌﻄﻲ ﻓﺮﺻﺎً ﻛﺒﺮى، ﻟﻜﻦ اﻷردن اﻟﺒﻠﺪ اﻟﻤﺤﺪود

ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء ھﻮ ﻣﻦ ﻳﻤﻨﺢ اﻟﻔﺮص اﻟﻜﺒﺮى. وﺑﮫﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ ﻛﻨﺖ أﻗﻒ ﻣﻦ ﺧﻠﻒ ﻣﻠﯿﻜﻲ ﻣﻊ ﻧﻔﺮ ﻣﻦ اﻷردﻧﯿﯿﻦ ھﻨﺎك

ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻋﺔ؛ ذﻟﻚ اﻟﻨﻔﺮ اﻟﺬي ﻓُﺘِﺢ ﻟﻪ اﻟﺒﺎب ﻟﯿﺘﻔﯿﺄ ﺑﺤﻜﻤﺔ اﻟﻤﻠﻮك ﺑﺪون ﺗﻤﯿﯿﺰ أو ﻣﺤﺎﺑﺎة.

ﻛﺎن اﻟﺤﺴﯿﻦ ﻟﻠﺘﻮ أﺷﻌﻞ ﺳﯿﺠﺎرﺗﻪ ﻋﻘﺐ ﺗﻮﻗﯿﻌﻪ ﺑﺬات ﻗﻠﻢ أﺑﻮ ﻋﺪي ﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺘﻲ اﺗﺠﻪ ﻓﯿﮫﺎ اﻟﺮﺋﯿﺲ ﺻﺪام ﻛﺎن ﻳﻘﻒ اﻟﺤﺴﯿﻦ أﻣﺎﻣﻨﺎ.وﻗﺒﻞ أن أذﻛﺮ ﻣﺎ ﺳﺄورده، أﻗﻮل أن ﺛﻼث ﻟﺤﻈﺎت ﻋﺸﺘﮫﺎ ﻣﻊ ذﻟﻚ اﻟﻤﻠﯿﻚ ﻣﻨﺬ ﻛﻨﺖ طﻔﻼً ﻋﺎم 1963 ﺣﺘﻰ أﻧﺎخ اﻟﻘﻠﺐ

ﻓﻲ ﻣﺤﺮاب اﻟﺸﯿﺐ. و ﺳﺄذﻛﺮ ﻟﺤﻈﺘﯿﻦ ﻣﺎ دﻣﺖ ﺣﯿﺎً ﻟﻪ و ﺳﺄﻏﺾ ﻋﻦ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ ﺣﯿﺎًء ﻷﻧﮫﺎ ﺗﺨﺺ وﺳﻤﻪ ﻟﻲ ﻛﺎﺗﺒﺎً ﻟﻪ.

ﻓﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖ اﻟﺤﺴﯿﻦ طﻔﻼً ﻋﺎم 1963 ﻗﺒﻞ اﺻﺪاره اﻟﻌﻔﻮ اﻟﻤﻠﻜﻲ اﻟﺴﺎﻣﻲ ﺑﺤﻖ أﻋﻤﺎﻣﻲ ﻗﺎدة اﻟﺠﯿﺶ واﻟﻄﺒﯿﺐ،

وﻋﺎدوا ﻣﻦ اﻟﺴﺠﻮن واﻟﻤﻨﺎﻓﻲ ﻟﯿﺒﺪأوا ﻣﺸﻮار اﻟﺤﯿﺎة ﻓﻲ ظﻞ اﻟﺪوﻟﺔ اﻷردﻧﯿﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ.

واﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ھﻲ ﻟﺤﻈﺔ ﻣﺎ ﺳﺄروﻳﻪ ﻻﺣﻘﺎً ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد.

وﻓﻲ اﻟﻠﺤﻈﺘﯿﻦ ، أُﺷﮫﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﻗﻮل، ﻟﻢ أرَ ﻓﯿﻪ – طﻔﻼ وﺧﺘﯿﺎراً ﻛﻨﺖ، إﻻ ﻣﺎ رأى ﻓﯿﻪ ﺳﻤﺎﺣﺔ اﻟﺸﯿﺦ اﻟﺜﻮري

أﺳﻌﺪ ﺑﯿﻮض اﻟﺘﻤﯿﻤﻲ، أﺑﻮ ﻧﺎدر ﻳﺮﺣﻤﻪ ﷲ، ذﻟﻚ اﻟﺸﯿﺦ اﻻﺳﻼﻣﻲ اﻟﻤﻌﺎرض ﻟﻠﺤﻜﻢ اﻷردﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺪى. وأرﺟﻮ

ﻣﻦ اﻷردﻧﯿﯿﻦ اﻟﺬﻳﻦ ﺣﻀﺮوا ذﻟﻚ اﻟﻘﻮل و ﺳﻮاه أن ﻳﺴﺘﻌﯿﺪوه اﻵن، ذﻟﻚ أﻧﻨﺎ أﺣﻮج ﻣﺎ ﻧﻜﻮن إﻟﻰ أﺣﺴﻦ اﻟﻜﻠﻢ، ﻛﻲ

ﻧﻮازن ﺑﮫﺎ ﻗﺒﺢ ظﺮوﻓﻨﺎ واھﺘﺮاء ﺑﻌﺾ ﺣﺮوﻓﻨﺎ.

ﻳﻮﻣﺎً ﻣﺎ ﺟﺎء اﻟﺸﯿﺦ أﺳﻌﺪ ﻟﻠﻘﺎء (ﻣﻨﺎﺻﺤﺔ) ﻣﻊ اﻟﺤﺴﯿﻦ ﻓﻲ ﺑﺴﻤﺎن اﻟﻌﺎﻣﺮ، إﺑﺎن ﺳﻨﻮات اﻧﻘﺴﺎم اﻷﻣﺔ ﺣﻮل اﻟﻨﻔﻂ

وأﻣﺮﻳﻜﺎ وﻣﻌﺎھﺪات اﻟﻌﺮب ﻣﻊ ﻳﮫﻮد.

واﻣﺘﺪ اﻟﻠﻘﺎء.

وﺣﯿﻦ ﻏﺎدر أﺑﻮ ﻧﺎدر ﺳﺄﻟﻪ ﻣﻨﺪوب وﻛﺎﻟﺔ اﻷﻧﺒﺎء اﻷردﻧﯿﺔ- و ھﻮ ﺣﻲ ﻳﺮزق ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل وﻳﺴﺘﻄﯿﻊ أن (ﻳﻘﻮﻟﮫﺎ)، ﻷﻧﻪ ﻻ

ﺧﯿﺮ ﻓﯿﻪ إن ﻟﻢ يقلها- "ﻛﯿﻒ ﻛﺎن اﻟﻠﻘﺎء ﻣﻊ ﺳﯿﺪﻧﺎ ﻳﺎ ﺷﯿﺨﻨﺎ؟".

أﺟﺎب اﻟﺸﯿﺦ اﻟﻮﻗﻮر ﻳﺮﺣﻤﻪ ﷲ ﺑﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ: ﻟﻘﺪ اﻟﺘﻤﺴﺖ ﻣﻦ رﺑﻲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻗﺒﻞ اﻟﺪﺧﻮل إﻟﯿﻪ أن أﻧﺼﺤﻪ ﺑﺎﻟﺤﻖ،

وﺗﻮﺟﮫﺖ إﻟﻰ ﷲ ﻣﺴﺘﺠﯿﺮاً ﺑﺪﻋﺎء (اﻟﻠهم أﻧﺰع ھﯿﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﻠﺒﻲ ﻷﻗﻮل ﻟﻪ اﻟﺤﻖ). وأﻛﻤﻞ اﻟﺸﯿﺦ اﻟﻮﻗﻮر:

"ﺧﺮﺟﺖ ﺑﻌﺪ أن ﺗﯿﻘﻨﺖ أن ھﺬا اﻟﻤﻠﻚ ھﻮ ﺣﻘﺎً ﺣﻔﯿﺪ اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ وﺳﻠﻢ ﺑﻌﻔﺔ ﻟﺴﺎﻧﻪ وﺗﺴﺎﻣﺤﻪ وﺣﯿﺎﺋﻪ وﺗﻔﺎﻧﯿﻪ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ أﻣﺘﻪ".

أﻋﻮد ﻟﻠﺤﻈﺔ اﻷوﻟﻰ،،

ﻛﺎﻧﺖ ھﻨﺎك ﻓﻲ ﺳﻠﻔﯿﺖ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻓﻲ ﻣﻐﺎرﻳﺐ ﻧﺎﺑﻠﺲ ﺣﯿﻦ ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ اﻷردﻧﯿﺔ الهاشمية ﺛﻼث ﺿﻔﺎف: اﻟﺸﺮﻗﯿﺔ

واﻟﻐﺮﺑﯿﺔ واﻟﺜﺎﻟﺜﺔ، أھﻤﮫﺎ، ﻛﻨﺎ (ﻣﻼذ اﻟﻌﺮب ودﻋﺎة اﻟﺼﻠﺢ ﺑﯿﻨﮫﻢ).

ﻗﺒﻞ أن ﻧﺨﺬل ﺑﻌﻀﻨﺎ ﺑﻌﻀﺎً ﻛﻨﺎ أﻣًﺔ ﻓﻲ وطﻦ، ﻛﻨﺎ ﻣﻼذ أﻣٍﺔ ﻓﻲ وطٍﻦ ﺑﻤﻌﻨﻰ أدق ﻋﺎم 1963 ھﻔﮫﻔﺖ طﺎﺋﺮﺗﻪ ﻣﻦ ﻓﻮق رؤوﺳﻨﺎ وﻛﺎﻧﺖ زﻳﺎرة (اﻟﺤﺴﯿﻦ) إﻟﻰ ھﻨﺎك ﻓﻲ (ﺳﻠﻔﯿﺖ) إﻟﻰ ﻋﺸﯿﺮﺗﯿﻦ: آل

اﻟﺰﻳﺮ ﻓﻲ (ﺳﻠﻔﯿﺖ) وﻛﺎن أﻏﻠﺒﮫﻢ ﺷﯿﻮﻋﯿﯿﻦ، وآل ﺳﻼﻣﺔ ﻓﻲ (ﺑﺪﻳﺎ) وﻛﺎﻧﻮا ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻤﮫﻢ ﺑﻌﺜﯿﯿﻦ و ﻗﻮﻣﯿﯿﻦ.

رﺑﻤﺎ أﻧﻪ ﻋﻮدة ﷲ اﻟﻤﺤﺎدﻳﻦ ﻣﺘﻌﻪ ﷲ ﺑﺎﻟﺼﺤﺔ وطﻮل اﻟﻌﻤﺮ، اﻟﺬي ﻛﺎن ﻣﺴﺆوﻻً أول ﻓﻲ إدارة ﺗﻠﻚ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺣﯿﻦ

ﺷﺮﻓﻨﺎ اﻟﺤﺴﯿﻦ، وﻟهاذا أﻧﺎ ﺑﺎﻟﺪم وﺑﺎﻟﺤﻠﯿﺐ رﺿﻌﺖ ﺣﺐ اﻟﺠﻨﻮب ﻷن أﺑﻨﺎء اﻟﺠﻨﻮب ﻓﺎﺿﻮا ﻋﻠﻰ وظﺎﺋﻔﮫﻢ اﻻدارﻳﺔ ﻓﻲ

ﺗﻠﻚ اﻷﻳﺎم رﻗﺔ وﺣﺒﺎً، ﺷﺄﻧﮫﻢ داﺋﻤﺎً.

ﻛﺎن ﻛﻞ ﺳﺎدة ﻋﺸﯿﺮﺗﻲ ﻣﺤﻜﻮﻣﯿﻦ ﺑﺎﻻﻋﺪام، ﻋﻤﻲ اﻟﻜﺒﯿﺮ ﺻﺎﻟﺢ (اﻟﺸﺮع) ﻛﺎن ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺗﻨﻔﯿﺬ ﺣﻜﻢ اﻻﻋﺪام ﺿﯿﻔﺎً ﻋﺰﻳﺰاً

ﻓﻲ اﻟﻘﺎھﺮة ﻋﻠﻰ ﺟﻤﺎل ﻋﺒﺪاﻟﻨﺎﺻﺮ. أﻳﺎﻣها ﻛﺎن ﺻﺪام ﺣﺴﯿﻦ اﻟﻔﺘﻰ اﻟﺒﻌﺜﻲ اﻟﻼﺟﺊ إﻟﻰ ﻣﺼﺮ ﻳﺤﻈﻰ ﻓﻲ ﻣﻨﺰل

ﻋﻤﻲ أﺑﻮ ﻛﻤﺎل ﻣﺜﻞ رﻋﺎﻳﺘﻪ ﻷﺑﻨﺎﺋﻪ ﻛﻤﺎل ووﻟﯿﺪ وﻣﺎ بينهما

وﻋﻤﻲ ﺻﺎدق (اﻟﺸﺮع) رﺋﯿﺲ ھﯿﺌﺔ اﻷرﻛﺎن ﻳﺮﺗﺪي اﻟﺒﺪﻟﺔ اﻟﺤﻤﺮاء ﻓﻲ ﺳﺠﻦ اﻟﻤﺤﻄﺔ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎر اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ.

وﻋﻤﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮر رﻓﻌﺖ ﻋﻮدةأول ﻣﻦ زرع اﻟﻘﺮﻧﯿﺔ ﻓﻲ اﻷردن وأﺣﻀﺮ ﻋﻠﻢ طﺐ اﻟﻌﯿﻮن ﻣﻨﺬ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺛﻼﺛﯿﻨﺎت اﻟﻘﺮن

اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻦ أﻋﺮق اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت اﻷوروﺑﯿﺔ، وﻛﺎن ھﻮ اﻵﺧﺮ ﻗﺪ اﺣﻤﺮت ﺑﺪﻟﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻄﺔ.

ﺣﯿﻦ ھﻄﻞ اﻟﺤﺴﯿﻦ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻛﺎﻟﻤﻄﺮ، ﻓﻲ ﺑْﺮد ﺳﻠﻔﯿﺖ اﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻜﻨّﻰ ﻣﻮﺳﻜﻮ اﻟﺼﻐﺮى ﻟﻜﺜﺮة (ﺷﯿﻮﻋﯿﯿﮫﺎ) وﺑﺪﻳﺎ

ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻜﺜﺮة (ﺑﻌﺜﯿﯿها) وﻟﮫﺬا ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻠﻔﯿﺖ دوﻣﺎً أﺷﺪ ﺑﺮداً ﻷﻧﮫﺎ ﺗﺤﺐ اﻟﺘﺪاﻧﻲ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻜﻮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺣﺘﻰ

اﻟﻄﻘﺲ.

ﻛﺎن ،،

ﻣﺤﺎﻣﻲ اﻷﻋﻤﺎم وھﻮ ﻣﻌﺎﻟﻲ اﻷﺳﺘﺎذ وﻟﯿﺪ ﺻﻼح اﻟﺬي طﻠﺐ ﻣﻦ ﻋﺸﯿﺮﺗﻨﺎ ﺗﻮاﻗﯿﻊ اﻟﺘﻤﺎﺳﺎت اﻟﻌﻔﻮ ﻣﻦ ﻛﻞ أھﻞ

اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻟﺘﺮﻓﻊ ﻟﻠﺤﺴﯿﻦ ﻓﻲ اﻟﺰﻳﺎرة. وﻟﻢ ﻳﻜﺘﻒ اﻟﻤﺤﺎﻣﻲ اﻟﻨﺒﯿﻞ ﺑﺬﻟﻚ ﺑﻞ وﺿﻊ ﺧﻄﺒﺔ اﻟﺘﻤﺎس ﻛﺘﺒها ھﻮ ﺑﻨﻔﺴﻪ

وأﺳﻨﺪ ﻷﺣﺪ ﺷﺠﻌﺎن اﻟﻌﺸﯿﺮة ﻣﮫﻤﺔ اﻟﻤﻐﺎﻣﺮة ﻹﻟﻘﺎﺋها ﺑﯿﻦ ﻳﺪي اﻟﺤﺴﯿﻦ. وﺗﻀﻤﻨﺖ اﻟﺨﻄﺒﺔ إذ ذاك ﻧﻘﺪاً ﺧﻔﯿﺎً

ﻟﺒﻌﺾ إﺟﺮاءات أطﺮ اﻟﺪوﻟﺔ و ﺗﻮﺿﯿﺢ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﻼﺑﺴﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﻀﯿﺔ وﻗﻌﺖ. وﻛﺬﻟﻚ ﺗﻀﻤﻨﺖ اﻟﺘﻤﺎﺳﺎً ﺑﺎﻟﻌﻔﻮ.

وﻟﻘﺪ ﺣﻘﻘﺖ ﺟﮫﻮد اﻟﻌﺸﺮات ﻣﻦ اﻟﻨﺎس داﺧﻞ اﻟﺪوﻟﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺘﻌﺎطﻔﯿﻦ وﺧﺎرﺟﮫﺎ أھﺪاف ﺗﻠﻚ اﻟﺨﻄﺒﺔ وﺗﻤﻜﻦ أﺣﺪ

ﺷﺠﻌﺎن ﻋﺸﯿﺮﺗﻨﺎ، ﻋﺒﺪاﻟﺮﺣﯿﻢ ﺳﻼﻣﺔ-ﻋﻤﻲ ﻳﺮﺣﻤﻪ ﷲ، اﻟﻤﺜﻮل ﺑﯿﻦ ﻳﺪي اﻟﺤﺴﯿﻦ وأﻟﻘﻰ ﺧﻄﺒﺘﻪ ﺗﻠﻚ.

أﻣﺮ اﻟﺤﺴﯿﻦ إﺧﻼء اﻟﺪرب واﻟﻤﻨﺼﺔ ﻟﺬﻟﻚ اﻟﻤﺴﺘﺠﯿﺮ وأذّن ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻘﻮل.

أﺗﺤﺪث أﻧﺎ أﻳﮫﺎ اﻷھﻞ اﻷﺣﺒﺔ ﻋﻦ ﻗﺼٍﺔ وﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺳﺘﯿﻨﯿﺎت اﻟﻘﺮن اﻟﻤﺎﺿﻲ، ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﻳﺰﻏﺮد ﻟﻠﻤﺸﺎﻧﻖ

وﻟﻠﺴﺤﻞ ﻓﻲ اﻟﺸﻮارع وﻟﻠﻘﺘﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ وﻳﻈﻦ اﻟﺤﻜﺎم ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻌﺮﺑﻲ أﻧهم ﻗﺎب ﻗﻮﺳﯿﻦ أو أدﻧﻰ ﻣﻦ اﻟﺤﺮﻳﺔ

واﻟﺘﻘﺪم. وﺣﺪه ﻛﺎن اﻟﺤﺴﯿﻦ ﻳﻨﺼﺖ ﻟﻠﻤﺴﺘﺠﯿﺮ وﻳﺮاﺟﻊ اﻟﻤﻮاﻗﻒ وﻳﺨﻠﻲ اﻟﺪرب ﻟﻤﻦ ﻳﻨﺸﺪ اﻟﻮﺻﻮل إﻟﻰ اﻟﺤﻖ

واﻟﻌﺪل.5/27/13 طﺑﺎﻋﺔ

ﻛﺎن ﻳﺼﻨﻊ وطﻨﺎً ﻳﻤﻠﺆه اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﺤﺮﻳﺔ.

أﻟﻘﯿﺖ اﻟﺨﻄﺒﺔ اﺣﺘﺮاﻣﺎً ووﻻًء ﻣﻦ اﻟﻌﺸﯿﺮة ﻟﻸردﻧﯿﺔ اﻟﮫﻮﻳﺔ وللهاشميه اﻟﺴﻼﻟﺔ و ﻟﻠﺤﺴﯿﻦ اﻟﺤﺎﻛﻢ اﻟﻌﺎدل و ﻟﻠﻌﻔﻮ

اﻟﺘﻤﺎﺳﺎً. ﺧﻄﻔﮫﺎ اﻟﺤﺴﯿﻦ وأودﻋﮫﺎ ﻛﺄﺳﺮاره اﻟﻜﺜﯿﺮات ﻓﻲ ﺟﯿﺒﻪ وﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻪ المعهودة وﻋﺪ ﺑﺄن اﻟﺨﯿﺮ ﻗﺎدم إن ﺷﺎء ﷲ.

أﻳﺎم ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻔﺼﻠﻨﺎ ﻓﻘﻂ ﻋﻦ اﻟﺮﻗﺺ واﻟﻐﻨﺎء واطﻼق اﻟﻤﺸﺎﻋﻞ ﻓﺮﺣﺎً ﺑﻌﻮدة اﻷﻋﻤﺎم. أﺳﺘﻨﺘﻨﺞ وأﻗﻮل ﻛﺎن رﻓﻌﺖ ﻋﻮدة

ﻓﻲ آﺧﺮ أﻳﺎﻣﻪ رﺋﯿﺴﺎً ﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ﻓﻲ دﻋﻢ اﻟﻌﺮاق ﻓﻲ ﺣﺮﺑﮫﺎ اﻟﻀﺮوس ﺿﺪ إﻳﺮان وﺣﺘﻰ آﺧﺮ ﻳﻮٍم ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻪ ظﻞ

داﻋﻤﺎً ﻟﻠﺮﺋﯿﺲ اﻟﺮاﺣﻞ ﺻﺪام ﺣﺴﯿﻦ وﻟﻌﺮوﺑﺔ اﻟﻌﺮاق.

وﻋﺎد ﻋﻤﻲ أﺑﻮ ﻛﻤﺎل ﺻﺎﻟﺢ اﻟﺸﺮع ﻟﯿﺘﻮﻟﻰ وزارة اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ واﻷوﻗﺎف إﺑﺎن ﺣﻜﻮﻣﺔ اﻻﻧﻘﺎذ اﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻓﻲ أﺣﺪاث أﻳﻠﻮل

ﺳﻨﺔ ﺳﺒﻌﯿﻦ. وﺗﻮﻟﻰ اﻟﻌﻢ أﺑﻮ زﻳﺎد ﺻﺎدق اﻟﺸﺮع ﻣﺎ ﻻ ﻳﺨﻄﺮﻋﻠﻰ ﺑﺎل أﺣﺪ ﻣﻦ وظﺎﺋﻒ اﻟﺪوﻟﺔ، واﺧﺘﺘﻤها ﺑﻮزارﺗﻲ

اﻟﺘﻤﻮﻳﻦ واﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ﻓﯿﻤﺎ ﺑﻌﺪ.

وﻛﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ اﻷردن ﻟﮫﺎ ذات اﻟﻘﺼﺔ أو ﻣﺎ يشبهها، ﻷدﻟﻞ ﻋﻠﻰ أن روح اﻷردﻧﯿﺔ ھﻲ روح اﻟﺤﺐ واﻟﺘﺴﺎﻣﻲ

واﻟﺘﺴﺎﻣﺢ وﻻ ﻳﺤﺪث ذﻟﻚ إﻻ ﻓﻲ اﻷردن ﻧﻤﻮذﺟﺎً ﻧﻔﺴﯿﺎً ﻋﺮﺑﯿﺎً ﺑﻨﺴﯿﺞ اﻟﻮﺣﺪة.

ﻗﻠﺖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﻠﺖ ﻷﺳﺘﺬﻛﺮ أﻳﻀﺎً ﺗﻠﻚ اﻟﻮﻣﻀﺔ ﻓﻲ ﻋﯿﻨﻲّ اﻟﺤﺴﯿﻦ، ﺣﯿﻦ وﻋﺪت ﻋﯿﻨﺎه ﻟﺤﻈﺔ انتهاء ﺧﻄﺒﺔ اﻻﻟﺘﻤﺎس

ﺑﺎﻟﻌﻔﻮ. ﻛﺎن وﻋﺪه ﻧﺬراً ﻳﻮﻓﻲ وﻋﻮده، ﻧﺬر اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ اﻟﺬي ﻋﻠﻤﻨﺎ ﻧﺤﻦ اﻷردﻧﯿﯿﻦ اﻟﻤﺆﻣﻨﯿﻦ ﺑﻪ ﻛﯿﻒ ﻧﺴﻤﻮ ﻋﻠﻰ ﺟﺮاﺣﻨﺎ

وأن ﻧﺘﺮك اﻟﺒﺎب ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً ﻟﻶﺧﺮ ﻛﻲ ﻳﺆوب إﻟﻰ رﺷﺪه ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺸﺮﻓﺔ ﻛﺮﻳﻤﺔ ﻷن اﻷردﻧﯿﯿﻦ ﻟﺪﻳﮫﻢ ﻗﺼﺺ ﻣﻤﺎﺛﻠﺔ ﻟﻤﺎ

ذﻛﺮت، و ﻣﺎ اﺧﺘﯿﺎري ﻟﮫﺎ ﻣﺤﺾ ﻋﺎﺋﻠﯿﺔ إﻻ ﻣﺴﻌﻰ ﻣﻨﻲ ﻟﺤﺚ و ﺗﺸﺠﯿﻊ ﻛﻞ أردﻧﻲ وأردﻧﯿﺔ ﻻﺳﺘﺬﻛﺎر ﻣﺎ ﻳﺆﺟﺞ ﻓﯿﻨﺎ

اﻟﺮﺣﻤﺔ و اﻟﻌﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺮاح ﻷﻧﻨﺎ أﺣﻮج ﻣﺎ ﻧﻜﻮن اﻟﯿﻮم ﻓﯿﻪ ﻹﻓﺸﺎء ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ واﻟﺘﺸﺒﺚ ﺑﻘﻮة اﻷﺧﻼق ﻻ اﻟﺘﺮوﻳﺞ

ﻷﺧﻼق اﻟﻘﻮة، ﻷﻧﻨﺎ ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺗﻜﺮﻳﺲ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﻣﻨﻌًﺔ ﻟﻨﺎ وﺗﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻻﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺳﻤﺎه اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ

اﻷﻟﻤﺎن (ذھﻨﯿﺔ اﻟﻌﺼﺮ المهيمنه) وھﺬا اﻟﻌﺼﺮ ﻗﺪ ﻣﻸﺗﻪ ذھﻨﯿﺔ اﻻﺣﺘﺠﺎج اﻟﻌﺎﺻﻒ وإﻗﺼﺎء اﻵﺧﺮ واﻟﺬﺑﺢ ﻋﻠﻰ الهويه

وﺗﻌﻤﯿﻖ روح اﻟﻤﺬھﺒﯿﺎت واﻷﻗﻠﻤﺔ وطﺄﻓﻨﺔ اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت.

ھﺬا ﻣﺎ أﺣﺐ أن أﻟﺨﺼﻪ ﻓﻲ ﻟﺤﻈﺔ اﻟﻌﺒﺮة اﻷوﻟﻰ ﻣﻨﺬ طﻔﻮﻟﺘﻲ.

أﻣﺎ اﻟﻠﺤﻈﺔ اﻟﺜﺎﻧﯿﺔ ﻓﻲ ﺑﻐﺪاد، وﻓﻲ ﺷﺒﺎط 1989.

ﺗﻄﻠّﻊ اﻟﺤﺴﯿﻦ ﻟﺼﺪام، وﻛﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﻪ رﺟﺎﻟﻪ ﺑﻌﺪ أن رﺑﺎﻧﺎ أطﻔﺎﻻً ﻋﻠﻰ ھﺎﺗﯿﻚ اﻷﺧﻼق، ﺑﻌﻄِﻒ اﻷبِ ﻋﻠﻰ اﺑﻨﻪ اﻟﺮاﺷﺪ

اﻟﻔﺎرس ﺻﺪام ﺣﺴﯿﻦ.. ﺗﻄﻠّﻊ اﻟﺤﺴﯿﻦ إﻟﯿﻪ، ﻣﺎداً ﻧﻈﺮه، ﻣﺒﺎھﯿﺎً اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺑﻪ.

ﻗﺎل اﻟﺤﺴﯿﻦ ﻟﺼﺪام وﻧﺤﻦ ﻧﺼﯿﺦ اﻟﺴﻤﻊ بمهابة اﻟﺘﺎﺑﻊ رﻏﻢ ﺣﺮﺻﻪ رﺣﻤﻪ ﷲ أن ﻳﺴﻤﻌﻨﺎ ﻣﺎ أراد ﻗﻮﻟﻪ: ﻳﺎ أﺑﻮ ﻋﺪي،

ﷲ ﻳﺮﺿﻰ ﻋﻠﯿﻚ، اﺳﻤﻌﻨﻲ، ھﺎ ﻗﺪ أﻛﺮﻣﻨﺎ ﷲ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﺑﺎﻧﺘﮫﺎء ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺮب اﻟﺒﻐﯿﻀﺔ اﻟﻤﺪﻣﺮة (وﻛﺎن ﻳﺸﯿﺮ إﻟﻰ انتهاء

اﻟﺤﺮب اﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ اﻻﻳﺮاﻧﯿﺔ ﻗﺒﻞ ﻗﺮاﺑﺔ اﻟﻌﺎم).. وأﻛﻤﻞ ﻳﺮﺣﻤﻪ ﷲ: "واﻵن وﻧﺤﻦ ﻧﺘﺠﻪ إﻟﻰ اﻟﺒﻨﺎء واﻟﺘﻄﻠﻊ ﻟﺘﺤﻘﯿﻖ ﻣﺼﻠﺤﺔ

اﻷﻣﺔ، أﻗﺘﺮح ﻋﻠﯿﻚ أن ﺗﺒﺪأ دﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ ھﻨﺎ ﺑﺎﻟﺘﺪرﻳﺞ ﻟﻸھﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﺗﺘﯿﺢ ﻟﻠﻨﺎس ﻣﻦ ﺧﻼﻟﮫﺎ ﻳﺎ أﺑﻮ ﻋﺪي اﻟﺘﻌﺒﯿﺮ

واﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ. وإذا ﺗﺮى، ﻧﺮﺗﺐ اﺟﺘﻤﺎع ﻣﻊ ﺑﻌﺾ اﻹﺧﻮة. (وذﻛﺮ ﻳﺮﺣﻤﻪ ﷲ اﻟﺨﻮﺋﻲ ود.ﻋﻼوي وطﺎﻟﺒﺎﻧﻲ واﻟﺤﻜﯿﻢ

واﻟﺼﺪر) وﻧﺤﻘﻖ ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ ﺗﻌﻢ ﻓﻮاﺋﺪھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﻤﯿﻊ إن ﺷﺎء ﷲ".

ﻛﺎن إﺧﻼص ﺳﯿﺪﻧﺎ ﻹﺟﺮاء ﻣﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﺣﺪ اﻟﺘﻮﺳﻞ ﻛﻲ ﺗﺘﺤﻘﻖ. ورد أﺑﻮ ﻋﺪي ﻳﺮﺣﻤﻪ ﷲ: "أﺑﻮ ﻋﺒﺪﷲ،

ﺗﺤـﭽﻲ (ﺑﺎﻟﻠﻔﻆ اﻟﻌﺮاﻗﻲ) ﻋﻦ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ ھﻨﺎﻧﺎ ﺑﺎﻟﻌﺮاق؟".

ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺳﯿﺪﻧﺎ ﺑﻤﻼﻋﺒﺔ: "اه ھﻨﺎﻧﺎ!" واﺑﺘﺴﻢ.. رد ﺻﺪام:" ﻣﺎ راح ﻳﺼﯿﺮ دﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ ھﻨﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق..ﺻﻌﺒﺔ أﺑﻮ

ﻋﺒﺪﷲ".

اﻧﻜﺴﺮ ﺣﻤﺎس ﺳﯿﺪﻧﺎ وﻗﺎل: "ﻻ ﺣﻮل وﻻ ﻗﻮة إﻻ ﺑﺎͿ".

ﻟﻢ ﻳﺄن اﻷوان ﺑﻌﺪ ﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺘﺠﺮﺑﺔ اﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ اﻟﺼﻮرﺗﯿﻦ، (اﻟﺒﻌﺜﯿﺔ) وﺗﺠﺮﺑﺔ (اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاطﯿﺔ اﻷﻣﺮﻳﻜﯿﺔ) ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق؛

ﻟﻜﻦ اﻟﻤﺘﻔﻖ ﻋﻠﯿﻪ ﻓﯿﻤﺎ ﻳﺒﺪو أن اﻟﺘﺠﺮﺑﺘﯿﻦ، ﻓﯿﮫﻤﺎ ﺧﻄﺎﻳﺎ، ﻣﺴﺖ اﻟﻌﺮاق دون ﻗﺪرة أﺣﺪ أن ﻳﻨﺤﺎز ﻓﻲ اﻟﻤﻄﻠﻖ ﻷي

ﻣﻨها. ﻟﻜﻦ ﺛﻤﺔ ﺣﻘﺎﺋﻖ، و ﻣﻦ دون إطﻼق ﻏﺮاﺋﺰﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ، ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ اﺳﺘﯿﻌﺎﺑها ﻗﺒﻞ أن أﻟﺞ إﻟﻰ ﺻﻠﺐ ﻗﻀﯿﺔ

ﺟﻨﻮن ﺣﺮاس اﻟﺴﻔﺎرة اﻟﻌﺮاﻗﯿﺔ ﻓﻲ ﻋﻤّﺎن وﺿﺮورة اﻟﺘﺮوي واﻟﺮد ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ اﻷردﻧﻲ اﻟﺬي ﻳﺴﺘﻨﺪ إﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﺎ ذﻛﺮت ﺗﺠﺎه

ﺑﻐﺪاد.

ﻟﺴﺖ ﻣﻌﻨﯿﺎً أﻳﮫﺎ اﻷﺣﺒﺔ ﺑﺎﻟﺠﻨﻮن اﻟﻌﺮاﻗﻲ وﻻ ﺑﺎﻟﻀﯿﺎع اﻟﻠﯿﺒﻲ وﻻ ﺑﺎﻟﻔﻮﺿﻰ اﻟﻤﺼﺮﻳﺔ اﻟﻌﺎرﻣﺔ وﻻ ﺑﺎﻟﺘﺪﻣﯿﺮ اﻟﺬاﺗﻲ ﻓﻲ

ﺳﻮرﻳﺎ، ﻟﻜﻨﻲ ﻣﻌﻨﻲ ھﻨﺎ ﻣﺸﺎرﻛﺘﻜﻢ اﻟﺮأي ﻟﻤﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺨﻄﻲ ﻣﺎ وﻗﻊ ﻣﻦ ﺣﻤﻖ ﻓﻲ اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﺜﻘﺎﻓﻲ اﻟﻤﻠﻜﻲ، ﻓﺄﻗﻮل:

ﻷﻧﻨﺎ ﻟﺴﻨﺎ ﻣﺜﻠهم وﺣﺘﻰ ﻻ ﻧﺼﯿﺮ ﻣﺜﻠهم (وﻻ أﻗﺼﺪ بهذا اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻌﺮاق اﻟﺸﻘﯿﻖ واﻷھﻞ ﻣﻨﮫﻢ، ﺑﻞ اﻟﺬﻳﻦ أﺧﻄﺄوا

ﻣﻨهم وﻳﺨﻄﺌﻮن) وﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﺪرﻛﻨﺎ ﻣﺎ أدرﻛﻮه ﻣﻦ ﻣﺼﺎﻋﺐ أﻟﺘﻤﺲ ﻣﻨﻜﻢ اﻟﻌﺾ ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺮح اﻷردﻧﻲ واﻟﺘﻤﺴﻚ

ﺑﺎﻷردﻧﯿﺔ اﻟﻌﺬﺑﺔ.

اﻷردﻧﯿﺔ ،،

ﻟﯿﺴﺖ ﺟﻐﺮاﻓﯿﺎ وﺣﺴﺐ..اﻷردﻧﯿﺔ ﺧﻠﻖ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﺘﻲ ﺗﺤﻤﻲ اﻟﺬي ﻳﻠﻮذ ﺑﮫﺎ وﻟﻮ ﻛﺎن ﻗﺎﺗﻼً، وذﻟﻚ ﺳﺮ ﻗﻮﺗﻨﺎ.

اﻷردﻧﯿﺔ ،،

ﺳﻠﻮك زﻋﻞ ﻛﻨﯿﻌﺎن اﻟﻔﺎﻳﺰ رﺣﻤﻪ ﷲ، ذﻟﻚ اﻟﻜﺒﯿﺮ اﻟﺬي ﺗﺮك ﻟﻨﺎ وﺳﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺟﺒﺎھﻨﺎ ﺣﯿﻦ أﺟﺎر ﻗﺎﺗﻞ ﺣﻔﯿﺪه و ﻟﻢ ﻳﻌﺮف

أﻧﻪ اﻟﻘﺎﺗﻞ و ﺣﻤﺎه و ﻧﺼﺮه و طﻠﺐ ﻣﻨﻪ أن ﻳﺸﺎرﻛﻪ دﻓﻦ ﺣﻔﯿﺪه.

اﻷردﻧﯿﺔ ،،

ﻣﻼذ اﻟﻌﺮب ﺑﺪون ﻣﻨﺔ، ﻗﺒﻞ أن ﻳﺼﺒﺢ ﺑﻌﺾ ﻛﺘﺎﺑﻨﺎ و ﻣﻔﻜﺮﻳﻨﺎ ﺻﺪى ﺑﻨﻈﺮﻳﺎﺗﮫﻢ اﻟﺠﺪﻳﺪة ﻟﺘﺄﺛﺮھﻢ ﺑﺪﻣﻮﻳﺔ اﻟﺠﻮار وﻓﺌﻮﻳﺘﻪ.اﻷردﻧﯿﺔ،،

دم إﺑﺮاھﯿﻢ ھﺎﺷﻢ وﺳﻠﯿﻤﺎن طﻮﻗﺎن واﻓﺘﺪاء ھﺰاع ﻟﻮطﻦ وﺗﺤﺪي وﺻﻔﻲ ﺑﺪﻣﻪ ﻟﻠﻌﺪا.اﻷردﻧﯿﺔ،،

دم اﻟﺸهيد اﻟﻜﺒﯿﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﻮاﺑﺎت اﻷﻗﺼﻰ اﻟﺬي ﺻﻨﻊ اﻷردن ﻟﯿﺲ ھﻼﻻً ﻣﺬھﺒﯿﺎً ﺑﻞ اﻷردن، ﻳﺠﻤﻊ أھﻠّﺔ اﻷﻣﺔ ﻛﻠها

وﺿﺎءًة ﻣﺜﻞ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﻋﻤﺎﻣﺘﻪ اﻟﺒﯿﻀﺎء ﻣﻦ ﻏﯿﺮ ﺳﻮء..ھﺬا ھﻮ اﻟﻘﻤﺮ اﻟﮫﺎﺷﻤﻲ اﻟﺬي ﻳﻔﺘﺢ اﻟﺒﺎب ﻟﻠﺮﺣﻤﺔ واﻟﺮﺟﻌﺔ

واﻟﺘﻮﺑﺔ وﺻﯿﺔ وأﻣﺮاً ﻧﺤﻦ ﻟﻪ ﺻﺎدﻋﯿﻦ، ﻣﻮﺳﯿﻘﻰ وطﻦ ﺗﺰف أﻣﺮ اﻟﺸهيد اﻟﻤﺆﺳﺲ ﻋﺒﺪﷲ وﻧﺤﻦ ﻟﻪ ﻣﺬﻋﻨﻮن.

اﻷردﻧﯿﺔ،،

اﻷﻗﺼﻰ واﻟﻘﯿﺎﻣﺔ وﺑﯿﺖ ﻟﺤﻢ وﻣﺎدﺑﺎ وﻋﺠﻠﻮن وإرﺑﺪ واﻟﻄﻔﯿﻠﺔ و ﻗﻠﻌﺔ اﻟﻜﺮك و ﺣﻮﻳﻄﺎت اﻟﻌﺰ و اﻟﺴﻠﻂ اﻷﺑﯿﺔ، ﻓﺈن ﻧﺤﻦ

أطﻠﻘﻨﺎ ﻏﺮاﺋﺰﻧﺎ و ﺻﺮﻧﺎ ﻣﺜﻠﮫﻢ ﻓﻤﺎ ھﻲ ﻣﺰاﻳﺎﻧﺎ؟ (وأﻗﺼﺪ ﻣﺜﻠهم اﻟﺨﻄﺎءون ﻣﻦ اﻹﺧﻮة اﻟﻌﺮب).

ﺑﻌﺾ ﻋﺮاﻗﯿﯿﻦ ﺿﺮب زﻳﺎد اﻟﻨﺠﺪاوي ﻓﻲ ﻋﻤّﺎن ﻷﻧﻪ ھﺘﻒ ﻟﺼﺪام ﺣﺴﯿﻦ. وﻣﻦ ﻗﺒﻞ زﻳﺎد، ﺑﻌﺾ ﻋﺮاﻗﯿﯿﻦ ذﺑﺤﻮا آل

ھﺎﺷﻢ ﺑﺪٍم ﺑﺎرد وأﻋﺪﻣﻮا ﺻﺪام ﻓﻲ ﻳﻮم ﻋﯿﺪ وھﺠّﺮوا طﺎرق الهاشمي ﺑﺤﻜﻢ اﻋﺪاﻣﻪ دون ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ. ﻣﯿﺰﺗﻨﺎ أن ﻻ ﻧﺮد

ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ ھﺆﻻء ﻓﻼ ﻧﺼﯿﺮ ﻣﺜﻠﮫﻢ.

اﻷردﻧﯿﺔ ،،

ﺣﺎﻟﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﺻﻨﻌﮫﺎ اﻟﻌﺮب ﺑﺈﻳﻤﺎﻧهم ﻛﻠهم ﻣﺘﻀﺎﻣﻨﯿﻦ ﻣﺘﺸﺎرﻛﯿﻦ وﻣﺠﻤﻌﯿﻦ ﻋﻠﻰ ﻗﯿﺎدة اﻟهاﺷﻤﯿﯿﻦ ﻟﻠﺮد ﻋﻠﻰ ذھﻨﯿﺔ

اﻟﻌﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ اﻟﻔﺎﺋﺘﺔ، إذ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﻤﺘﮫﺎ اﻟﻤﺪ اﻟﺜﻮري اﻟﺸﯿﻮﻋﻲ وﻛﺎن ﻧﻘﯿﻀﮫﺎ اﻟﻮﻗﻮف ﻓﻲ وﺟﻮد اﻟﻤﺪ

اﻟﺸﯿﻮﻋﻲ،، وﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﺘﯿﻦ ﻛﻨﺎ ﺿﺤﺎﻳﺎ.

وﺑﻘﻲ ﻟﻨﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ أﺧﺮى ﻧﻀﻄﺮ أن ﻧﺘﻌﺎﻳﺶ ﻓﯿﮫﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺷﻔﺮﺗﯿﻦ: اﻟﻤﺪ اﻷﺻﻮﻟﻲ اﻟﺪﻳﻨﻲ اﻟﻤﺘﻄﺮف واﻟﺮد ﻋﻠﻰ

اﻷﺻﻮﻟﯿﺔ اﻟﺪﻳﻨﯿﺔ ﺑﺘﻄﺮف أﺷﺪ. و ﻓﻲ اﻟﺤﺎﻟﯿﻦ ﻋﻠﯿﻨﺎ أن ﻧﺼﻤﺪ ﻛﻤﺎ ﺻﻤﺪﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ اﻟﻤﺎﺿﯿﺔ ﻟﯿﻈﻞ أﻣٌﻞ ﻓﻲ

اﻷﻣﺔ أن اﻟﻔﺮج ﻗﺎدم ﺑﺎﻟﺼﺒﺮ وﺑﺎﻟﺤﻜﻤﺔ وﺑﺎﻟﺘﺮوي.

اﻟﺘﻄﺮف اﻟﺪﻳﻨﻲ ﺑﺪأ ﻣﻊ اﻟﺤﺮوب اﻟﺼﻠﯿﺒﯿﺔ، أﺧﺬوا ﻣﻨﺎ و أﺧﺬﻧﺎ منهم، و ﻛﺎﻧﺖ اﻷذﻳﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ وإن ﻟﻢ ﺗﺘﺴﺎوى ﻓﻲ

اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ، ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﯿﺮ أﻣﯿﻦ ﻣﻌﻠﻮف.

وإن ﻛﻨﺎ ﻧﻔﺎﺧﺮ اﻟﯿﻮم ﺑﺘﻮﺻﯿﻞ أﻣﺮﻳﻜﺎ ﻗﻤﺔ اﻟﺪﻳﻘﺮاطﯿﺔ ﺣﯿﻦ ﺣﻞ أوﺑﺎﻣﺎ اﻷﺳﻤﺮ ﻟﻘﯿﺎدة ﺑﯿﺘها اﻷﺑﯿﺾ ﻷول ﻣﺮة، ﻓﺈن

اﻻﺳﻼم واﻟﻌﺮب ﻗﺪ ﺳﺒﻘﻮا اﻟﻐﺮب إﻟﻰ ھﺬا اﻟﺴﻤﻮ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ. ارﺟﻌﻮا واﻗﺮأوا ﻣﺤﺎﻛﻤﺔ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻲ ﺣﯿﻦ ﻋﻘﻞ ﺑﻼل

اﻷﺛﯿﻮﺑﻲ اﻟﺤﺒﺸﻲ، وھﻮ أﺳﻤﺮ أﻳﻀﺎً، أﻋﻈﻢ ﻗﺎﺋﺪ ﻋﺴﻜﺮي ﻋﺮﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺎرﻳﺦ ﺧﺎﻟﺪ ﺑﻦ اﻟﻮﻟﯿﺪ اﻟﻤﺨﺰوﻣﻲ.. ﺣﯿﻦ ﻋﻘﻠﻪ

ﺑﻌﻤﺎﻣﺘﻪ وﺣﺎﻛﻤﻪ أﻣﺎم ﺟﯿﺸﻪ ﻓﻲ ﺣﻤﺺ ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ ﺑﺎﺑّﺎ ﻋﻤﺮو. ﻓﻘﻂ اﻗﺮأوا اﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺑﯿﻦ ﺗﻠﻚ اﻟﺤﺎدﺛﺔ اﻟﻤﺠﯿﺪة وﺑﯿﻦ

ﺣﺮوب اﻟﺮدة ﻓﻲ ﺣﻤﺺ اﻟﯿﻮم. ھﺬا اﻟﺬي ﻳﻠﺰﻣﻨﺎ اﻟﺘﺴﺎﻣﺢ.

ﻧﺤﻤﺪ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﻌﻤﺎﺋﻪ أن ھﯿﺄ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ آل اﻟﺒﯿﺖ ﺣﻜﺎﻣﺎً. ﻻ ﻳﺠﻮز ﻟﻨﺎ أن ﻧﺸﺘﻢ أﺣﺒﺎب آل اﻟﺒﯿﺖ، ﺷﯿﻌﺔ ﻛﺎﻧﻮا أم ﺳﻨﺔ،

وﻧﺼﻔﮫﻢ ﺑﺼﻔﺎت أﺿﺤﺖ ﻋﻤﻠﺔ دارﺟﺔ ﻓﻲ ﺳﻮق اﻟﻨﺨﺎﺳﺔ اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ. ﺛﻤﺔ ﻟﻐﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﻟﻨﺎ وﻟﯿﺴﺖ ﻣﻦ ﺗﺎرﻳﺨﻨﺎ. ھﺆﻻء

ﺷﯿﻌﺔ آل ﺑﯿﺖ رﺳﻮل ﷲ وﻧﺤﻦ أوﻟﻰ ﺑهم. وﻻ ﻳﺠﻮز أن ﻧﺸﺘﻢ اﻟﻌﺮاق، ﻓﺎﻟﻌﺮاق ظﮫﺮﻧﺎ وظهيرﻧﺎ وإن أﺧﻄﺄ ﺑﻌﺾ اﻟﻌﺮاقِ

وأﺧﻄﺄ ﺑﻌﺾ ﺳﻮرﻳﺎ وأﺧﻄﺄ ﺑﻌﺾ ﻣﺼﺮ، ﻓﺬﻟﻚ ﻳﺪﻋﻮﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﺎﻟﺼﻮاب أﻛﺜﺮ وأن ﻧﻜﺎﻓﺢ ﻟﺘﻌﻤﯿﻢ ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ أﺧﻼﻗﻨﺎ

اﻟﻮطﻨﯿﺔ وأن ﻧﺮوج ﻟﻤﻌﺎﻧﻲ اﻟﺼﺒﺮ واﻟﺤﻜﻤﺔ وأن ﻻ ﻧﻄﻠﻖ ﻏﺮاﺋﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺠﺎﻳﺎھﺎ ﻷن أول اﻟﺤﺮب ﻛﻼم وأول اﻟﺴﻘﻮط

ﺷﺘﺎﺋﻢ.. (ﻓَﺒَِﻤﺎ رَﺣَﻤٍﺔِ ﻣَّﻦ اﻟﻠِّﻪ ﻟِﻨَﺖ لهم وَﻟَْﻮ ﻛُﻨَﺖ ﻓَﻈّﺎًَﻏﻠِﯿﻆَ اْﻟَﻘْﻠﺐِ ﻻَﻧَﻔﱡﻀﻮْاِﻣْﻦَﺣْﻮﻟَِﻚ ﻓَﺎْﻋُﻒَﻋنهم وَاْﺳﺘَْﻐِﻔْﺮ لهم).

أﻣﺲ ﺑﻤﺤﺾ اﻟﻤﺼﺎدﻓﺔ ﻓﺮﻏﺖ ﻣﻦ ﻗﺮاءة ﻛﺘﺎب ﺧﻠﺨﻞ اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ ﻟﺪي ﺑﻌﻨﻮان (اﻟﺸﺎه وأﻧﺎ) وھﻮ ﻳﻮﺛﻖ

ﻟﻤﺬﻛﺮات وزﻳﺮ ﺑﻼط اﻟﺸﺎه ﻟﺴﺒﻊ وﻋﺸﺮﻳﻦ ﺳﻨﺔ واﺳﻤﻪ أﺳﺪ ﷲ ﻋﻠﻢ،، اﻗﺮأوه أﻳها اﻷردﻧﯿﻮن ﻟﺘﻘﻔﻮا ﻋﻠﻰ أن

اﻟﻐﻄﺮﺳﺔ واﻟﻌﻠﻮ واﻟﻜﺒّﺮ ﺻﻔﺎت (اﻟﺸﺎه) ﻋﻠﻰ ﻣﺪار ﺛﻤﺎﻧﻤﺎﺋﺔ ﺻﻔﺤﺔ ﻟﺘﺴﺘﻨﺠﻮا أن أﺧﻼق اﻟهاﺷﻤﯿﯿﻦ اﻟﺬﻳﻦ وﺻﻤهم

ﺷﺎه إﻳﺮان ﻓﻲ إﺣﺪى ﻣﻮاﻗﻔﻪ (ﺑﺎﻟﻀﻌﻒ و اﻟﻤﺴﻜﻨﺔ).. وﻛﺎن ﻳﺮى ﻓﻲ أﺧﻼق اﻟﺤﺴﯿﻦ ﺿﻌﻔﺎً وﻛﺎن ﻳﺮى اﻟﻤﻠﻚ ﺟﺒﺮوﺗﺎً

وﺗﺤﻜﻤﺎً وﺗﺴﻠﻄﺎً، ﺛﻢ ﺗﺬﻛﺮوا ﻛﯿﻒ وأﻳﻦ ﻣﺎت اﻟﺸﺎه وأﻳﻦ ھﻮ اﻟﺤﺴﯿﻦ.

وﻣﻦ إﺣﺪى اﻟﻄﺮاﺋﻒ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻟﻪ ﺷﺎه إﻳﺮان ﻟﺰوﺟﺘﻪ ﻓﺮح دﻳﺒﺎ ﻗﺒﻞ إﻋﺎدة ﺗﻨﺼﯿﺐ ﺧﻮان ﻛﺎرﻟﻮس ﻋﻠﻰ ﻋﺮش أﺳﺒﺎﻧﯿﺎ،

ﻧﺎﺻﺤﺎً اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ البهلوية أن ﻻ ﺗﻜﻮن ﻣﺜﻞ اﻟﺤﺴﯿﻦ ﻓﻲ اﻷردن اﻟﺬي ﺳﯿﻔﻘﺪ ﻋﺮﺷﻪ ﻗﺮﻳﺒﺎً ﺑﺴﺒﺐ ﺗﺴﺎﻣﺤﻪ وﺗﺮﻓﻌﻪ

وﻣﺴﺎﻣﺤﺘﻪ ﻷﻋﺪاﺋﻪ.. و ﻣﻦ ﺑﻘﻲ ﻋﺮﺷﻪ؟ و ﻣﻦ ﻣﺎت ﻋﻦ ﻋﺮﺷﻪ ﺑﻌﯿﺪاً؟

اﻟﺘﻮاﺿﻊ واﻟﺤﻠﻢ ھﻤﺎ ﻣﺎ ﻳﻮﺟﺐ أن ﻧﺼﺮف اﻻھﺘﻤﺎم إﻟﯿﮫﻤﺎ. ذھﻨﯿﺔ اﻟﻌﺼﺮ ﻣﺴﺘﺒﺪة وﻗﺎﺗﻠﺔ وظﺎﻟﻤﺔ ودﺟﺠﺖ ﺑﺎﻟﻌﻨﻒ..

ﺣﺘﻰ ﻣﺼﺮ اﻟﻤﺤﺮوﺳﺔ ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻨها ﻧﺰھﺔ اﻟﻌﻨﻒ اﻟﯿﻮﻣﯿﺔ ﻗﻠﻘﺔ و ﺣﺎﺋﺮة و ﺧﺎﺋﻔﺔ. ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻰ ھﺪوء ﻓﻲ اﻧﻔﻌﺎﻻﺗﻨﺎ ﺣﻨﻰ

ﻧﺒﻘﻰ ﻟﻸﻣﺔ أﻣﻼً. ﻧﺤﺘﺎج إﻟﻰ اﻋﺎﻧﺔ ﺳﯿﺪﻧﺎ اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪﷲ ﺣﺘﻰ ﻧﻌﻄﯿﻪ ﻓﺮﺻﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻨﺎ، وأﻋﻨﻲ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺑﻜﺎﻣﻞ

اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﺔ (ﻟﺤﻤﺎﻳﺘﻨﺎ).

وأول ﻣﺎ ﻳﺤﺘﺎﺟﻪ ﺳﯿﺪﻧﺎ اﻟﻤﻠﻚ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﻠﺤﻈﺔ ھﻮ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﻧﺰھﺔ اﻟﻌﻨﻒ اﻷردﻧﯿﺔ ﻛﻠﻤﺎ اﺳﺘﺠﺪت ﻣﻨﺎﺳﺒﺔ ﻟﺬﻟﻚ إﻟﻰ

ﻧﺰھﺔ ﻣﻦ ھﺪوء ﻟﻠﺘﻔﻜﯿﺮ وإﻟﻰ ﺗﺮو وھﺪوء ﻓﻲ اﻟﻤﻮاﻗﻒ.

إن ﻣﻦ ﻳﺮﺻﺪ اﻟﻤﻄﺎﻟﺐ اﻟﺸﻌﺒﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻣﻦ ﺑﻌﯿﺪ ﻳﺤﺲ أﺣﯿﺎﻧﺎً ﺑﺎﻟﺮﻋﺐ و اﻟﺨﻮف وﻛﺄﻧﻨﺎ ﻓﻲ ﻟﯿﺒﯿﺎ و ﻟﯿﺲ اﻷردن.

ﺛﻤﺔ ﺳﺒﻊ طﻠﺒﺎت ﻹﻏﻼق أﺑﻮاب ﺳﻔﺎرات ﻓﻲ أﻗﻞ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ. ﻟﯿﺲ ﻣﻦ اﻟﺠﺎﺋﺰ ھﺬا اﻻﺳﺘﻤﺮار ﻓﯿﻪ.

وﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﺆوﻟﯿﻦ اﻟﻤﺤﻠﯿﯿﻦ أن ﻳﻨﺘﺒﮫﻮا ﻟﺪورھﻢ ﻓﻲ اﻟﺘﺪﻗﯿﻖ و اﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﺤﺴﺎﺳﺔ و ﻋﺪم اﻟﺴﻤﺎح ﻟها ﺑﺄن

ﺗﻜﻮن ﻓﻲ ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ ﻣﺎدة ﻟﻠﺘﻮﺗﯿﺮ، ﻓﻤﺎ ﻟﻨﺎ و ﻣﺎ ﻟﻠﻤﻘﺎﺑﺮ اﻟﺠﻤﺎﻋﯿﺔ!؟

أﻣﺎ أﻧﺖ ﻳﺎ زﻳﺎد..

ﻓﺈن ﻣﺎ أوذﻳﺖ ﺑﻪ ھﻮ ﺷﺮف ﻟﻜﻞ أردﻧﻲ وأردﻧﯿﺔ ﺣﯿﻦ ﻧﻨﺠﺢ ﻓﻲ أن ﻧﻜﻮن ﻣﻦ اﻟﻜﺎظﻤﯿﻦ اﻟﻐﯿﻆ. ﺷﺮٌف ﻟﻨﺎ أن ﺿﯿﻮﻓﻨﺎ

ﻳﻌﺘﻘﺪون أﻧﮫﻢ ﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ ﺿﺮﺑﻨﺎ ﻓﻲ ﺑﯿﺘﻨﺎ و ﻳﻄﺒﻘﻮن اﻟﻤﺜﻞ اﻟﺸﻌﺒﻲ ﻋﻨﺪﻧﺎ ((ﻣﺜﻞ ﻣﺠﻨﻮن دﺷﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻠﺪ)). و ﻳﺎ زﻳﺎد و إﺧﻮاﻧﻚ ﻣﻌﻚ ﻗﺎدرون ﻋﻠﻰ أن ﻧﻀﺮﺑهم ﻓﻮق ﻣﺎ ﺿﺮﺑﻮا و أن ﻧﺆذﻳهم أﺿﻌﺎف ﻣﺎ آذوا،، ﺣﯿﻦ ذاك ﻧﺼﯿﺮ ﻣﺜﻞ

اﻟﻤﺨﻄﺌﯿﻦ ﻣﻨهم.

أﻳﮫﺎ اﻷردﻧﯿﻮن ردوا ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺎءة ﺑﺎﻟﺤﺐ و ﻟﺴﺖ ﺑﺄﻛﺮم ﻳﺎ زﻳﺎد ﻣﻦ اﻟﻨﺒﻲ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟهاﺷﻤﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯿﻪ

وﺳﻠﻢ اﻟﺬي ﻗﺎل و ھﻮ ﻳﺴﺘﻌﺮض دﻣﻪ اﻟﻤﺴﻔﻮح ﻣﻦ أﺟﺪاد أوﻟﺌﻚ اﻟﺬي ﺿﺮﺑﻮك ﻓﻲ اﻟﻄﺎﺋﻒ، ﻟﻢ ﻳﺸﺘﻢ و ﻟﻢ ﻳﻐﻀﺐ

ﺑﻞ ﻗﺎل: (( إﻧﻲ ﻟﻢ أﺑﻌﺚ ﻟﻌﺎﻧﺎً، وﻟﻜﻨﻲ ﺑُﻌﺜﺖ ھﺎدﻳﺎً و رﺣﻤﺔ))

ﺑهاذا اﻟهدى وھﺬه اﻟﺮﺣﻤﺔ أدرﻛﺖ دﻋﻮة ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺼﯿﻦ وأوروﺑﺎ واﻷﻣﺮﻳﻜﺘﯿﻦ.

إن أردﻧﯿﺘﻨﺎ واﺟﺒها أن ﺗﺒﻘﻰ اﻻﻋﺘﺮاض ﻋﻠﻰ ﺟﻨﻮن اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ واﻟﻨﻘﯿﺾ ﻻﺳﺘﺪﻣﺎء اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ.

وﺑﻌﺪ،،

اﻻﺣﺘﺮام ﻟﺒﺸﺎر ﺳﺮﺣﺎن اﻟﺬي ﻏﻨﻰ ﻗﺒﻠﻨﺎ ﻛﻠﻨﺎ ﻟﻸردﻧﯿﺔ ھﺎﺗﻔﺎً:

"ﻳﺎ اﻷردﻧﯿﺔ..رﺑﻌﻚ ﻧﺸﺎﻣﻰ!"

واﻟﻨﺸﺎﻣﻰ ھﻢ اﻟﺬﻳﻦ إذا ﺧﺎطﺒهم اﻟﺠﺎھﻠﻮن ﻗﺎﻟﻮا ﺳﻼﻣﺎ..

وﺳﻼٌم ﻋﻠﯿﻚ ﻳﺎ زﻳﺎد اﻟﻨﺠﺪاوي.. وﺳﻼم ﻋﻠﯿﻚ ﻳﺎ ﺧﺘﺎﺗﻨﺔ.. وﺳﻼم ﻋﻠﻰ أردن اﻟﺴﻜﯿﻨﺔ واﻟﺨﻠﻖ وﺑﺎﻟﺤﺐ الهاشمي

ﻧﻘﻮل: ﻓﻠﯿﺨﺴﺄ اﻟﺨﺎﺳﺌﻮن!


شريط الأخبار خسارة بتريليون دولار.. "ناسداك" يعاني من أسوأ يوم منذ العام 2022 من هو الملياردير "رجل ترامب" الذي سيدير غزة؟ ارتفاع تدريجي على درجات الحرارة وأجواء دافئة نهارا في معظم مناطق المملكة 'ذهبُ المركزي' في الميزان: هل هناك ما يدعو للقلق؟ أصبح وجهه «أكثر وجه مُشعِر في العالم» هندي يدخل موسوعة «غينيس» محمد طنجير في ذمة الله خال الزميل جمال عليان في ذمة الله تراجع النواب عن تعديلات "العمل".. انتصار للعمال إتلاف 18 ألف لتر من العصائر منذ 1 رمضان طائرات إسرائيلية قصفت منصات مراقبة ودبابات تابعة للجيش السوري شمال درعا اعتداء مروّع على طفل في مدرسة بالزرقاء 60 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى الأردن: الذهب ينخفض 50 قرشا الأردن يدين إقدام وزارة الطاقة الإسرائيلية على قطع الكهرباء عن غزة "العمل والإنجاز" تقيم حفل اشهار مع مأدبة افطار غداً علّان: أسعار الألبسة للموسم الحالي ستنافس مواقع بيع إلكترونية خارجية الملك يؤدي صلاة المغرب في المسجد الحسيني وسط عمّان تحديد موعد عيد الفطر فلكياً رئيس الوزراء يلتقي كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي النيابية هجوم سيبراني يشل منصة اكس ويؤثر على آلاف المستخدمين عالميا