وادي عربة من جديد ولماذا الآن؟

وادي عربة من جديد ولماذا الآن؟
أخبار البلد -  

نفهم جيدا الاحتجاجات النيابية التي عرضها النواب في جلسة اليوم الاربعاء حول الممارسات الاسرائيلية في القدس وفي محيط المسجد الاقصى المبارك الذي يشكل خطا احمرا بالنسبة للاردن والهاشميين تحديدا ، خاصة بعد توقيع الاتفاقية الاردنية الفلسطينية التي اعطت لجلالة الملك عبدالله الثاني الوصاية الكاملة على المقدسات الاسلامية والمسجد الاقصى . ونفهم التوصية النيابية بضرورة تحميل اسرائيل المسؤولية الكاملة عن تصرفات المتطرفين اليهود الذين يحاولون اقتحام المسجد الاقصى بذرائع لا اساس لها من الصحة وتخالف كل القوانين الدولية باعتبار اسرائيل الدولة المحتلة لاراض في الضفة الغربية ومنها اجزاء من القدس ، وحسنا فعلت الحكومة عنما سارعت باستدعاء السفير الاسرائلي في عمان دانييل نيفو وابلاغه احتجاج الحكومة الاردنية على تصرفات المتشددين والمتطرفين اليهود وتحميل اسرائيل مسؤولية الحفاظ على المقدسات في المدينة المقدسة والتي تخضع كما اسلفت لرعاية اردنية هاشمية . ولكن غير المفهوم هو ارتفاع الاصوات تحت القبة بالطلب من جلالة الملك لاعلان الحرب على اسرائيل ، والغاء معاهدة السلام الموقعة بين البلدين منذ عام 1994 والتي وفرت للاردن الكثير من القضايا الايجابية حتى في الصراع العربي الاسرائيلي والفلسطيني الاسرائيلي. فلا ندري ان كان السادة النواب يعلمون جيدا بما تحقق للاردن نتيجة هذه الاتفاقية ؟ وهل يعلم النواب انها اي الاتفاقية او المعاهدة تتسم بالصفة الدولية كونها تم التوقيع عليها برعاية اممية وحضور دولي ومرت بالمراحل الدستورية والقانونية في مجلس النواب الاردني الذي صادق عليها واصبحت قانونا لا يمكن التراجع عنه الا بقانون مماثل ؟ وهل حقا من مصلحة الاردن والمنطقة باسرها وفي هذه الظروف الموضوعية التي تعيشها المنطقة وما تشهده من احداث وتطورات دراماتيكية لا يعرف احد نتائجها التخلي عن المعاهدة ؟ وهل الاردن وباقي الدول العربية خاصة اليوم مستعدة حقا لمواجهة اسرائيل عسكريا حتى ندعو جلالة الملك لاعلان الحرب عليها؟ وهل يعتقد النواب مطلقو هذه الدعوات تبعات مثل هذا السيناريو لو تم ؟ هل سمح هؤلاء السادة لانفسهم الاطلاع على الملاحق التابعة لمعاهدة وادي عربة خاصة ما يتعلق بالمياه ونحن نعلن من الآن عن ازمة مياه قادمة في ظل تنامي اللجؤ السوري الى الاردن؟ وهل قدم لنا النواب المحترمون خطة العمل والخريطة المستقبلية لما بعد الغاء معاهدة السلام وطرد السفير الاسرائيلي من عمان واستدعاء السفير الاردني من تل ابيب وسبقهم في ذلك جماعة الاخوان المسلمين الذين وجدوا ويجدون في السفارة الاسرائيلية بعمان شماعة يعلقون عليها فشلهم المتوالي ؟ واخيرا وليس اخرا هل يدرك النواب المحترمون انعكاسات طرد السفير واغلاق الحدود مع اسرائيل على قوافل الاغاثة والمساعدات الدولية والعربية المتجهة الى الاشقاء الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية؟ وكيف سيتم تزويدهم بالادوية والمواد الغذائية وباقي اسباب المعيشة التي تضيق قوات الاحتلال عليهم عيشتهم حتى في الغاز والكاز والسولار ؟ وهل المطلوب ان يعود الفلسطينيون الى مواقد الحطب والعطش؟. من السهل اطلاق الدعوات والمطالبة بانهاء الاحتلال الذي نؤيده جميعنا ولكن السؤال كيف ومتى ؟ لا ادري ان كان النواب المحترمون يتابعون الجهود الكبيرة التي يبذلها جلالة الملك عبدالله الثاني في المحافل الدولية والاقليمية من اجل التوصل الى اتفاق يعيد المفاوضات الاسرائلية الفلسطينية الى مسارها والضغط على اسرائيل للاستجابة الى النداءات الدولية وقرارات مجلس الامن الخاصة بتحقيق الامن والاستقرار والسلام الشامل والدائم على اساس حل الدولتين وضمان الحياة للدولة الفلسطينية؟ فالملك يستثمر كل لقاءاته برؤوساء الدول والمنظمات العالمية والاقليمية ، اضافة الى العلاقات التي وفرتها معاهدة السلام الاردنية الاسرائيلية ليلعب دور الوسيط في انهاء الصراع القائم منذ عقود طويلة ، ولا شك انهم على اطلاع وهنا الغرابة والاستهجان من مثل هذه الدعوات وفي هذا الوقت بالذات ونحن نشهد تحركا دوليا تقوده الولايات المتحدة الامريكية وبالتنسيق مع الرباعية الدولية والاخوة الفلسطينيين في السلطة الوطنية وقادة الكيان الاسرائيلي من اجل عودة المفاوضات ووضع حد لكافة اشكال العنف والصراع في المنطقة اثمرت مؤخرا عن اصدار رئيس وزراء اسرائيل اوامره بوقف كل اشكال الاستيطان في الضفة الغربية وهو مطلب السلطة الوطنية للعودة الى المفاوضات وهو ما يبشر بامكانية الجلوس الى طاولة الحوار الفلسطيني الاسرائيلي من اجل انهاء معاناة الاشقاء الفلسطينيين الممتد منذ عقود. يبدو اننا اليوم احوج ما نكون اليه هو التعقل والصبر ودعم مواقف جلالة الملك على المستويين العالمي والاقليمي لتحقيق السلام بين الفلسطينيين واسرائيل وليس الدعوة الى شن الحروب الخاسرة ونحن نعيش ظروفا كلنا يعرفها ويدركها ، واذا كنا ندرك هذه الحقيقة فلماذا وادي عربة مرة اخرى وهل انتهى السادة النواب من كل القضايا الداخلية وما اكثرها وتم حل جميع المشاكل ولم يبق امامنا الا الدعوة للحرب والمواجهة ؟. ارجو ان لا يفهم كلامي انه استسلام والتسليم بالامر الواقع او دعوة للعيش مع ظروف الاحتلال والتطرف لا سمح الله بقدر ما اعني ليتنا نتريث ونشهد ما تخبأه الايام والشهور القليلة القادمة ونحكم حينها على وادي عربة وعلاقات الاردن باسرائيل؟؟؟؟؟.
شريط الأخبار الاتحاد الأردني لشركات التأمين يهنئ البنك المركزي الأردني بفوزه بجائزة الملك عبدالله الثاني للتميز عن فئة الأداء الحكومي والشفافية لعام 2024 الصفدي يوجه لنجيب ميقاتي رسالة ملكية جادة وول ستريت تستكمل تسجيل المكاسب بعد تصريحات رئيس الفدرالي الأميركي إعلان تجنيد للذكور والإناث صادر عن مديرية الأمن العام المستشفى الميداني الأردني غزة /79 يستقبل 16 ألف مراجع الملك يرعى حفل جوائز الملك عبدالله الثاني للتميز الخارجية: لا إصابات بين الأردنيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان حزب الله: قصفنا مستعمرة "جيشر هزيف" بصلية صاروخية الحكومة تقرر تخفيض أسعار البنزين 90 و95 والديزل لشهر تشرين الأول المقبل وفاة احد المصابين بحادثة اطلاق النار داخل المصنع بالعقبة البنك الأردني الكويتي ينفذ تجربة إخلاء وهمية لمباني الإدارة العامة والفرع الرئيسي وفيلا البنكية الخاصة الخبير الشوبكي يجيب.. لماذا تتراجع أسعار النفط عالمياً رغم العدوان الصهيوني في المنطقة؟ حملة للتبرع بالدم في مستشفى الكندي إرجاء اجتماع مجلس الأمة في دورته العادية حتى 18 تشرين الثاني المقبل (ارادة ملكية) الاعلام العبري: أنباء عن محاولة أسر جندي بغزة تسجيل أسهم الزيادة في رأس مال الشركة المتحدة للتأمين ليصبح 14 مليون (سهم/دينار) هيفاء وهبي تنتقد الصمت الخارجي بشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان مشاهد لتدمير صاروخ "إسكندر" 12 عربة قطار محملة بالأسلحة والذخائر لقوات كييف كمين محكم للمقاومة الفلسطينية جنوبي غزة في أول تصريح لوزير الاقتصاد الرقمي سامي سميرات يعيد "نفس الكلام" !!