أخبار البلد : حظيت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشال اليو ماري عند دخولها قطاع غزة يوم امس باستقبال مهين، حين رشقها ذوو الاسرى الفلسطينيين بالاحذية والبيض مرتين واحدة عند عبورها قطاع غزة من بوابة معبر 'ايريز' الاسرائيلي، والثانية خلال تفقدها مستشفى القدس، ردا على تصريحاتها التي تبرأت منها الوزيرة خلال زيارتها لاسرائيل اعتبرت فيها عملية اسر نشطاء حماس للجندي الاسرائيلي غلعاد شليط 'جريمة حرب'.
وانتظر سكان من قطاع غزة لهم ابناء واقارب يقبعون في السجون الاسرائيلية حتى دخل موكب الوزيرة الفرنسية من بوابة المعبر الاسرائيلي الى اراضي قطاع غزة شمالا حتى القوا نحوها احذيتهم تعبيرا عن سخطهم من تصريحات الوزيرة التي قالوا انها 'تجاهلت معاناة ابنائهم في السجون'.
وقال شهود تواجدوا في المكان ان ذوي اسرى من غزة خرجوا بدعوة من 'جمعية واعد' التي تعنى بشؤون الاسرى الفلسطينيين للتظاهر امام بوابة معبر 'ايريز'، وانهم اوقفوا موكب الوزيرة لدقائق حين تجمعوا امام السيارة التي تقل الوزيرة الفرنسية.
وبحسب الشهود فقد ردد المتظاهرون هتافات ضد الوزيرة، وحمل بعضهم لافتات تطالبها بعدم دخول القطاع وتصفها بالمتحيزة لاسرائيل، فيما قام اخرون بالضرب بأيديهم على عربة الوزيرة وقذفها بالاحذية.
وقال عبد الله قنديل الناطق باسم الجمعية التي نظمت التظاهرة ان اهالي الاسرى 'قاموا بتظاهرة منضبطة وتعكس سلوكا حضاريا'.
وتدخل افراد من الشرطة في غزة التي تديرها حركة حماس وفضوا المتظاهرين، وسمحوا لموكب وزيرة الخارجية الفرنسية بالدخول الى غزة لاتمام برنامج زيارتها.
ولاقت الوزيرة اليو ماري استقبالا مماثلا عند وصولها لمبنى مستشفى القدس الواقع بحي تل الهوا غرب مدينة غزة، الذي تعهدت فرنسا باعادة بناء احد اركانه التي دمرت في غارة اسرائيلية خلال حرب 'الرصاص المصبوب
'.
وحاول المتظاهرون الغاضبون الوصول الى الوزيرة حين نزلت من عربتها امام المشفى، لكن طاقم الحراسة المكلف بأمنها حال دون ذلك فالقى المتظاهرون صوبها احذية مرة اخرى وبيضا اصابت سيارتها دون ان يصيبها هي لتحصنها بين الحراس الذين احاطوا بها من كل جانب.
وانتظر عدد من ذوي الاسرى الوزيرة عند نزولها من العربة لتفقد اركان مشفى القدس المدمر، وبصقوا عليها ووجهوا لها هتافات تنديد بغضب.
وحمل المتظاهرون خلال الاحتجاج على زيارة اليو ماري لغزة صورا لها ووضعوا عليها علامة الحظر الحمراء، وكتبوا اسفلها 'اخرجي من غزة'.
وهذه هي ثاني حادثة استقبال مهينة لمسؤول فرنسي رفيع، حيث سبق وان رشق طلاب جامعيون من جامعة بيرزيت في الضفة الغربية في نهاية شهر شباط (فبراير) من العام 2000 رئيس الوزراء الفرنسي انذاك ليونيل جوسبان بالحجارة، عقب كلمته التي القاها في جامعة تل ابيب قبل زيارته لبيرزيت والتي وصف فيها اعمال المقاومة اللبنانية بانها 'اعمال ارهابية'.
وكانت الاذاعة الاسرائيلية ذكرت ان اليو ماري قالت عند لقائها بذوي الجندي شليط ان حركة حماس 'ترتكب جريمة حرب لاستمرارها في احتجاز شليط
'.
لكن مسؤولا فرنسيا رفيعا قال هذا التصريح لم يكن للوزيرة اليو ماري، بل كان لوالد الجندي ناعوم شليط.
وذكر هذا المسؤول ان الوزيرة اليو ماري ابلغت ممثلي منظمات المجتمع المدني خلال لقائها بهم يوم الجمعة في المركز الثقافي الفرنسي بمدينة غزة انها لم تتحدث بمثل هذه التصريحات، وانها خرجت من والد الجندي الاسير في غزة.
وزارت اليو ماري الى جانب مبنى مشفى القدس مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين 'الاونروا' قبل ان تلتقي بممثلي المجتمع المدني، وتغادر قطاع غزة في زيارة استمرت لساعات فقط.
ويحمل الجندي شليط الذي اسره مقاتلو حماس وفصيلان مسلحان من موقع عسكري على التخوم الجنوبية لقطاع غزة في نهاية حزيران (يونيو) من العام 2006 الجنسية الفرنسية، وطالبت فرنسا مرارا حركة حماس باطلاق سراحه.
ووفق معلومات سابقة وردت حاولت فرنسا التدخل على خط الوساطة بين حركة حماس واسرائيل لاتمام صفقة التبادل.
ووصف صابر ابو كرش رئيس 'جمعية واعد للاسرى' التي نظمت التظاهرات تصريحات ماري بـ'المسيئة واللا اخلاقية'، وقال في تصريح صحافي ان الوزيرة الفرنسية 'ساوت بين الجلاد والضحية'.
واشار الى ان تصريحاتها 'اثارت حفيظة اهالي الاسرى والاسرى انفسهم داخل السجون'، موضحا بان الفلسطينيين كانوا ينتظرون ان تناصر فرنسا معاناة الاسرى المرضى والاطفال والمعزولين، وذويهم في غزة المحرومين من زيارتهم منذ اربع سنوات. وقال 'كنا نتوقع من ميشال اليو ماري ان لا تقحم نفسها بهذه المسألة والا ترى الامور بعين واحدة'.
وكان سامي ابو زهري، الناطق باسم حركة حماس التي تحكم قطاع غزة وصف في تصريح صحافي تلقت 'القدس العربي' نسخة منه تصريحات اليو ماري بانها تصريحات 'منحازة للاحتلال'.
وقال 'ان هذه التصريحات تعكس ازدواجية المعايير' مشيرا الى ان المقاومة الفلسطينية اسرت الجندي شليط 'من ارض المعركة وهو يقتل مواطنين فلسطينيين على حدود قطاع غزة'.
ونبه الناطق باسم حماس الوزيرة الفرنسية لوجود اكثر من ثمانية الاف اسير فلسطيني، قال ان الاحتلال اعتقلهم من بيوتهم 'دون اي ذنب'.
وطالب فرنسا باعادة النظر في مثل هذه المواقف التي قال انها 'لا تخدم الدور الفرنسي في المنطقة'.
من جهته قال ابو مجاهد الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية التي شاركت في اسر شليط ان تصريحات اليو ماري 'تشكل دعما كاملا لسياسة الاحتلال في المنطقة'.
وقال 'ان مرتكبي جرائم الحرب هم من احتلوا ارضنا واقترفوا بحق شعبنا الاف المجازر ولا زالوا جاثمين على ارض فلسطين ينهبون خيراتها ويستبيحون دماء ابنائها الاصليين'.
يشار الى ان حركة حماس تطالب بان تطلق اسرائيل سراح الاسرى الفلسطينيين المحكومين بأحكام عالية، الى جانب الاسرى من النساء والاطفال والمرضى، مقابل افراجها عن الجندي شليط، وتعثرت الوساطات المصرية والالمانية مؤخرا بسبب رفض اسرائيل تلبية شروط حركة حماس