تمكن فريق طبي في مركز الحسين للسرطان من إجراء أول عملية زراعة للخلايا الجذعية المأخوذة من دم الحبل السري من متبرع قريب (والدة المريض) لمريض مصاب بفشل نخاع العظم .
وقال رئيس شعبة زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية للأطفال في مركز الحسين للسرطان الدكتور أياد أحمد حسين ان المريض يبلغ من العمر 17 عاما ، وكان يعاني من فشل شديد في نخاع العظم، ما أدى إلى ضعف في مكونات الدم المختلفة من كريات دم حمراء وبيضاء وصفيحات دموية، حيث كان بحاجة لنقل الدم بشكل متكرر وكذلك نقل الصفائح الدموية وزيادة احتمالية تعرضه للالتهابات الميكروبية.
وأضاف في مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين ان خيار الزراعة كان هو العلاج الوحيد والشافي لهذه الحالة، حيث يتم من خلال عملية زراعة نخاع العظم استبدال الخلايا المريضة بأخرى سليمة.
وبين " انه وبعد عمل فحص مطابقة الأنسجة، تبين عدم وجود متبرع مطابق من العائلة ، لكن كانت والدة المريض في الأشهر الأولى من حملها، فقمنا بإجراء فحص المطابقة للجـنيـن، وتبين أن الجـنيـن أنثى مطابقـة بشـكل كامـل للمريـض ".
وبعد الـولادة تم فحـص المـولود الجـديد وبشكل دقيق للتأكد من خلــّوه من أي أمراض وراثية قد تنتقل للمريض ،مشيرا الى انه تم إجراء فحوصـات كاملـة ودقيقة للمريض لتهيئته لعملية الزراعة ، في وحـدة زراعة نخـاع العظــم في المركـز ، بعد تجهيز المـريض لاستقبال الخـلايا الجـذعية من الحبـل الســري، بإعطائه أدوية كـيمـاوية ومناعية مناسبة وبجرعات مـحدودة ومحسـوبة بشكل دقيـق ، كما تم تحضير خلايا الحبل السري لتكون ملائمة للزراعة .
وقال ان المريض بقي في وحدة زراعة النخاع العظم تحت العناية والمتـابعـة الدقـيقـة، وبــدأت الخـلايا بالعمل بعد مـرورأربعة عشر يوما، وبدأت بإنتاج خلايا دموية جديدة وصحيحة ، وبعد مضي شهر على الزراعة تم تخريج المريض ، لكن استمرت المتابعة الطبية للمريض بعد ذلك لتجنب حدوث أي مضاعفات وللتأكد من عمل الخلايا الجذعية لافتا الى انه بعد مرور أكثر من 6 أشهر على الزراعة يتمتع المريض بصحة جيدة جداً ولن يكون بحاجة إلى نقل وحدات دم أو صفائح وهو يمارس حياته الآن بشكل طبيعي.
وأكد الدكتور أياد حسين أن هذه العملية تمثل إنجازاً طبياً لوحدة زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية في مركز الحسين للسرطان.
يشار الى أن وحدة زراعة نخاع العظم والخلايا الجذعية في المركز تأسسـت في بداية عام 2003، وتم إجـراء حوالي 800 عملية زراعة نخاع عظم وخـلايا جـذعـية منذ تأسيسها ، وبـنـسب نجـاح عــاليـة تضـاهي الـنتــائج العالمية، فـنســب الـشفـاء لمرضى السرطان تصل الى 65 بالمئة ولمرضى أمراض الـدم الى 85 بالمئة ، وفي بعض الأمراض كفقـر الــدم البـحـر المتـوسط (الثلاسيميا)، نـسبـة الشفاء تصل الى 88 بالمئة وهي مـن أعـلى الـنسـب في العـالـم، ولـم تسجـل أي حالة وفــاة لمـرضى الثلاسيميا منـذ أكثر من 6 سنوات .