اخبار البلد
بدأت واجهات الألمنيوم والزجاج تطغوا على المشهد العمراني في العاصمة عمان لتلتهم الحجر وتحل محله سواء في الإنشاءات الجديدة أو في حال تجديد البنايات القديمة لتعثر إعادتها إلى شكلها الطبيعي باستثناء تلك الأنواع الجيدة من الحجر.
ألوان متباينة، بيضاء وفضية وبرونزية وذهبية مصنوعة من الألمنيوم، تزينها انعكاسات الوان مختلفة من الزجاج.
ويمكن رؤية ذلك بشكل ملحوظ عند الانتهاء من مشاريع كبرى اعتمدت الألمنيوم في مشاريعها الجديدة مثل الأبراج ومشروع العبدلي.
الألمنيوم ليس أقل تكلفة من الحجر، لكن الإقبال عليه زاد بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة في ظل المشاريع التجارية والسياحية الكبرى التي بدأت بالنهوض في الأردن، بحسب عاملين في شركات ألمنيوم كبرى في البلاد.
الأردن يستهلك سنويا نحو 14 ألف طن من الألمنيوم، وتزوده باحتياجاته ستة مصانع محلية، فضلاً عن ما يستورده من البحرين ودبي. بينما يعمل في صناعة الحجر والرخام نحو 720 شركة، 95 في المئة منها شركات صغيرة ومتوسطة الحجم، بحسب بيانات غرفة صناعة الأردن.
الحجر ما زال يحتفظ بمكانته في صناعة الإنشاءات، بحسب صاحب محجر فواز ابو الغنم، الذي يؤكد أن ما يشاع من أن "صيانة المباني ذات واجهات الألمنيوم سهلة، بعكس الحجر" غير صحيح.
ابو الغنم الذي يمتلك مصنعا للرخام في منطقة صويلح، يضيف أن واجهات الحجر الجديدة تُطلى بمادة حافظة تحميها من التآكل أو الرطوبة بسبب تغيرات الطقس.
يتميز الألمنيوم بصلابته في مواجهة الظروف المناخية والعوامل الجوية الصعبة، بحكم أنه مادة غير قابلة للتحلل، علاوة على أنه خفيف الوزن، ولا يتأثر بالرطوبة الجوية ودرجات الحرارة العالية، ما يمنحه ميزة العمر الأطول في مواجهة أقسى الظروف المناخية صعوبة، ما شجّع على استخدامه في واجهات البنايات الزجاجية محلياً.
الطلب على الألمنيوم ازداد في الآونة الأخيرة مع توسع ملحوظ شهدته المشاريع التجارية التي تعتمد في معظم دول العالم بشكل أساسي على الألمنيوم والمعادن.
أرقام صادرة عن دائرة الإحصاءات العامة تبين انخفاض عوائد صادرات مادة الألمنيوم نتيجة وجود طلب في السوق المحلية.
بيد أن عاملون في هذه الصناعة يبينون أن تبعات الارتفاعات المتكررة في أسعار الألمنيوم في غضون السنوات القليلة الماضية، من الممكن أن تدفع ببعض المطورين العقاريين والملاّك إلى العزوف عن استخدام المادة في عقود المقاولات الجديدة، نتيجة تذبذب سعرها بشكل لافت، فيما ينذر ذلك بتحوّل توجهات الملاّك والمطوّرين إلى البنايات التقليدية، بصورة ستقلص من انتشار الطرز المعمارية الحديثة ذات واجهات الزجاج والألمنيوم.
أسعار الألمنيوم في السوق المحلية تراجعت قليلا نهاية العام الماضي بعد أن سجلت ارتفاعا ملحوظا في في السنوات الماضية وبنسبة 40 في المئة.
وبلغ سعر طن "البلت" واصل إلى المصنع 4 آلاف دولار، صعودا من 2210 دولارات في عام 2008.
وساهم ارتفاع مادة الـ"البلت" عالميا التي تشكل 100 في المئة من تصنيع الألمنيوم، إضافة إلى ارتفاع أسعار مادة الأسيد التي، إضافة إلى زيادة أسعار مادة الصودا، في زيادة التكلفة النهائية لمادة الحديد.
في السوق المحلية هناك ألوان عدة من الألمنيوم وبأسعار مختلفة، وتتمثل في اللون الأبيض ويبلغ سعر الطن 4 آلاف دينار، الفضي (4700 ديناراً)، البرونزي والذهبي (نحو 5 آلاف دينار).
ورغم المنافسة التي يشهدها الحجر من قِبل صناعة الألمنيوم، ما زال الحجر يعكس المشهد العام للمباني في البلاد، وتوافر أنواع مختلفة منه بحسب مواصفاتها وأسعارها، منحت المقاولين فرصة لخيارات أكثر، إضافة إلى توفر استراتيجي كبير من المواد الأولية لمنتجات هذه الصناعة.
فهنالك حجر معان، وهو الأفضل في الأردن من حيث الخصائص الفيزيائية، وله أسماء عدة نسبةً إلى المواقع المحلية، منها "السطح" (ويُعرف باسم "سطح معان")، "الجزيرة"، و"جردانة"، وهي متوافرة في درجات متباينة من الجودة، حيث تصنف إلى نخب أول، ونخب ثانٍ و"دبش".
أما حجر الرويشد فيعدّ من الأنواع الجيدة من هذا النوع، وهو يمتلك الخصائص نفسها التي تميز حجر معان تقريبا، إلا أنه أقل بياضاً، وهو يؤخذ من المستوى الطبقي نفسه لحجر معان. والاسم نسبة إلى منطقة رويشد جنوب المملكة.
ويعدّ حجر الحيان من أكثر الأنواع شيوعا، بسبب سعره المعقول وخصائصه المقبولة نسبيا، وهو أقل صلابة وأكثر امتصاصا للماء مقارنة بالأنواع السابقة، إلا أنه أكثر بياضا. والاسم نسبة إلى قرية حيان في محافظة المفرق، شمال شرق المملكة.
أما حجر السامك، فهو من الأنواع المقبولة في دول الخليج العربي، ويمتاز بلونه الموحد وكتلته التي تسمح بقصّه بمقاسات كبيرة. والاسم نسبة إلى قرية سامك.
الألمنيوم فلز ذو لون أبيض فضّي قابل للسحب، وهو من أكثر الفلزات وفرة في القشرة الأرضية، وترتيبه الثالث من بين أكثر العناصر وفرة في الكرة الأرضية بعد الأكسجين والسيليكون.
يشكل الألمنيوم 8 في المئة وزناً من سطح الأرض الصلب، والمصدر الرئيسي للألمونيوم هو معدن البوكسيت.
يمتاز الألمنيوم بمقاومته للتآكل، وبخفة وزنه، حيث يدخل في صناعة الطائرات.
الألمنيوم فلز خفيف الوزن، غير ممغنط، جيد التوصيل للحرارة والكهرباء. وهو قابل للسحب والطرق، حيث يمكن قولبته بشكل سهل نسبياً.
يرجع استخدام الألمنيوم في البناء إلى وسط القرن التاسع عشر، عندما أمكن إنتاجه تجاريا، ومنذ ذلك الحين نما إنتاج الألمنيوم عالميا (22 مليون طن سنويا منذ العام 1977)، متقدما على النحاس.