هل عدنا نأكل نفايات المواد الغذائية

هل عدنا نأكل نفايات المواد الغذائية
أخبار البلد -  



مهدي مبارك العبد اللات

الغذاء عنصر أساسي للصحة والحياة ولأننا نعيش شريعة الغاب البقاء فيها للأقوى صاحب النفوذ والجشع المتسلط على رقاب المستضعفين بالغش والتزوير والذي لا تهمه أي جهات قانونية أو رقابية أو أمنية سيما وأنها غير رادعة فماذا تعبأ الحيتان الكبار الضخمة بحراك اسماك ضعيفة من تحتها في محيط واسع تحكم سيطرتها عليه بكل سطوة في ظل انعدام وازع الدين والقيم والأخلاق

بداية لقد أصبح لزاما على جميع أبناء الشعب الأردني الفقراء والمعدمين من طبقة المسحوقين أن ينطقوا الشهادتين قبل وبعد تناولهم المواد الغذائية بكافة أنواعها المحلية والمستوردة التي تملا المولات والبقالات والملاحم والمجمدات والمطاعم الراقية والشعبية وبسطات مداخل المخيمات وعليهم أن يعاجلوا إلى قول الله تعالى ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) على كل ما يدخل أمعائهم من باب التوكل على الله في الحيطة والوقاية في زمن أصبحت فيه رقابة سلامة الغذاء من أصعب القضايا الوطنية الملحة وان تجارة المواد الغذائية التالفة والمنتهية الصلاحية أضحت أخطر من تجارة المخدرات وتجار النفايات الغذائية لا يتوانون جشعا عن جلب كل بخس وخطر وفاسد إلى أسواقنا وحياتنا
وبعدما أصبح لا يمر يوم إلا وتطالعنا وسائل الإعلام المختلفة بقيام الجهات المعنية بإتلاف عشرات إن لم يكن مئات أطنان المواد الغذائية الفاسدة التي تباع في الأسواق المحلية للمواطنين وهي غير صالحة للاستهلاك البشري فمنذ بداية العام الجديد والمخالفات حافلة بزخم في كل ما يتعلق بالغذاء والصحة

قبل يوم أمس أعلن العميد محمد حسن الظاهر مدير شرطة الزرقاء عن ضبط الشرطة البيئية بالتعاون مع مكتب مؤسسة الغذاء والدواء شاحنة كانت في طريقها من المفرق إلى عمان محملة بطن ونصف الطن من الدجاج والأسماك المبردة تم إتلافها لعدم وجود بيانات تفيد صلاحيتها للاستهلاك البشري

ثم ضبطت الشرطة البيئية في أحد المستودعات التجارية بمنطقة سحاب 45 طنا من أرز نوع ( تايجر) الأكثر استهلاكا تالفة وغير صالحة نتيجة أنتشار السوس والعفن وقد تم إتلاف الكمية أيضا إضافة إلى كمية أخرى من المواد الغذائية الأساسية أرز سكر حليب شاي وغيرها الكثير كانت في طريقا إلى السوق المحلي بعدما تعرضت للتلوث بالمياه العادمة والقاذورات


وقبل ذلك أعلن وزير الصحة الدكتور عبد اللطيف وريكات ان الوزارة حولت للقضاء مالك مستودع وأحد التجار في محافظة الزرقاء بعد أن تمكنت كوادر المؤسسة العامة للغذاء والدواء من التحفظ على ما يزيد عن 500 صفيحة من منكهات العصائر المركزة صلاحيتها منتهية منذ عدة سنوات وأن الوزارة والمؤسسة تجريان تحرياتهما الحثيثة بشأن معرفة أين تم توزيع المادة ومن هي الجهات التي استخدمتها بعدما تم إغلاق المستودع بالشمع الأحمر

والعديد من المواطنين تابعوا خبر إغلاق أحد فروع " سلسلة مطاعم كنتاكي " ذات الشهيرة العالمية في منطقة طبربور بسبب استخدامها الدجاج الفاسد والزيوت المؤكسدة التي تتسبب بحدوث مرض السرطان إضافة إلى وجود مخالفات تتعلق بنظافة الدجاج وصلاحيته انبعاث الروائح الكريهة من الدجاج والخضروات وانعدام النظافة في المطبخ وعليه تم إيقاف العمل في هذا الفرع

كما باشرت فرق الرقابة والفرق التنفيذية بتشميع المستودع الرئيسي لدجاج في بيادر وادي السير بعد ضبط 1200 كيلو دجاج فاسدة تنبعث منها روائح كريهة كما اكتشفت الجهات الرقابية مخالفات صحية في السلطات التي تباع مع وجبات الدجاج الأمر الذي تطلب تشميع المستودع بصورة فورية

وأشارت المصادر كذلك بأنه تم ضبط 140 لتر من زيت قلي مخالفة للمواصفات الصحية في أحد الفروع التابعة لنفس المطاعم مما يشكل مخالفة للشروط الصحية ولا يختلف كثيرا ما تم ضبطه من مخالفات في مطاعم المنقل وبعض المطاعم الأخرى ومحال الحلويات واللحوم والمجمدات على فترات مختلفة أثناء الجولات التفتيشية

وقد أتلفت كوادر الدائرة الصحية في بلدية الرصيفة بالتعاون مع الإدارة الملكية لحماية البيئة ثلاثة أطنان من المواد الغذائية الفاسدة غير الصالحة للاستهلاك البشري تشتمل على ألبان واسماك ولحوم متنوعة وكذلك كان الأمر لمرات عديدة من قبل بلدية الزرقاء والرمثا الجديدة وغيرهما من جهات الرقابة الصحية في مختلف المحافظات

وقد أشارت معلومات الدفاع المدني العام إلى إصابة أربعة أشخاص في مادبا بحالات تسمم جراء تناولهم أغذية فاسدة وهنالك العشرات من الحالات المشابهة أصابت العديد من الأسر والأفراد
وجميعنا يذكر حالات تسمم الشورما الشهيرة في مطعم عربي وإفرنجي ولا نود هنا التوسع في الحديث حول تسممات مياه الشرب التي عانى منها المواطن زمن طويل


وفي أخبار طازجة صبيحة يوم الاربعاء 6 /2 / 2012 تمكنت كوادر المؤسسة العامة للغذاء والدواء التابعة لوزارة الصحة وبعد تحريات دقيقة من ضبط 3 ألاف كرتونه مزورة ومنتهية الصلاحية من طعام الأطفال الرضع ماركة ( فارليز )
في منطقة سحاب حيث تم ضبط 12 طنا من مادة حليب الأطفال منتهية الصلاحية حيث تم اكتشاف 'العفن' في عبوات عديدة منه وتم على إثرها إغلاق المستودع بالشمع الأحمر

ولا زلنا نتذكر أيضا قضية غذاء القطط الذي كان يباع على انه غذاء للأطفال في الأسواق وقد تسبب في حينه بتسمم طفلتين راجعتا مستشفى الملكة رانيا تعانيان من إسهال واستفراغ مصحوب بارتفاع في درجات الحرارة

ولنتحدث بكل صدق وأمانة ألم يأكل الشعب الأردني العزيز السمنة المنقولة للمطاعم والمخابز بتنكات النضح وكيف ننسى السمك أبو رأس مقطوع المحشو بالدود والقمح المطعم بمخلقات الفئران والتي أثبتت الفحوصات يومها أنها ضمن الحد المسموح به لاستهلاك الأردنيين والأمثلة المأساوية كثيرة ومتكررة يوم بعد يوم وعام بعد عام



ومن جميع ما سبق ذكره من عينات على سبيل المثال لا الحصر يتضح وجود جريمة صحية بشعة تستهدف صحة وحياة المواطنين الأبرياء توجب الحيطة والحذر من التعامل مع كافة مطاعم الوجبات الجاهزة للدجاج والشورما وتجنب تناولها حفظا للسلامة العامة وتفاديا لإصابات مرضية قد تودي إلى السرطان

أليس من يتلاعب في غذاء وصحة وسلامة المواطن قاتل مع سبق الإصرار والترصد اسمعوا أحبتي القراء ما يفوق العجب في الطرق الخبيثة والملتوية لإدخال شحنات الغذاء الفاسدة إلى البلاد وبطون العباد

يقال بأن أ حد النواب السابقين كان يمتلك وثيقة تفيد بوجود شحنة كبيرة من مادة القهوة على إحدى البواخر الأردنية وهي غير صالحة للاستهلاك البشري فقام بإثارة المسألة تحت القبة مما حدا بالحكومة إلى اتخاذ إجراءات بمنع دخول الشحنة ولكن التاجر صاحب الشحنة لم يسكت فقام بمقابلة النائب الذي تمسك بموقفه من الشحنة وفي حالة غضب وانفعال من التاجر قال للنائب والله غير تدخل القهوة وتشربوها وبالفعل استخدم التاجر نفوذه ومحسوبيته وطالب بأعادة فحص الشحنة من جديد في المختبرات الرسمية وكانت النتيجة أنها سليمة وصالحة للاستهلاك وتم إدخالها إلى السوق المحلي بطريقة قانونية وشربها المواطن الأردني كما اقسم التاجر وقد تكررت نفس الحالة والفحوصات في شحنات كثيرة من السمك الفاسد والقمح التالف والمواد الغذائية الملوثة وعندما كان يعاد فحصها تتبدل النتائج لتثبت سلامتها ومطابقتها للمواصفات

كم تنتفض قلوبنا خوف ورعب ونحن نتابع خبر أي شحنة غذاء فاسدة يجري التوسط لها أو اكتشاف دواء مزيف تم تصنيعه لحساب أحد الأثرياء أو جاءت الينا باخرة مطرودة من كل بحار الدنيا لتجد ملاذ ومأمن لها في ميناء العقبة لتفريغ حمولتها الخطيرة والملوثة بتلاعب وتزوير وفحوصات رسمية ونتائج مشكوك فيها دائما

ومن الوفاء والاحترام والوطنية أن نستذكر في هذا المقام المرحوم الدكتور عبد الرحيم ملحس ونحن نعود نأكل النفايات الغذائية والذي ترك خلفه أثرا طيبا تجذر في نفوس الأردنيين عندما أطلق صيحته الجريئة والشجاعة وهو يشغل موقع وزير الصحة عام 1994 بعدما لمس عن قرب حجم التراخي والفساد في موضوع الغذاء والدواء وكشف مجموعة الحيتان الكبار الذين أثروا ثراء فاحش عن طريق إدخال قمامة العالم ونفاياته الخطيرة إلى أسواقنا المحلية تحت بصر وموافقة المتنفذين طوال عقود من الزمن وهاهي تلك الصرخة المدوية والصادقة للدكتور ملحس تتردد أصدائها اليوم في المطاعم الراقية والمحال الكبيرة صاحبة الماركات العالمية والتي لا تعرف مقاييس السلامة العامة ولا حق المواطن في الحياة ولا يهمها سوى الشهرة وجني الإرباح وتقديم الرشاوى والتحايل على القانون

ويؤكد عد كبير من المواطنين بأن غياب الرقابة المنتظمة والمستمرة وعدم وجود العقوبة القاسية والرادعة كانتا من أهم العوامل التي ساعدت في انتشار ظاهرة تداول المواد الغذائية الفاسدة والتي تضر سلبا بواقع السوق المحلي والمنتج الأردني مما شجع بعض أصحاب النفوس الضعيفة للاتجار بصحة وحياة المواطنين لتحقيق الربح السريع مع انعدام الضمير والإنسانية مما يستدعي ضرورة تفعيل التشريعات الرقابية والضرب بيد من حديد على كل من يتهاون بأرواح الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ومن ثم لا بد من نشر أسماء جميع المحال التجارية والشركات التي تمارس هذه الأساليب على الرأي العام وفضحها وتحذير المواطنين من التعامل معها

وختاما المطلوب وبشكل عاجل تهيئة الظروف لقيام مؤسسة الدواء والغذاء وباقي الأجهزة الرقابية الأخرى بدورها بفعالية في حماية الأمن الغذائي في الأردن والعمل على تعديل قانون الغذاء الذي يتصف بالمرنة وضعف الردع إضافة إلى سن تشريعات جديدة لفرض عقوبات مغلضة ورادعة بحق المخالفين وكل الشكر والتقدير والعرفان والتأييد والدعم والمساندة لجميع الجهود الوطنية الخيرة والصادقة والمباركة التي تبذلها الجهات الرقابية في كل مكان وقطاع للحفاظ على سلامة المواطن وحقه في الحياة بأقل الأضرار والأمراض
mahdmublat@gmail.com
شريط الأخبار أول تصريح أمريكي عن نوع السلاح المستخدم في اغتيال نصر الله خلال ملتقى الاتصال.. إعلاميون وسياسيون أردنيون وعرب يحذرون من مخططات الاحتلال ترامب: بايدن أصبح متخلفا عقليا أما هاريس فولدت هكذا الإمارات تواصل دعم الأهالي في قطاع غزة بمقومات الحياة تحذير جديد من طائرات بوينغ.. ما القصة؟ وزيرة النقل تتفقد مطار عمان المدني التعليم العالي: فرصة أخيرة لتسديد الرسوم الجامعية للطلبة الجدد حتى 5 تشرين الأول "الطاقة والمعادن" ترفض 4 طلبات تتعلق بقطاع النفط ومشتقاته بتوجيهات ملكية.. الأردن يرسل طائرة مساعدات ثانية إلى لبنان رقمنة 60% من الخدمات الحكومية بواقع 1440 خدمة حكومية للآن الملك يتابع عملية تجهيز مستشفى ميداني أردني للتوليد والخداج سيرسل لغزة قريبا كلاب ضالة تنهش طفلاً حتى الموت في مادبا الحنيفات : كل فرد في الأردن يهدر 101 كيلو من الطعام سنويا كانت "سليمة".. انتشال جثة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مجلس مفوضي هيئة الأوراق المالية يقرر الموافقة على تسجيل وإنفاذ نشرة إصدار صندوق استثمار مشترك مفتوح "النقل البري" تفقد صلاحية المركبات العمومية استعداداً لفصل الشتاء نقيب المجوهرات علان : يوضح سبب تراجع فاتورة الذهب المستورد اخطاء نحوية في تغريدة مهند مبيضين ..والجمهور "مين اضعف هو ولا المناهج" ميقاتي: ليس لنا خيار سوى الدبلوماسية الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاحد .. تفاصيل