ملحمة الجيش..الامن العام..الدفاع المدني

ملحمة الجيش..الامن العام..الدفاع المدني
أخبار البلد -  

بسام الياسين


جديد المشهد الاردني على المستوى المحلي والاقليمي،تلك الملحمة المسطورة بالابيض الابيض الذي سطرها بواسل الجيش العربي الاردني، صناديد الامن العام ، ابطال الدفاع المدني،من خلال إعادة صياغة المعادلة الاسروية وتمتينها بخيوط الحب،وشدها بروابط التكافل،في فدائية تكافلية غير المسبوقة كانت بوصلة الجميع تؤشر للعمل للتخفيف عن الناس من وطأة الظروف الجوية القاهرة،بتجردٍ مطلق من الالقاب والرتب والاسماء.فالضباط وضباط الصف والافراد كانوا كُلاً في واحد في ميدان العمل،لإعلاء الشعار المنسي: "الانسان اغلى مانملك".بعيدا عن تنظيرات المسؤوليين،ومناكفات الساسة،ومماحكات الاحزاب،وفلسفات الاعلاميين.

*** قامات باهرة،عيون تطفح بالرجولة،جباه تزدهي بالكبرياء كانت تجوب الشوارع في عز الصقيع، وعلى اصابعها تشتعل الحماسة،و ينبت العطاء كما تنمو سنابل الخير في الارض الطيبة،لنكتشف مافي دواخلهم ساعات الشدة،وماتكتنزه بواطن شخصياتهم في الاوقات الحرجة من سلوكيات مستقيمة،وتربية ايمانية عالية،وثقافة وطنية خلاقة،رسموا خلالها بالابيض الناصع،لوحة نادرة في زمن التلطي والتخفي والهرب من المسؤولية.لوحة تثير الاعجاب وتبعث على الاحترام.هؤلاء النبلاء شدوا العيون ببراعتهم في العمل التطوعي والمهمات الانسانية،تماما كما شدوا انظار الدنيا بمنجزهم البطولي في ميادين القتال،وتطهير المدن الاردنية من المجرمين،والقيام بعمليات الانقاذ ايام الكوارث،تراهم يشيلون البنادق على اكتافهم ف،ويحملون على الاخرى الاطفال والمصابين.انهم حقاً الانقياء كما الثلج الآتي من رب السماء.

*** المدن الكبيرة وحتى الصغيرة ترتدي معاطفها الثقيلة ايام البرد،وتخلد الى نومها المبكرليلا،بينما الشباب كانوا بملابس الميدان الخفيفة يخوضون المياه حتى الركب،ويكسرون الجليد باحذيتهم لشق الطرق امام المشاة،ويتراكضون هنا وهناك لبعث الدفء في اوصال العوائل الهاجعة في بيوتها لتأمين مطالبها.

*** المعركة الثلجية انطوت على مضامين كثيرة وكبيرة،اولها ان الانسان عندنا لم يهبط لمستوى السلعة، كما هو في دول كثيرة، لكنه اعز المخلوقات واشرفها،تجلى ذلك في خدمة هذه الاجهزة له بحميمية وعدالة،لافتة، سواء كان في المدينة ام في البادية،في المخيم ام في القرية،في المحافظة النائية ام في قلب العاصمة.ثانيها انها رسالة نصية موجزة، للذين يتجادلون حول كرامة الاولياء وقدراتهم الخارقة،نقول ان هؤلاء الفرسان هم اولياء الله،وقد راينا بام اعيننا قدراتهم الخلاقة وخوارقهم تتجلى على الارض.فالولي مَنْ يعمل على ماينفع الناس،عملا بمنطوق الحديث الشريف:"الخلق كلهم عيال الله،واحبهم الى الله،انفعهم لعياله". وليس مَنّ يتكفف الناس،و يرخي لحيته،ويطيل إزاره،ويزيد حبات مسبحته. فيا احب عيال الله الى الله ،نحبكم في الله.

*** هذه الانعطافة الانسانية المكللة بالابيض الثلجي،يجب ان تُؤسس لمرحلة اردنية جديدة،وتُنهي قطعياً العلاقة المُلتبسة بين المواطن وهذه الاجهزة العاملة بانتظام ونظام فريد،وتُسقط المعادلة الملتوية المزروعة بيننا كمسمار اعوج زرعته بعض التصرفات المعوجة، والاحداث البغيضة في عهود عرفية سابقة،كانت قائمة على الخوف.اليوم وبعد ان كشف الخيرون فساد الفاسدين وسلطوا الاضواء على مواقع الانهزاميين،وعروا كذب المتدثرين بالانتماء والولاء. يقتضي الواجب الوطني منا كمواطنيين احرار التحرر من عقدة البوليس القمعي، والدركي المشورب ابو كلبشه الذي ورثناه من العهد التركي اللعين،وعلى هذه الاجهزة بالمقابل الارتقاء بذاتها الى مستوى اللحظة الحضارية، والنظر الى الانسان كخليفة لله على الارض له كرامته وانسانيته التي لايجوز المساس بها او خدشها.فكما غسلت الثلوج شوارعنا وطهرتها يجب ان نغسل الموروث القائم بيننا على الارتياب لنرتقي فوقه، ونعمل على تعديله لخلق معادلة تشاركية تكاملية تضم الجميع لخدمة الصالح العام.

*** اما بواسل الدفاع المدني فحكايتهم.هي اجمل الحكايا، والاغنية المفضلة التي يدندن بها الاردنيون على مدار الساعة في مواسم الخير.شباب الدفاع المدني اصبحوا عنواناً لكل ماهو اصيل ونبيل،من اجل سلامتنا تجدهم يواجهون لسعات البرد القارسة ولفحات النيران الحارقة.لايتأخرون عن ركوب مراكب الخطر والسباحة في الانفاق لانتشال الغرقى،ومداهمة الحرائق لتحرير المحاصرين اوقات الخطر في مواجهة مع الموت.هؤلاء هم الاوفياء،بينما الأدعياء المترفون يمضغون العلكة امام التلفاز،ويطربون لفرقعة الكستناء في مواقدهم.هنا لابد من الاشارة الى الصوت الجميل الرخيم المحمول على حبات المطر وندف الثلج القادم من غرفة عمليات الدفاع المدني،صوت العقيد فؤاد الشرع، تراه يحط في بيوتنا كطائر اخضرَ،جاء ليبشرنا بمواسم طافح بالخيرات حتى اصبح هذا الصوت الفريد الاليف المؤتلف مع أسماعنا جزءاً من ايام "اللزبات" التي نؤرخ لها وبها ايامنا واحداثنا...فالشكر الموصول للجميع، لان من لايشكر الناس لايشكر الله .

*** ربما قائل يقول:لكن هذه الاجهزة لم تصنع المستحيل،وماقاموا به يندرج تحت واجبهم.نرد عليهم نعم،لكنهم كانوا مثالاً للتفاني واداء الواجب،وبذل اقصى طاقاتهم في ظروف استثنائية،لاغاثة الملهوف،ونجدة المأزوم،وإنقاذ العالق،في زمن صار التفلت من الواجب فهلوة،والالتزام بقيم العمل مثلبة وسرقة البلد شطارة ومفخرة،ونزيد فوق ماقلنا :لكم في الوزارات والدوائر والمؤسسات مثلاً ومثالاً في الإهمال والتسيب وبطء في الانجاز ايها "الكلمنجية".

*** اختم بسؤال قاس لكنه مشروع ومُلح:لماذا لا يقوم مدير المخابرات الفريق فيصل الشوبكي،بخطوة شجاعة لتطهير الذاكرة الوطنية مما علق بها من عوالق ابان المرحلة العرفية؟!.فرأس الدولة الملك عبدالله أمر بتجريف الدائرة القديمة "البناية الزرقاء" لانتهاء مهماتها وزمانها وشخوصها،ولما تحمله من دلالات لاتتماهى مع التحولات العميقة في المجتمع الاردني . فقد تم نسفها من جذورها،بحضور عدد من الامراء.واليوم ترتفع الدائرة الى موقع مرتفع وقيادة شابة،ولاول مرة في تاريخها يغمرها الابيض.ففي الفترة العرفية لحق بالكثير من الناس، الكثير من الاذى والظلم.هذا الامر اذا لم يُولّدْ الانتقام فانه يُولّدُ الكراهية.

*** في تلك المعارك العرفية سقط كثير من الشهداء والقتلى ولكن ماذنب الضحايا الذين سقطوا بين الطرفين بلا ذنب ودفعوا اثماناً باهظة. الم يأنْ الاوان لاحقاق الحق،وتصحيحه؟!. فمن واجب الوجوب و لزوميات مايلزم ان يكشط الفريق الشوبكي الموروث الشعبي الراسخ في المخيال الاردني والوجدان الثقافي عن هذه الدائرة، وتحويلها من فكرة المطرقة بما كانت تمثله من منع السفر وعدم التوظيف والحرمان من شهادة حسن السلوك......وغير ذلك مما يضيق به المقال، الى جدار صلب تستند اليه الظهور المتعبة، لعل وعسى ان تصفى القلوب،وترتقي لبياض الثلوج التي نزلت علينا من لدن رب حكيم عادل، سنقف امامه في يوم لاينفع فيه مال ولابنون الا من اتى الله بقلب سليم ناصع ابيض كالثلج خالٍ من التدليس والتهليس.

*** حقائق ماثلة امامنا تكاد ان تنطق بان : الحقيقة بيضاء ناصعة البياض كالثلج،والحق ابلج (ابيض حسن الوجه) كالصبح. اذ ان قوانين الحياة كلها تؤكد ان الابيض دائماً يهزم الاسود.انظروا الى حكمة الربانية في تلوين حليب الامهات بالابيض،وان يختص الابيض بالخير،ويجعل الشر من نصيب الاسود. الاطباء يرتدون الابيض ليهزموا الطاعون الاسود،والحق الناصع البياض يدحر سواد الباطل.فالتجربة الانسانية الموروثةعلى مدار الوف السنين تقول:ان الطيب وجهه صبوح وقلبه ابيض بينما الحاقد وجهه كالح وقلبه اسود كالقطران.وقد جاء في الموروث ان مؤمنا،صاح لشدة ايمانه عندما رأى الحجر "الاسود" الاسعد في مكة المكرمة قائلاً: اني اراه اكثر بياضاً من لباس الحجيج. لكن الاكثر برهاناً وسطوعاً ماجاء به الانبياء: الم يكن الابيض احدى معجزات سيدنا موسى التسع ليقذفها في وجه فرعون رمز الظلم والظلام،حين امره الله كما جاء في القران الكريم: "وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء....." .نتسآءل بحيادية البياض الا يستدعي كل هذا البياض ان يكون عام 2013 عام الطهارة والتطهير الاردني.

شريط الأخبار خلال ملتقى الاتصال.. إعلاميون وسياسيون أردنيون وعرب يحذرون من مخططات الاحتلال أبو زيد يتحدث عن سيناريو العملية البرية في لبنان ترامب: بايدن أصبح متخلفا عقليا أما هاريس فولدت هكذا الإمارات تواصل دعم الأهالي في قطاع غزة بمقومات الحياة تحذير جديد من طائرات بوينغ.. ما القصة؟ وزيرة النقل تتفقد مطار عمان المدني التعليم العالي: فرصة أخيرة لتسديد الرسوم الجامعية للطلبة الجدد حتى 5 تشرين الأول "الطاقة والمعادن" ترفض 4 طلبات تتعلق بقطاع النفط ومشتقاته بتوجيهات ملكية.. الأردن يرسل طائرة مساعدات ثانية إلى لبنان رقمنة 60% من الخدمات الحكومية بواقع 1440 خدمة حكومية للآن الملك يتابع عملية تجهيز مستشفى ميداني أردني للتوليد والخداج سيرسل لغزة قريبا كلاب ضالة تنهش طفلاً حتى الموت في مادبا الحنيفات : كل فرد في الأردن يهدر 101 كيلو من الطعام سنويا كانت "سليمة".. انتشال جثة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مجلس مفوضي هيئة الأوراق المالية يقرر الموافقة على تسجيل وإنفاذ نشرة إصدار صندوق استثمار مشترك مفتوح "النقل البري" تفقد صلاحية المركبات العمومية استعداداً لفصل الشتاء نقيب المجوهرات علان : يوضح سبب تراجع فاتورة الذهب المستورد اخطاء نحوية في تغريدة مهند مبيضين ..والجمهور "مين اضعف هو ولا المناهج" ميقاتي: ليس لنا خيار سوى الدبلوماسية الملخص اليومي لحركة تداول الأسهم في بورصة عمان لجلسة اليوم الاحد .. تفاصيل