المحامي هاني الدحلة
لم يسبق في تاريخ الأردن وربما في تاريخ أي دولة أخرى في العالم أن قامت المظاهرات والمسيرات تطالب بحل مجلس نواب لم يمض على انتخابه بضعة أيام. ولكن هذا ما حدث على إثر انتخاب مجلس النواب الحالي.
ففي أول يوم جمعة بعد انتخابه قامت المظاهرات والمسيرات في عمان والكرك والمزار واربد والطفيلة وغيرها من المدن الأردنية مطالبة بإسقاط مجلس النواب الحالي وتغيير الحكومة وتنفيذ الاصلاح السياسي والاقتصادي.
لأن مجلس النواب الحالي لا يحظى بثقة المواطنين.
وهذا الوضع غير المسبوق هو نتيجة حتمية لعدم احترام ارادة المواطنين في اصدار قاون انتخاب جديد يلبي مطالب الاحزاب والنقابات والشخصيات الوطنية، ومعظم المواطنين المنادين بتشريع قانون انتخاب جديد ليقوم على القائمة النسبية ولا يعود لانتخابات الصوت الواحد السيئ الذكر.
لقد جثم قانون الصوت الواحد على رقاب الاردنيين منذ مطلع التسعينيات حتى الآن.
والتغيير الوحيد الذي حدث والذي حاولت الحكومة أن تضحك على الناس بالإبقاء على الصوت الواحد مع اختراع قائمة تشمل الوطن أظهرت فشله بعد التطبيق الفعلي كما كان متوقعاً.
لأننا من استعراض نتائج الانتخابات على مستوى الدائرة والقائمة نجد أنها لا تختلف كثيراً عن نتائج البرلمان الذي تم حله في زعم بأن الدولة راغبة في قيام نظام برلماني جديد يتيح للشعب تمثيلاً صحيحا وينتج مجلس نواب قادرا على تغيير الاوضاع والقيام بالاصلاح السياسي والاقتصادي المطلوب.
لقد زعمت الدولة في بياناتها وتصريحات مسؤوليها على أن مجلس النواب السابق لم يكن في مستوى المسؤولية الموكلة اليه وأنها قد حلته لهذا السبب، ولتميكن الاردنيين من انتخاب مجلس نواب على مستوى المسؤولية المطلوبة.
ولكن الدولة نسيت او تناست أن قانون الانتخاب هو الذي يأتي بالمجلس القادر على القيام بالاصلاح. فاذا لم يكن قانون الانتخاب قائماً على القائمة النسبية وبعيدا عن انتخابات الصوت الواحد.. فإن الاصلاح غير ممكن لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
وقانون الصوت الواحد منذ تطبيقه حتى الآن وهو يأتينا بالنواب انفسهم والوجوه نفسها مع بعض التغييرات في الاشكال والاسماء، ومع المحافظة على التوجهات والامكانيات؛ مما يدل على عدم الجدية في الاصلاح.
واخيرا فإننا نقول للدولة: أما آن لهذا الهزل في تناول موضوع قانون الانتخابات أن يتغير؟
أما آن للدولة أن تفهم مطالب الناس وكيفية اجراء الاصلاح المطلوب؟! ومرة أخرى نقول للدولة: «غيروا قانون الانتخابات واجعلوه معتمدا على القائمة النسبية وابتعدوا عن قانون الصوت الواحد»..
هذا هو الطريق الوحيد للاصلاح..