شــرعية الخراب

شــرعية الخراب
أخبار البلد -  



إن منطقتنا العربية مُصابة بحالة تغط على نفَس المُتابع والمتتبع في أحداثها المزدحمة.. حالة مؤلمة تعج بالفوضى وتنقل الأمة من حالة الإصابة إلى مصيبة – لاسمح الله – وقد يُختصر ويتمحور سبب ذلك بالفكر المتطرف. 
هذا المرض الذي أصاب شخصيات ذات تأثير على الشارع العربي المفتقر إلى الوعي الكامل ومهارة البحث ومنهج الإعتدال ومبدأ القبول. بل مازال متشبثا بعضه بالتبعية الحزبية والدينية والبعض الآخر مازال يقبل بعوارض الإستعباد ويرفض التداوي منها بالرغم أنهم أسقطوا رموز الطغاة والفساد في بعض الدول العربية. إن حالة التطرف لم ولن تكون مقتصرة على دين كما يحاول الغرب رسمها وتصويرها لنــا وإلباسها على الإتجاه الإسلامي فقط. بل ظهرت جليّاً أيضاً في الحركات والتوجهات العلمانية الليبرالية بشكل لايقل خطورة عن غيره, فإذ به يعمق الإنقسام ويدفع الأمة وأحوالها إلى الخلف حيث الجاهلية وكأنها تقاسمت مسؤولية التخلف مع المتطرفين المتاجرين بإسم الديانات. هذا التطرف العلماني أكثر خطورة وأشمل في تداعياته السلبية , فهو لايرتكزعلى فتاوى باطلة كغيره بل يتاجر في المبادىء ويستخدمها على أكثر من وجه. 
إن مانراه في مصر يجسد تلك الحالة الفوضوية التي يقودها أحزاب متطرفة ومثالاً على ماأسلفت في الحديث, فقد إستخدت المعارضة مبادىء معينة ما لبثت أن إنقلبت عليها بعدما فشلت في تحقيق أهدافها لتصبح غير مقبولة للتطبيق فقد تخلت المعارضة عن مبدىء ومنهج الديمقراطية عندما إكتشفت أن تلك الديمقراطية لم تحقق ماكانت تربوا إليه. فتبنت شــريعة الخراب بدلاً من شرعية صوت الشعب. 
لقد تجسد التطرف في أغلب – وليس كل – المعارضة ذات الأيدولوجية العلمانية بشكل واضح تجلت في عدة مواقف أهمها عدم إحترام كلمة الشعب في صناديق الإقتراع والتي كانت مطلباً أساسياً بل أساساً في عقيدتهم, وأخرى في تنصيب أنفسهم المتحدث بإسم الشعب بشكل لايمت للتحضر بصلة ولا حتى للعبة السياسية وأيضا كان في إحتضان أحداث الشغب والمشاغبين الخارجين عن القانون بعدما لم نسمع منهم رسمياً وبوضوح نبذ مايحصل من حرق وإعتداءات بالأسلحة البيضاء والنارية بل للأسف طل على أحد القنوات العربية أحد أعضاء ماتسمي نفسها جبهة الإنقاذ الوطني ومُعلقاً على أحداث الشغب التي تحصل أمام قصر الإتحادية بأنها حالة طبيعية وأسلوب " مميز " و "مؤثر" لتحقيق " الشرعية" (إنتهى الرد).إنها العلمانية العربية المُنغلقة التي لاتقبل بالتعددية والشراكة مهما حاول أصحابها أن يُنادوا بها ويطلبوها . هذه العلمانية التي لم نجدها في علمانيات الدول الغربية أبداً. 
هذا التطرف لايقل شراسة وعنف عن التطرف الديني الذي ينتهجه بعض الملتحين الذين أيضاً نصّبوا أنفسهم المتحدثين بإسم الأمة والدين والدنيا وتعددوا في المهن فتارة نراهم دُعاة يفتون وتارة قُضاة يحكمون بالقتل وأخرى يمتهنون السياسة. 
إنني أعترف ان مايحدث في الوطن العربي ليس ربيعاً عربياً وكم تمنيته كذلك, بل ربيعاً غربياً بإمتياز وخريفاً كان على الأنظمة الساقطة وغيرها المتأرجحة وهذا لايعني أنني مازلت من الداعمين "للإنتفاضة العربية" التي يقودها شباب الأمة , لكنني أعترف أن عدم نضج ووعي الشعوب العربية وحتى قيادييها و إعلاميها هي السبب الرئيسي في إستكمال إنجاز الربيع الغربي الذي يشعر بالسعادة إلى هذا الإنقسام بين أبناء الوطن الواحد ,مابين علماني وديني يسوق البلاد إلى المجهول المظلم. 
لايمكن إنكار أن المعارضة العلمانية الليبرالية اليسارية بدأت بما يسمى " الثورة المُضادة" ضد التوجه الإسلامي معرضّين بذلك البلد إلى موجة من العنف والتخريب والتقسيم ورفض شرعية الشعب وتبني شريعة الخراب وتشريعها من خلال إستغلال بعض الأخطاء الصادرة من النظام الديمقراطي الحديث والتحريض ضده لأهداف حزبية فكرية معينة بحتة, كما أنه لايمكن إنكار أن الأنظمة الجديدة الشرعية قد أخطأت ومازالت تخطأ في كيفية إدارتها للمرحلة الإنتقالية في عدم إشراكها جميع القوى ومن مختلف إتجاهاتها في مرحلة تأسيس وإعادة تنظيم مؤسسات الدولة.نحن مؤمن بأن الأكثرية تحكم والأقلية تُحترم لكن نعتقد أن هذا المبدا لاينطبق في مراحل تأسيس الدولة الإنتقالية. 
ماحدث في تونس بإغتيال شخصية علمانية وطنية هو جريمة نكراء وجبانة ومن أقدم عليها أراد أن يثبت أن الثورة التونسية ليست مثالية ولايريدها مستقرة , وقد يكون إستغل حديث بعض المتطرفين الدينيين من هنا وهُناك. أمّا إستغلال هذه الجريمة والمُتاجرة بالدم من قبل القوى العلمانية المعارضة في تونس للهجوم على الشرعية التي جاءت من خلال الصناديق فهو لايقل جرما خاصة ان تبعياته تعمق الخلاف والإنقسام وعدم الإستقرار. فالقاتل والمحرض على القتل والتخريب والتمزيق من أي جهة كان هو في قفص الإتهام. 
إن المطلوب هو نتصدى إلى هذه العاصفة الهوجاء التي تجتاحنا بان نحمي الوطن قبل الحزب أو الفكر أو الإعتقاد. المطلوب هو نبذ التطرف من كل إتجاهاته والوقوف ضد من يروّج إليه من خلال الإعلام أوالمنابر. المطلوب هو أن نعي تماماً خطورة الوضع الحالي والقادم وأن تؤمن جميع القوى بأن الهدم يمكن بأن يتم عن طريق طرف أو حزب واحد لكن لايمكن أن تتم عملية التأسيس والبناء بيد حزب أو جماعة أو طرف واحد فهاهي الكعبة المشرفة بُنيت على يد إثنان وستُهدم على يد واحد كما أخبرنا رسول الله.ويمكن بعد التأسيس أن تحكم الأكثرية ضمن ضوابط وقوانين وإحترام للأقلية. 
الحوار مطلوب ورفضه تحت مبررات وشروط تخالف الديمقراطية منبوذ ويدل على جهل الرافضين من عواقب الرفض على المدى القصير والطويل و بطبيعة الأمة العربية وتسلسل الأحداث في تاريخها. إن المتابع للوقائع والأحداث لايدعونا للتفاؤل ومن يشاهد الهجوم الممنهج ضد الإتجاه الإسلامي والتحريض والتخوين لايدعونا للتفاؤل , وأن الإنسياق الأعمى الذي يمارسه بعض المواطنين خلف الأحزاب لايدعونا للتفاؤل. وإن أضعف الإيمان أن ندعوا ونصلي لله بأن يحمي أوطاننا وديننا وشعوبنا وأن نحرّض على الحوار والإستقرار والإعتدال ورفض شرعية الخراب.
شريط الأخبار زفاف شقيقة ميسي يتحول إلى كابوس.. حادث مأساوي يجبر العائلة على تأجيل الحفل الجيش يتعامل مع جماعات تعمل على تهريب الأسلحة والمخدرات على الواجهة الحدودية الشمالية الأمن العام : وفاة وإصابتان بانفجار جسم متفجّر قديم عثر عليه أشخاص في أثناء جمع الخردة بمنطقة الظليل في الزرقاء فيديو || انفجار يهز أنقرة... وفاة رئيس أركان الجيش الليبي ومرافقيه بحادث طائرة الحكومة: المتقاعدون وفق قرار إنهاء الخدمة بعد 30 سنة لن يستفيدوا من إيقاف القرار رقم قياسي.. 55,410 طلاب وافدين يدرسون في الأردن ​ هيئة الإعلام تمنع التصوير أثناء امتحانات التوجيهي من دون تصريح قرار ينتظره ابناء الزرقاء... الخشمان يحل الأزمة من 15 سنة قرار مهم للطلبة المستلفين القروض والمنح - تفاصيل مستشفى الملك المؤسس يجري أول عمليات "كي كهربائي" لتسارع دقات القلب مبنى حكومي بتكلفة ربع مليون ولا طريق له ديوان المحاسبة: مخالفات مالية في 29 حزبا سياسيا المقايضة للنقل تخسر قضيتها الحقوقية امام شركة مجموعة الخليج للتأمين اجتماع غير عادي للصناعات البتروكيماوية بهدف إقالة مجلس الإدارة الحمادين: ديوان المحاسبة حقق وفرًا ماليًا 22.3 مليون دينار خلال 2024 الحكومة: رفع تصاريح الدفن من البلديات على منصة قريبًا شركة لافارج.. استقالة سمعان سمعان وتعيين الوزير الاسبق يوسف الشمالي عضواً في مجلس الادارة المقايضه للنقل تخسر قضيتها مع مجموعة المتوسط والخليج للتأمين "لا معيل لهن الا الله" نداء الى اهل الخير 3 طالبات يدرسن الطب صندوق النقد: قدرة الأردن على سداد الدين كافية ومسار الدين العام يتجه للانخفاض