ترياق شعبي لتعزيز ثقة الشارع بالنواب !!!

ترياق شعبي لتعزيز ثقة الشارع بالنواب !!!
أخبار البلد -  
مع أواخر الشهر الأول للعام الجديد 2013 أنهى الأردنيون مشاركتهم في أهم الاستحقاقات الديمقراطية وهي الانتخابات النيابية المبكرة بعد عامين من الحراك والربيع تراكمت خلالهما إصلاحات سياسية ودستورية واسعة غيرت بشكل عميق وجه المشهد السياسي المحلي رغم ما حمل الكثيرين في نفوسهم وذاكرتهم العديد من المواقف والسلوكيات المخيبة للآمال والطاردة لروح المشاركة والعمل الوطني الذي يثري مسرتنا السياسية والتعددية مما أوجد فجوة وسوء فهم وعدم تقدير بين النواب والمواطنين عبر مجالس متتالية في الدورات السابقة التي كان فيها مجلس النواب الأردني مغيب ومعطل ومحل تندر وشكوك في دوره ومهماته وانتقاء شخصياته بأساليب التزوير والضغوط وملئ مقاعد الدوائر قبل إجراء الانتخابات وفرز النتائج وفق معايير المحاصصة العشائرية والمناطقية وتنفيع الأقارب والشللية والأزلام والمحاسيب مما جعل المجالس النيابية المتعاقبة عرضة لسخط وغضب الشارع والرأي العام المطالب بحلها وتعطيل الحياة النيابية مهما كانت الثمن وخير مثال على قطيعة البرلمان مع الشعب ما جرى من أعمال عدائية في مجلس 111 سئ الذكر والتاريخ والمرحلة والشخوص فلا زلنا نتذكر الثقة الماسية التي منحها ممثلو الشعب المنتخبون على أساس قانون"الدوائر الوهمية" إلى رئيس الحكومة الأسبق سمير الرفاعي تلك الثقة غير المسبوقة وهي أقرب ما تكون إلى التزكية العمياء وإقرار الكثير من القوانين التي تضر بحياة المواطنين 
جلالة الملك في خطاب العرش دعى النواب والأعيان إلى تحمل مسؤولياتهم التاريخية في المشاركة الفاعلة لإنجاح مسيرة التحول الديمقراطي من أجل تحقيق الاستقرار النيابي والحكومي الذي يتيح العمل في مناخ إيجابي لأربع سنوات طالما ظلت الحكومة تحظى بثقة المجلس النيابي وطالما حافظ المجلس على ثقة الشعب 
كما وضع جلالته خارطة طريق جديدة وواضحة تلزم مجلس النواب بإجراء تعديلات على النظام الداخلي للمجلس ويلتزم بتقديم قانون انتخاب عصري يتواءم مع عدالة التمثيل لجميع أطياف الأردنيين إضافة إلى تأكيد جلالته على إجراء تعديلات للقوانين التي تمس حياة المواطنين اليومية مثل قانون المالكين و المستأجرين و الضمان الاجتماعي و غيرها من القوانين التي تسهم بحل الإشكالات و التخفيف من أعباء المسؤولية التي يتكبدها المواطن الأردني في معيشته 
المجلس النيابي الحالي جاء في مرحلة صعبة ودقيقة وحساسة تحتاج إلى كثير من العمل والمصارحة والجدية لإحداث تغيير جذري يؤسس لقيام ثورة بيضاء من أجل إعادة ثقة الشارع في مؤسسة البرلمان وما يستدعي ذلك من جرأة ومصداقية في فتح كافة الملفات التي تم الالتفاف عليها في المجالس السابقة وعدم السماح بتمرير أي قرارات حكومية على حساب المجلس والشعب من شأنها التضييق على المواطن البسيط والنيل من حقوقه أو زيادة الأعباء الاقتصادية عليه وإشعاره عبر ممثليه بأن زمن الاستقواء على إراداته وحياته قد انتهى بلا رجعة 
بعض المتابعين للشأن السياسي المحلي يعولون على قدرة هذا المجلس بوتيرة عالية على إعادة الثقة المفقودة بالمؤسسة التشريعية إذا استطاع القيام بدورة التشريعي والرقابي في مواجهة قضايا الفساد التي صدرت فيها صكوك الغفران وتلك المسكوت عنها والمتعلقة بشخصيات وازنه في نادي النخبة المالية والاجتماعية يعاد تدويرهم في المناصب كل مرة بشكل جديد وقد استطاعوا بنفوذهم الواسع وفي مراحل متتالية احتواء العديد من النواب ومساندة وتقوية تغول السلطة التنفيذية على إرادة الشعب الممثلة بالسلطة التشريعية 
وحتى يكون المجلس بالفعل قادر على المواجهة والمجابهة الخارجية وإقرار وتعديل القوانين لا بد له من تحصين جبهته الداخلية من خلال إصلاح النظام الداخلي كأولوية تنظيمية ملحة وعاجلة لتعزيز وتقوية مكانة ودور النائب في العمل داخل المجلس بشكل جماعي ومؤسسي منظم عبر الكتل التي تعمل للصالح العام وتنأى بنفسها عن المكاسب والغايات الشخصية كما كان يحدث في المجالس النيابية السابقة حيث كان يتم التصويت على القوانين وفق ( بارو متر ) المصالح والمغانم والامتيازات بمختلف الصور والأشكال 
وبهذا الحال والعمل التشاركي المنظم والمنضبط يستطيع هذا المجلس في هذه المرحلة الفاصلة أن يسجل سبقا نيابيا متميزا في مسيرة الإصلاحات السياسية الشاملة يحوز فيها على رضى المواطنين ويعزز ثقتهم والتفافهم حوله بالدعم والمساندة للمحافظة على دوره وهيبته كما يوجب ذلك أيضا إنشاء لجنة للنظام الداخلي والنزاهة والتركيز على إعادة النشاط للنواب ليكونوا ممثلين حقيقيين للشعب وأن يكون تصويتهم على مشاريع القوانين وكل الملفات عبر التصويت الإلكتروني وبشكل ظاهر وعلني للمواطنين ليكونوا على اطلاع مباشر بمواقف واتجاهات ممثليهم في المجلس 
الكتل النيابية المختلفة داخل المجلس لم تكن بالمستوى المطلوب من حيث القدرة والكفاءة وقد فشلت في أول مراحل السباق على منصة رئاسة المجلس ولم تكن متماسكة ومتوافقة بشكل يعطي انطباع جيد حول أدائها وتوافقها ولا بد لها من استيعاب الدرس والاستفادة من التجربة لقادم الأيام حتى لا يكون ضعفها واختلاف مواقفها سبب مضاف لإضعاف قدرات المجلس المأمولة 
ليس خافيا على أحد سواء من أعضاء المجلس النيابي أو جمهور المواطنين بأن هيبة المجلس والمؤسسة الدستورية لن تتحقق من فراع بالوهم الجامح والمغالاة بالافتراضات المضخمة ويمكن للمجلس أن يحقق الهيبة والثقة المنشودتين من خلال وضع التصورات التشريعية المدروسة لإعادة مناقشة بعض القوانين الظالمة لحياة الناس والتي أوجدت انقسام سياسي ومهني في جسم المجتمع وألقت بظلالها السلبية على مسيرة الوطن وأبنائه فمن ألأولويات الأساسية التي تهم الناس ضرورة أجراء مناقشات وحوارات وطنية شاملة ومعمقة مع جميع المعنيين من أهل الاختصاص والمشورة ومن ثم ضرورة الاستماع إلى الرأي العام الشعبي حول القوانين المطلوب تعديلها والتي أشار إلى بعضها جلالة الملك بشكل مباشر وواضح إلى بعضها في خطاب العرش 
ومن المهم الإشارة هنا أن جلالة الملك قد حدد مهام السلطتين التشريعية والتنفيذية ووضع الكرة في مرماهما وقسم الأدوار بوضوح وطالب من كل طرف أن يقوم بدوره فيكون مجلس النواب ممثلا حقيقيا للأردنيين والأردنيات ويحمي مصالحهم ويدافع عن حقوقهم ويمتثل لمساءلة المواطنين في أداء أمانة الرقابة 
وان في هذا الاستدراك الملكي بربط مدة المجلس بحالة الرضى الشعبي يتطلب من جميع أعضاء المجلس العمل الجاد لإعادة الثقة بدور المجلس التشريعي والرقابي من خلال العمل على إعادة صياغة عدد من القوانين ذات الأولوية 

إذا المطلوب أن يستعيد المجلس هيبته ودوره ومكانته من خلال العملية السياسية الإجرائية التي يلمس فيها المواطن التغيير والإصلاح ويقطف ثمار التطور والتقدم بما يقوي مشاركته ويعزز خياراته وحرصه في الإقبال على صناديق الاقتراع بقناعة ومسؤولية تجعل النائب عند حسن الظن والأداء وليكون مركز النيابة محطة على طريق التحول الديمقراطي والإصلاح الشامل وبعكس ذلك سوف تزداد الفرقة وتتباعد الشقة وتكبر الهوة بين النواب وقواعدهم الشعبية وستتحول العلاقة إلى صدام وتناحر وتشكيك وتراجع إلى المربع الأول للمطالبة بحل وإسقاط المجلس من جديد عبر التظاهرات والاعتصام وخيار الشارع المحتقن 

أن استعادة ثقة الأردنيين بمجلس النواب واجب أساسي يمهد الطريق أمام ضمان ثقة الشعب ومشاركته الفاعلة بأي إجراء يتخذه المجلس في مسيرة الإصلاح ودون أن يفقد النواب مصداقيتهم حيث الأمل معقود عليهم في انتزاع الحقوق وإنصاف المظلومين وعدم دعم القرارات الحكومية المجحفة بحق المواطنين أو الانجرار وراء صفقات حكومية مشبوهة تعقد خلف الكواليس وعليكم أيها النواب أن تثبتوا أنكم مع المواطن الذي أوصلكم تحت القبة كي تكونوا رقباء ومشرعين ولا ينقلب دوركم لتصبحوا أداة للحكومة تنفذون ما عجزت عن تنفيذه وتظلمون الشعب بدرجة أكبر ولا بد لكم بوعيكم وثقافتكم وعملكم وقوة حجتكم ومنطقكم أن تتجاوزوا مفهوم نواب الخدمات إلى أفاق أرحب سياسيا وحزبيا وتشريعيا لمواكبة التطور والنماء واللحاق بركب التقدم والحضارة السياسية والدستورية 
وأخيرا هل يأتي يوم يترحم فيه الأردنيين على المجلس السابق لأننا لم نجد الأفضل ولم يتغير علينا شئ إلا الوجوه والأسماء والكراسي والمركبات ونواب قوائم أغرار وهل يستطيع المجلس النيابي الحالي السابع عشر تجميل وجهه وسمعة العمل النيابي ودور النائب وهيبة السلطة التشريعية التي تلطخت عبر السنين بالممارسات الصبيانية الفاشلة والمخزية خلال الدورات الثلاث الأخيرة ننتظر ما ستحمله الأيام القادمة من مفاجآت وأخبار سارة أم ضارة ( بطلت تفرق ) 





تم حجب التعليقات بناء على طلب الكاتب
شريط الأخبار أول تصريح أمريكي عن نوع السلاح المستخدم في اغتيال نصر الله خلال ملتقى الاتصال.. إعلاميون وسياسيون أردنيون وعرب يحذرون من مخططات الاحتلال ترامب: بايدن أصبح متخلفا عقليا أما هاريس فولدت هكذا الإمارات تواصل دعم الأهالي في قطاع غزة بمقومات الحياة تحذير جديد من طائرات بوينغ.. ما القصة؟ وزيرة النقل تتفقد مطار عمان المدني التعليم العالي: فرصة أخيرة لتسديد الرسوم الجامعية للطلبة الجدد حتى 5 تشرين الأول "الطاقة والمعادن" ترفض 4 طلبات تتعلق بقطاع النفط ومشتقاته بتوجيهات ملكية.. الأردن يرسل طائرة مساعدات ثانية إلى لبنان رقمنة 60% من الخدمات الحكومية بواقع 1440 خدمة حكومية للآن الملك يتابع عملية تجهيز مستشفى ميداني أردني للتوليد والخداج سيرسل لغزة قريبا كلاب ضالة تنهش طفلاً حتى الموت في مادبا الحنيفات : كل فرد في الأردن يهدر 101 كيلو من الطعام سنويا كانت "سليمة".. انتشال جثة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مجلس مفوضي هيئة الأوراق المالية يقرر الموافقة على تسجيل وإنفاذ نشرة إصدار صندوق استثمار مشترك مفتوح "النقل البري" تفقد صلاحية المركبات العمومية استعداداً لفصل الشتاء نقيب المجوهرات علان : يوضح سبب تراجع فاتورة الذهب المستورد اخطاء نحوية في تغريدة مهند مبيضين ..والجمهور "مين اضعف هو ولا المناهج" ميقاتي: ليس لنا خيار سوى الدبلوماسية الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاحد .. تفاصيل