إلى الأستاذ الفاضل مدير مدرسة جاوا الأساسية الثانية للبنين ، وعضو نقابة المعلمين الأستاذ أمين الرقب الأكرم ...
تحية طيبة وبعد ...
لقد تحملت الأمانة في ظروف صعبة ، وأوقات دقيقة ، وثوان محسوبة ، ومكان لا يرحم ، وكنت على قدر الأمانة المشتقة من اسمك ، فكنت ومازلت أمينا مديرا وفيا مخلصا لوطنك وأمتك ومهنتك ومدرستك ، فمنذ اللحظة الأولى التي تقلدت فيها زمام الأمور ، وأصبحت مديرا سرت سيفا لامعا براقا جريئا في قول الحق ، ومحاربة الباطل بكل ما أوتيت من قوة ، لم تثبطك القوانين الجائرة بحق المعلم ، فتقف مكتوفي الأيدي كما يقف الكثيرون ، لم تحابي مسؤولا على ظهر أي معلم ، لم تتسلق يوما لتنال منصبا أكبر بهضم حقوق أي معلم ، لم تقف يوما مع ولي أمر محاباة ضد أي معلم ، ولم توجه أصابعك يوما باتهام أي معلم في سير العملية التربوية .
لم يخب ظن الآلاف من المعلمين يوم أن منحوك أصواتهم ، فكنت الأعلى أصواتا على مستوى المديرية ، وكنت ومازلت الأقوى في الدفاع عن المعلمين ، وحقوقهم المهضومة ، والوقوف إلى جانبهم في أقسى الظروف وأحلكها.
كم كنت ومازلت أتمنى أن يحذوا الآخرين من المدراء وأصحاب القرار حذوك ؟
ربما لا يعرفك الكثيرين ، وربما من يراك لأول وهلة يكاد يتهمك أنك من أولئك الذين لمعت وجوههم على حساب المعلمين ، ولكنهم نسوا الأمثال العربية الأصيلة القائلة " إلي ما يعرف الصقر يشويه " والمثل الآخر " ليس كل لحم الطيور يؤكل " وغيرها من الأمثال التي تصب في هذا المعنى .
ولكن من يعاشرك يتمنى أن لا يفارقك ، ومن يتعامل معك يطلب من الله العلي القدير أن يكثر من أمثالك ... ورغم اختلافي معك في جل الأمور وسفاسفها ، إلا أنني أكن إليك كل تقدير واحترام ، وكل يوم يبزغ فجره وتغرب شمسه يزداد تقدير واحترامي لك على مواقفك النبيلة ، وكلماتك الجريئة ... أعانك الله على حمل الأمانة ، وأكثر الله من أمثالك ، فالوطن يحتاج لمن يقف مع بُناته ، لا مع هادميه ....!!!
بقلم : محمود العايد
الاثنين /25 /3 /2013