أخبار البلد -
*محمد الخلايلة
في كلّ يوم تنجز فيه الأعمال نشعر باللذة والسّعادة التي تغمرها أجواء الفرح والسّرور ، في كلّ ساعة عمل جاد نحصل على الفائدة فيها ، وفي كلّ دقيقة نستنشق فيها الإنجاز ، ونعرف معنى البذل والعطاء في سبيل الرفعة والعزّة والازدهار .
في كلّ مكان يوجد المنفّذ الظّاهر للعيان ، والذي يعلمه الجميع في مختلف الأرجاء والأنحاء ، فهو الذّي ينفذ العمل فيبدو وكأنه المنظم والمخطط والمدبر والمنفذ على أيّة حال !
ولكن !! هناك الجنديّ المجهول صاحب التخطيط والتدبير ، وصاحب المبادرة والتّحفيز ، هو من يعدّ العدّة ويأتي بالعتاد ويخطط من أجل النّجاح ، الجندي المجهول هو من يستحق الثّناء والاحترام ، ويستحق التقدير والتبجيل ، فمن دونه فقد الإنجاز ، ولم يبدأ بالأعمال .
في كلّ أعمالنا يوجد الرّجل الخفي الذي لا نعلمه ولا يهمّه الظّهور على السّاحة ليبدو ظاهرا للنّاس ، يكفيه أنّه المدبر ولا يريد إلا الرفعة والعزة بغض النّظر عمّن اذا كان في الواجهة أم لا ، فيعتبر أن من ينفّذ العمل جزء منه ، وأنّهما مكمّلان لبعضهما ، فلا يريد إلّا التّطوير والتحديث بشتى الوسائل والخدمات .
هذا الرّجل لا بدّ من أن ينال التقدير من الجميع ، لأنّه عندئذ لن يسعى كغيره خلف الكراسي والمناصب ، وخلف المال والجاه ، فهو أصلا غير ظاهر ، هو يسعى ليجسّد معنى المواطنة الصّالحة ، وليجسّد معنى البذل ويحقق أسمى معاني العطاء.
لكلّ هؤلاء أنتم أمل في الوطن والأمّة ، أنتم الأنقياء الأصفياء فلا خوف على بلد احتوت أمثالكم ، تقدّمون ولا تنتظرون المقابل والجزاء ، همّكم هو الوطن وأمنه واستقراره والحفاظ على أجزائه وممتلكاته وتنمية أمواله وأرجائه ، لكم منّا ومن الوطن كلّ الإحترام ، فلأجلكم تسدل القبعّات احتراما وتوقيرا ، فأنتم من نريد .
* رئيس اللجان الشبابية في مركز الامان للإستشارات والتأهيل لحقوق الانسان