في وقت يعاني فيه معظم فقراء الأردن أحفاد الطبقة المسحوقة من البؤس والحرمان والمعيشة الضنكا وضيق اليد والبطالة والتضخم وحياتهم تستهلك فناءا بالأطعمة الفاسدة والمسرطنة التي لا تصلح للاستهلاك البشري والشباب الأردني العزيز عدة الغد وأمل المستقبل جلهم ضائع عزيمتهم خائرة وإرادتهم منهارة وبوصلتهم تائه في وطن لا يجدون فيه مصدرعمل شريف يكسبون منه الرزق بعزة وكرامة وهم المؤهلون بالشهادات والخبرات والمحصنون بالأمانة وعزة النفس وأبناء الذوات الطنطات رعاع الطبقة المخملية يتنعمون برغد العيش في قصورهم وسياراتهم وأرصدتهم مما سرق الأجداد والآباء والأبناء تحرسهم عيون وبركات الحكومات الأردنية المتعاقبة من كل مسائلة او مجرد عتاب ويصنفون وطنيا من قبل من هم على شاكلتهم بأنهم حماة الديار وقادة الوطن وزعاماته التاريخية والأكثر ولاء وانتماء للأرض والقيادة والشعب وهم في الحقيقة التي تفوق شعاع الشمس وضوحا وسطوعا اللصوص والمافيات والعصابات التي سرقت المال العام و دمرت مقدرات الوطن وباعت فقراءه ومعدميه في سوق النخاسة والرقيق بأ بخس الأثمان وأوصلت بلادنا الى الحالة المريرة التي نعيش فيها نستجدي دول الجوار ونهددها بالغزو الخارجي حتى أصبحنا بفضل حكومتنا الحالية غير الرشيدة ونتيجة فعلها المشين وقراراتها العشوائية الجائرة بحق المساكين وهي تحابهم وتستقوي عليهم في لقمة عيشهم وستر حياتهم في الوقت الذي تركت فيه الحيتان رعاة الفساد وحماته ترتع في البحر تفترس كل ضعيف وفقير حتى أصبحنا والحمد لله بعد كل هذا فرجة للخلق ولقمة صائغة لكل الحاقدين المتربصين بنا الشر والمؤامرات

إن استمرار التخبط الحكومي والإصرار على تحدي إرادة الشعب المكلوم بقرارات ظالمة غاشمة لهي دعوة مفتوحة من حكومة عبد الله النسور الى استمرار حالة الاحتقان والغليان في الشارع العام وما يتبع ذلك من مخاطر وتحديات تؤثر على نسيج وحدتنا الوطنية وتفتح الباب على مصراعيه للمراهنين على سقوط الوطن في قعر الظلمة والفتنة وإشعال النعرات العنصرية والطائفية والعشائرية والبقاء على وتيرة النفاق والرياء لفئة يتسترون خلف الوطنية ويتحدثون باسم الوطن وكأنهم الرعاة له وهم ألد الخصام للوطن والشعب يعبثون بأمن الوطن واستقراره من اجل مصالحهم الضيقة ومنافعهم الخاصة وبكل إساءة فجة للوطن والمواطن

وفي مسرحية حكومية ساخرة في زمن تراجيديا الجوع والقهر الشعبي العارم من حكومة مستبدة لم تبقي على الناس حتى ورقة التوت ( جرة الغاز وتنكة الكاز ) ومن السخرية العجيبة والاستهزاء الحصري لحكومة الدكتورعبد الله النسور يجتمع مجلس الوزراء الموقر في هذا الظرف العصيب الذي يمر به الوطن وبكامل أعضائه وكل عدته من اجل ان يزف البشرى بالإعلان عن موسم الاوكزيونات والتنزيلات للمبات توفير الطاقة وبالتقسيط للشعب الأردني الكريم ولمن يقل استهلاكهم عن 600 كيلو واط في الشهر تباع اللمبة الواحدة بربع سعر التكلفة اي اقل من دينار لكل لمبة يحصل كل مواطن على اربع لمبات توفير طاقة بقيمة اربع دنانير توزع على فاتورة الكهرباء بإقساط شهرية متساوية

أي استخفاف بعقول المواطنين هذا الذي يسوقه دولة الرئيس وأي مجلس هذا الذي يجتمع من اجل أربع لمبات موفرة للطاقة ربما تكون رديئة الصنع

يا دولة الرئيس كان الأجدى بك وأنت تعلم جرح الشارع العميق الذي خلفه قرارك الجائر في أعماق الناس أن تجتمع وأصحاب المعالي من حولك لما يفيد الوطن ويخفف معاناة المواطنين فليس الكهرباء مشكلتنا الأهم وليست لمبة التوفير حاجتنا الضرورية ما نحتاجه أنت ومن سبقك تعرفونه جيدا لكننا نراك تتهرب من مواجهة الأزمات الحقيقية التي تكدر صفو حياتنا وتعطل مسيرة وطننا نحو التقدم وهي السبب في مديونيتنا وعجز موازنتنا نراك تقفز على الحقائق وكأنك لا تعرف ماهو الشديد القوي الذي اخرج الناس زرافات وأفراد الى الشارع يصرخون من شدة الألم الذي زرعته فينا

دولة الرئيس مشكلتنا الأهم من أي كيلو واط مهما ارتفع او انخفض ومن أي لمبة مهما وفرت الطاقة هي أن تتجرأ كما فعلت بنا على محاسبة زمرة الفاسدين وهم كثيرون وأنت الملزم بصفتك ( صاحب الولاية العامة ) في البحث عن الأدلة والبراهين التي تجبرهم على استعادة الأموال المنهوبة فورا ودون إبطاء أو زجهم في السجون في مهاجع اللصوص والمحتالين من أرباب السوابق الأهم عندنا ان نستعيد شركة الفوسفات والموارد وغيرهما من الشركات المخصخصة التي بيعت غبنا وفسادا وما نحن أحوج إليه أكثر اليوم وغدا أن توقفوا نهبكم المنظم لجيوب المواطنين وتحميل عجز الموازنة والمديونية ودمار البلاد لم كان سببا فيها وأن تكرسوا جهدكم لتأمين حياة كريمة لأجيالنا ان لم يكن لنا نحن حظ او نصيب فيها واعلم دولتك ان كثرة استعمال الفزاعات لن يرعب الشعب بعدما كسر حواجز الخوف والرهبة فلن يتراجع غضبه ولن يستسلم حراكه الوطني الراشد الإصلاحي المتنور طالما بقي الظلم الحكومي يحيط به من كل جانب ضمن سياسة تجويع وإفقار منظمة ورفع للدعم وانفلات للأسعار والجميع يعلم علم اليقين انه لا يوجد من حيث المبدأ أي دعم للمحروقات وان الحكومة تتقاضى ضرائب عالية جدا على أسعار النفط المعلنة تزيد على 40% راجين الله جلت قدرته ان لا يكون حالنا مع حكومتنا كحال خليفة بنو العباس ابو جعفر المنصور مع رعيته والذي وقف ذات يوما خطيبا فيهم فقال ايها الناس أحمدوا الله اني أصبحت ولي أمركم فأنني منذ توليتكم ذهب الله عنكم الطاعون فأعترض الناس على ما سمعوا وهب احدهم غاضبا قائلا أيها الخليفة ان الله أكرم ان يجمع علينا ( الطاعون والمنصور ) فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء واجعلوا لحاضركم وما تبقى من عمركم ذكرى طيبة في حياة الأردنيين ففيهم الكثيرون من الفقراء والمعدمين والمظلومين الذين يستجيب الله دعائهم دون حجاب