مشكلة السياسة الأميركية وتعقيداتها

مشكلة السياسة الأميركية وتعقيداتها
أخبار البلد -  
حماده فراعنه

حالة من الحرج، وضيق الخيارات، دفعت الولايات المتحدة لتعبر عن قلقلها مما يجري على أرض مصر بين أطرافها والقوى الفاعلة في صياغة مشهدها، وعلى امتدادها وتداعياتها لمجمل الوضع العربي برمته، فهي تجهد في التوفيق بين تضارب مصالح ثلاثة أطراف تسعى للتوفيق بينها، في ضوء أولوياتها وفق مصالحها المحددة وهي:

أولاً: تحالفها الإستراتيجي مع إسرائيل وتبنيها لها، رغم احتلالها الاستعماري وعدوانيتها العنصرية وما تسببه من حرج لسياسة أميركا الخارجية في منطقتنا العربية.
ثانياً: تفاهماتها مع حركة الإخوان المسلمين، كأكبر حركة سياسية عابرة للحدود في العالم العربي، سمحت عبر هذه التفاهمات للإخوان المسلمين تولي الحكم أو المشاركة فيه، سواء عبر صناديق الاقتراع كما حصل في مصر وتونس والمغرب، أو عبر العمل المسلح كما حصل في ليبيا وكما يجري في سورية، على قاعدة احترام المصالح الأميركية وعدم المساس بها وهي أربعة عناوين 1- استمرار تدفق النفط العربي الى الأسواق الغربية، 2- أمن إسرائيل وعدم تعريضها للخطر، 3- مقاومة الإرهاب، 4- بقاء السوق العربي مفتوحاً أمام السلع والبضائع الأميركية وتدفق المال العربي لخزائن البنوك والشركات الأميركية.

ثالثاً : محاولات مد التفاهم والتعاون مع المعارضة المصرية، التعددية، المدنية، السلمية، الليبرالية وخياراتها الديمقراطية.

ثلاثة أطراف تتعارض رؤيتهم ومصالحهم : إسرائيل والإخوان المسلمون والمعارضة المدنية، وهكذا تجد الولايات المتحدة، صعوبة في التوفيق بينهم، وفي الحفاظ على العلاقات وتطويرها معهم، مجتمعين، أو مع كل طرف على حدة.

لقد نجحت واشنطن في دعم التوصل الى " تفاهمات القاهرة " التي وقعها مستشار نتنياهو، اسحق مولخو، مع مستشار الرئيس محمد مرسي للشؤون الدولية، عصام الحداد بحضور مديري المخابرات المصرية والإسرائيلية يوم 27/10/2012، لإرساء وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، واعتبر آنذاك أنه أول اتفاق موقع بين إسرائيل والإخوان المسلمين، وتم بمتابعة ودراية وإشراف أميركي مسبق ومباشر، وأعقبه السماح لدخول الجيش المصري لأول مرة الى سيناء بعد اتفاق كامب ديفيد بعد حادثة الاعتداء على حرس الحدود، وهو ثمرة التعاون والتفاهم السياسي الأميركي - الإخواني نفذه الجيش والأجهزة بقرار من الرئيس مرسي وبرعاية أميركية وتفهم إسرائيلي.
التدخل الأميركي ونفوذه على إسرائيل والإخوان المسلمين، لم يفلح، في تدخل جون كيري ووساطته، بين الرئيس مرسي والمعارضة المصرية التي رفضت أغلبية فصائلها اللقاء مع الوزير كيري، ولكن اطراف المعارضة الذين التقوا كيري والذين لم يستجيبوا لدعوته في اللقاء في القاهرة، تمسكوا بسياستهم الرافضة للوساطة الأميركية التي اعتبروها منحازة سلفاً للإخوان المسلمين وللرئيس مرسي وخطواته نحو الانتخابات والدستور وإجراءاته القانونية.

منظمة التحرير وسلطتها الوطنية وفريقها التفاوضي، نجحوا في خيارهم في الجمعية العامة بقبول فلسطين دولة مراقبا، مثلما نجحوا في كسر الموقفين الأميركي والإسرائيلي، وفشلهما في استعمال المال وإضعاف السلطة الفلسطينية لسببه ودفع منظمة التحرير للتراجع عن تمسكها بشروط استئناف المفاوضات، مما يدلل على أن السياسة الواقعية الهادئة المتزنة لها أثمان ولكن لها نتائج مثمرة، فقد تحمل الفلسطينيون عنجهية الاحتلال ونهج حكومة نتنياهو وصلافتها وعدم تجاوبها مع أي من المطالب والحقوق والتطلعات الفلسطينية، ولكن وعلى الرغم من التفوق الإسرائيلي تسجل منظمة التحرير، مكاسب متلاحقة وخطوات تراكمية، تؤكد شرعية الحقوق الفلسطينية وعدم شرعية الإجراءات الإسرائيلية وتعرية سياساتها.

ستبقى واشنطن ضعيفة في خياراتها طالما أن أولوية مصالحها الاستراتيجية هو أمن إسرائيل الذي لا يهدده أحد، بل هي التي تهدد وتتوسع وتستوطن وتعتدي على العرب بدون رادع، بل وعبر تغطية أميركية كاملة.

h.faraneh@yahoo.com
شريط الأخبار الملك يرعى حفل جوائز الملك عبدالله الثاني للتميز الخارجية: لا إصابات بين الأردنيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان حزب الله: قصفنا مستعمرة "جيشر هزيف" بصلية صاروخية الحكومة تقرر تخفيض أسعار البنزين 90 و95 والديزل لشهر تشرين الأول المقبل وفاة احد المصابين بحادثة اطلاق النار داخل المصنع بالعقبة البنك الأردني الكويتي ينفذ تجربة إخلاء وهمية لمباني الإدارة العامة والفرع الرئيسي وفيلا البنكية الخاصة الخبير الشوبكي يجيب.. لماذا تتراجع أسعار النفط عالمياً رغم العدوان الصهيوني في المنطقة؟ حملة للتبرع بالدم في مستشفى الكندي إرجاء اجتماع مجلس الأمة في دورته العادية حتى 18 تشرين الثاني المقبل (ارادة ملكية) الاعلام العبري: أنباء عن محاولة أسر جندي بغزة تسجيل أسهم الزيادة في رأس مال الشركة المتحدة للتأمين ليصبح 14 مليون (سهم/دينار) هيفاء وهبي تنتقد الصمت الخارجي بشأن العدوان الإسرائيلي على لبنان مشاهد لتدمير صاروخ "إسكندر" 12 عربة قطار محملة بالأسلحة والذخائر لقوات كييف كمين محكم للمقاومة الفلسطينية جنوبي غزة في أول تصريح لوزير الاقتصاد الرقمي سامي سميرات يعيد "نفس الكلام" !! أبو علي: 100 آلف مكلف المسجلين بنظام الفوترة الوطني الالكتروني البنك "الاستثماري" يفوز بجائزتين مرموقتين من جوائز الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية العالمية المستحقون لقرض الإسكان العسكري لتشرين الأول (أسماء) نائب الأمين العام لحزب الله: "إسرائيل" لم ولن تطال قدراتنا العسكرية.. وجاهزون لحرب برية متقاعدو الفوسفات يعودون إلى الشارع مجددًا: تعنّت الإدارة وملف التأمين الصحي يشعلان الاحتجاجات