اشترط وفد صندوق النقد الدولي، في زيارته للقاهرة، قبل نجاح الرئيس الاخواني محمد مرسي، وقبل توليه سلطاته الدستورية، اشترط خلال مفاوضاته مع الحكومة المصرية السابقة لتقديم قرض وفق طلب حكومة الجنزوري، موافقة لجان مجلس الشعب المصري على طلب القرض البالغ 4.6 مليار دولار، وطالب أثناء المفاوضات أن ينضم لها رؤساء لجان مجلس الشعب المنتخب قبل حله من قبل المحكمة، وذلك لأن رؤساء اللجان البرلمانية هم من الإخوان المسلمين، بمعنى أوضح طلب وفد صندوق النقد الدولي موافقة الإخوان المسلمين الحزب الصاعد لاستلام السلطة التشريعية والرئاسية في مصر، على الطلب المصري ليضمن تنفيذ شروط القرض المالية ، تسهيلاً لتسديد القرض وتغطيته.
وفي المفاوضات الأمنية المصرية الإسرائيلية للوصول إلى وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، اشترط الوفد الإسرائيلي المفاوض المكون من رئيس الموساد ومستشار نتنياهو السياسي، اشترط مشاركة مندوب عن الرئاسة في المفاوضات بين الطرفين كي يضمن الجانب الإسرائيلي موافقة الرئيس مرسي شخصياً على الاتفاق بمعنى أوضح اشترط الإسرائيليون ومعهم الأميركيون ضمان موافقة الإخوان المسلمين على وقف إطلاق النار الفلسطيني الإسرائيلي وهكذا شارك مستشار الرئيس حسن حامد إلى جانب مدير المخابرات المصري في المفاوضات المصرية الإسرائيلية وهي المرة الأولى التي يتم التوصل فيها إلى وقف إطلاق النار بضمانات الرئاسة المصرية، وهكذا تم تسمية قرار وقف إطلاق النار « تفاهمات وقف إطلاق النار « لا عطائها الدلالة السياسية والمضمون السياسي للاتفاق الأمني العسكري، بين الأطراف الثلاثة مصر وحماس وإسرائيل.
وسواء في تجربة صندوق النقد الدولي، وهي مؤسسة دولية إقتصادية مالية، بحتة، يتنفذ الأميركيون في قراراتها ويقودونها ويتم توظيفها لخدمة مصالحهم السياسية والاقتصادية والأمنية على المستوى العالمي، وفي منطقتنا العربية تقع إسرائيل في طليعة المصالح الاستراتيجية لواشنطن ، إلى جانب العوامل الثلاثة النفط والمال الخليجي والسوق، ولذلك كانت المطالبة الإسرائيلية الأميركية لتولي الرئيس مرسي ضمانات وقف إطلاق النار مع حماس.
وفي الحالتين الأولى الاقتصادية المالية، والثانية الأمنية العسكرية، كان للتفاهم الأميركي مع الإخوان المسلمين وقعه ونفوذه لتنفيذ عناوينه الفرعية المختلفة في هذا البلد العربي أو ذاك ، فالتفاهم الأميركي الاخواني على المستوى العربي، ما زال خلافياً حول فلسطين وحماس، ولا يشملهما، ولذلك تعمل قيادة الإخوان المسلمين، على ضبط الإيقاع مع حركة حماس وتكييفها، حتى تتأهل سياسياً وفق التفاهمات الأميركية الاخوانية، والموافقة الإسرائيلية على زيارة خالد مشعل إلى قطاع غزة تمت في هذا السياق، ولذلك حجبته عن رمضان شلح رئيس حركة الجهاد لأنه وما يمثل خارج التفاهمات رغم قبوله بها، وعدم تصديه لها.