المشروع الصهيوني ومستقبله

المشروع الصهيوني ومستقبله
أخبار البلد -  
لاشك بأن المشروع الصهيوني كان نتاجاً لسياسات استعمارية غربية، استهدفت قلب الوطن العربي" فلسطين" وهو مشروع استند في قيامه إلى الرغبة الاستعمارية في السيطرة على الأمة العربية، ومقدراتها وثرواتها وأيضاً تفتيتها وصولاً إلى السيطرة عليها والتحكم بمصيرها. 

وكما هو معروف بأن المشروع الصهيوني يعود إلى ما قبل مؤتمر بازل الصهيوني عام 1897، فقد كانت وظيفة المؤتمر تصميم المشروع من وجهة النظر السياسية والجغرافية بما يلبي طموحات الدول الاستعمارية ويحقق أهدافها وفقاً لمجموعة من الأسس والعوامل التالية:- 

- بدء السعي الحثيث لتنظيم اليهود في العالم، وقيادة حملة تجييش اليهود حول الهدف الأساسي وهو قيام دولة الكيان الغاصب، وتوجيه تفكيرهم وحياتهم نحو ربطهم بالحركة الصهيونية العالمية. 
- توجيه كل الإمكانيات والوسائل المتاحة لإقناع اليهود، وتشجيعهم على الهجرة إلى أرض فلسطين العربية أرض الميعاد حسب معتقداتهم. 

- إقامة المنظمة الصهيونية العالمية، وأداتها التنفيذية الوكالة اليهودية التي عملت على الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وجمع الأموال من يهود العالم الأثرياء للإنفاق على البنية التحتية للاستيطان .. 
- العمل على كل المستويات لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وكسب تأييد الشرعية الدولية لإقامة هذا الكيان في فلسطين وبناء المستوطنات اليهودية. 

إن هذه العوامل الأنفة الذكر مثًلت أهدافاً إستراتيجية للمشروع الصهيوني، ولم يكن المشروع محدداً بحدود أو معرًفاً بتعابير سياسية مكتوبة وقطعية ملزمة للحركة الصهيونية، بل كان منفتحاً على كل التطورات والاحتمالات بحكم أنه مشروع كان وما زال يتجاوز فلسطين، والشعب الفلسطيني إلى أن يشمل الأمة العربية وجغرافيتها، والدليل على ذلك أنه لا يوجد في دولة الكيان الصهيوني حتى الآن دستور كما كل دول العالم ولا حدود محددة وواضحة، وإنما ترك هذا الأمر بشكل متعمد عرضة لتبدل موازين القوى التي تسمح لها بالتوسع والتأقلم مع تطورات الواقع الذي يخدم أهدافها ومصالحها، فالمشروع الصهيوني هو استعماري ممتد ومتواصل حتى إن أهدافه متغيرة ويحمل في أفكاره قدراً كبيراً من البراغماتية التي تترصد الفرص للتوسع وتحقيق الأهداف من خلال ما تسمح به الظروف والمعطيات والتطورات العالمية. 

وإذا طرح اليوم السؤال التالي وهو ماذا أنجز من المشروع الصهيوني؟ وماذا لم ينجز؟ وهل سيتوقف المشروع العنصري الصهيوني عند حدود معينة؟!. 

نعتقد بأن المشروع الصهيوني أنجز أهدافاً كبرى في الوطن العربي، وسبَب هزات كبيرة في طبيعة تطور ومسارات الدول العربية، ومؤكَد بأن المشروع الصهيوني تمكَن من استيطان أرض فلسطين، وتهجير أغلب سكانها، واغتصاب أراضي دول عربية أخرى وإلحاق هزائم عسكرية بالقوات العسكرية العربية، وما زال تهديد الكيان لدول المنطقة العربية وغير العربية قائما، وما تشهده الدول العربية اليوم من أحداث دامية تكبح أية محاولات للتطوير والتنمية الاقتصادية والسياسية والبشرية.  
وهذا يقودنا إلى استنتاج مفاده بأن المشروع الصهيوني العنصري لم يتوقف عند حدود معينة بل واكب التحولات العالمية والاقتصادية والسياسية ليتحول إلى مشروع إمبريالي عالمي بصبغة الدول الاستعمارية والصهيونية، ويختلف عنه في الأساليب غير أن الأهداف الكبيرة ما زالت هي ذاتها فالمشروع الصهيوني مستمر بأشكال مختلفة، ويعتبر الأداة الأهم في المشروع الغربي. 

بالتأكيد ما ذكر فيه كثير من الحقائق، ولكن يجب ألا يدفعنا هذا نحو التسليم بالأمر الواقع لصالح الكيان الصهيوني، ولكن ومع تردي أحوال المنطقة العربية بالكامل، وما يسودها من انقسامات، وارتباط معظم مصالح الأنظمة السياسة العربية الظاهرة في الآونة الأخيرة مع هذا الكيان يدفعنا إلى وعي حقيقة أساسية هي (أن الكيان الصهيوني زائل لا محال) وذلك لوجود العديد من الأزمات الحادة التي يعاني منها الكيان الصهيوني منها:- 

- خوفه من استمرار الصراع العربي- الصهيوني بأوجه مختلفة وما يؤكد ذلك بأن دولة الكيان لم تتمكن من تحقيق نصر يشعرها بالأمن رغم ترسانتها العسكرية النووية. 

- تجدد الصراع بشكل دائم يؤدي إلى تعميق الأزمات في الكيان الصهيوني و يؤدي أيضاً إلى تجدد أشكال الخوف والرعب والشعور بعدم الاستقرار، وهذا نتيجة طبيعية لتجدد أشكال المقاومة. 

- أزمة هوية تدل على تناقضات كبيرة داخلية في المجتمع الصهيوني فكما هو معروف بأن تركيبة المجتمع الذي يحوي خليط غير متجانس، فالكيان لا يمكنه تشكيل شعب واحد متجانس يؤدي إلى هوية يهودية واحدة، فاليهود أتوا من أصقاع الأرض قاطبة، فمنهم الذين ولدوا في فلسطين وهناك الفلاشا القادمين من إفريقيا، و الإشكناز من أوروبا، السفارديم و كل منهم يملك ثقافة خاصة به، هي ثقافة الشعوب والمجتمعات التي أتوا منها. 

- أزمة غياب الدستور، الكيان الصهيوني لا يملك دستوراً يقوم بتحديد وتعريف ماهيتها التي نالت اعتراف العالم عام 1948،حيث لا يوجد دستور ينظم السلطات ويحدد طبيعة الكيان السياسي والجغرافي وهذا ناجم عن أسباب عديدة تكمن في طبيعة الخلافات السياسية والرؤى العنصرية لطبيعة وأهداف الكيان، ومن أسباب عدم وجود دستور، كما يدعون ما يلي: 
- المعارضة التي تبديها طبقة رجال الدين لوضع دستور دولة العدو من منطلق أنها تجسد دولة الآباء وهي يهودية تعتمد الأسس السماوية اليهودية، وهذا التوجه يشكل تجسيداً لليهودية الدينية للدولة وترتبط بمفهوم أرض الميعاد. 

- وجود قوى دينية وعلمانية وسياسية تعتقد أن الكيان الصهيوني لم تنجز مشروعها الصهيوني على الأرض المتمثل في تجميع يهود العالم في أرض فلسطين مبررين ذلك بعدم إلزام المهاجرين اليهود القادمين بدستور لم يشاركوا في صياغته. 
- رفض أي دستور بحجة أنه يمكن أن يكون عائقاً أمام الحركة الصهيونية، ولذلك فإن غياب الدستور هو سعي واضح للتهرب من أية قيود والتزامات محلية وإقليمية ودولية. 

- استمرار الهجرة اليهودية المعاكسة، أحد أركان قيام الكيان الصهيوني هو "وجود شعب" بعد توفر وجود الأرض وأتوا بهذا الشعب من جميع أنحاء العالم عبر تشجيع الهجرة اليهودية إلى أرض الأجداد كما يدعون ونجحت الصهيونية في ذلك منذ وعد بلفور، وحتى ما بعد قيام دولة الكيان، ولكن وبعد ستة عقود فشل الكيان في تحقيق هذا الهدف الاستراتيجي والوجودي وبدأت أزمة الهجرة اليهودية المعاكسة التي تستنزف أحد عوامل تشكل الدول وهو الشعب. 

- أزمة القنبلة الديمغرافية وخطر الرّحم الفلسطيني الوليد حيث تنشر بعض الآراء الصهيونية بأنه يوجد خوف كبير لدى أصحاب القرار الصهيوني من أن يصبح الفلسطينيون الأغلبية السكانية في فلسطين مما يجعل اليهود أقلية وهذا ما تنبأت به مراكز إحصائية صهيوني وهذا لن يطول كثيراً حيث سيشهد عام 2020 أغلبية فلسطينية بنسبة 58%، والصهاينة 42%. 

يتضح من ذلك أن الأزمات التي تعاني منها دولة الكيان الصهيوني أزمات حقيقية موضوعية وليس لها حل وهي التي تساهم في تعميق الشعور بأن هذا الكيان زائل، ولكن يتوجب على العرب أن يعملوا الكثير والكثير جداً، ويمكن القول بأن من يطيل عمر دولة الكيان هو الحالة المستعصية للأمة العربية بسبب الاتفاقيات التي أبرمتها بعض الدول العربية مع عدوها أعطى قوة دفع إضافية إنقاذية أخرجت العدو مؤقتاً من أزماتها الوجودية، إن النهج الذي اتخذته بعض الدول العربية - نهج الاستسلام والتسويات- أفرز حالة جديدة على صعيد الصراع العربي- الصهيوني. 

حيث إن الانفتاح والتطبيع العلني والسري، وتزويد الاقتصاد الصهيوني بما يلزم من نفط وغاز، وفتح أسواق وتجاريات مشتركة مع الكيان هو واحد من أسباب استمرارها مرحلياً، فهل يدرك بعض العرب خطر هذا التوجه الذي هم فيه سائرون؟؟؟؟؟!. 

وإنها لثورة حتى النصر. 

شريط الأخبار أول تصريح أمريكي عن نوع السلاح المستخدم في اغتيال نصر الله خلال ملتقى الاتصال.. إعلاميون وسياسيون أردنيون وعرب يحذرون من مخططات الاحتلال ترامب: بايدن أصبح متخلفا عقليا أما هاريس فولدت هكذا الإمارات تواصل دعم الأهالي في قطاع غزة بمقومات الحياة تحذير جديد من طائرات بوينغ.. ما القصة؟ وزيرة النقل تتفقد مطار عمان المدني التعليم العالي: فرصة أخيرة لتسديد الرسوم الجامعية للطلبة الجدد حتى 5 تشرين الأول "الطاقة والمعادن" ترفض 4 طلبات تتعلق بقطاع النفط ومشتقاته بتوجيهات ملكية.. الأردن يرسل طائرة مساعدات ثانية إلى لبنان رقمنة 60% من الخدمات الحكومية بواقع 1440 خدمة حكومية للآن الملك يتابع عملية تجهيز مستشفى ميداني أردني للتوليد والخداج سيرسل لغزة قريبا كلاب ضالة تنهش طفلاً حتى الموت في مادبا الحنيفات : كل فرد في الأردن يهدر 101 كيلو من الطعام سنويا كانت "سليمة".. انتشال جثة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مجلس مفوضي هيئة الأوراق المالية يقرر الموافقة على تسجيل وإنفاذ نشرة إصدار صندوق استثمار مشترك مفتوح "النقل البري" تفقد صلاحية المركبات العمومية استعداداً لفصل الشتاء نقيب المجوهرات علان : يوضح سبب تراجع فاتورة الذهب المستورد اخطاء نحوية في تغريدة مهند مبيضين ..والجمهور "مين اضعف هو ولا المناهج" ميقاتي: ليس لنا خيار سوى الدبلوماسية الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاحد .. تفاصيل