بعث المواطن في جزر القمر رسالة غاضبة لحكومة بلاده جاء فيها :
عزيزتي حكومة التعيين اللاشعبية في بلادي ,, سوف أكون مخلصاً لسياستك المالية واخضع لتجاربك تلو الخضوع وامارس رياضة شد الاحزمة على البطون وأتقشف حد التصوف , سوف آخذ من لقمة عيالي لاضع اللقمة في جوفك المملوء فساداً وترفاً ولكن اوعدينا ان تستحي ..
انا المواطن المخلص لك خوفاً والمغلوب على أمره منذ عشرات السنين , أنا وخمسة ملايين من فئران التجارب الخارجة من رحم هذه الارض التي ما عادت لنا حين نسف حكماء القرار تاريخها الجيني واخضعوها لاختبارات العولمة والتصحيح الاقتصادي وبرامج التحول واللصلصة أعدك بمساندتك في ظروفك الصعبة والتخفيف من محنتك والانصياع لتطميناتك شريطة ان تستحي ...
اوعدينا تستحي ,, كلما مارستِ الكذب علينا وتدعين الفقر والعوز وانتِ تملكين عشرين الف سيارة ذات لون احمر كليالي الساهرين على نهبنا وافقارنا حد الخضوع .
اوعدينا تستحي ,, كلما رددتي جمل الاستعراض وفصول التحدي بانكِ اقوى من المخابرات ونجدك اضعف عند الفاسدين .
اوعدينا تستحي ,, عندما ضاعت مليارات دول النفط لتذهب لبناء قصور المسؤولين وتأليف الجيوب وشراء المراكب وتسمين ( السحيجة ) في ديوانك العامر ومارستِ الردح السياسي لاحقاً تجاه الدول المانحة وحمّلتيهم مسؤولية ضيق ذات اليد وتطالبيهم مراراً لدفع فواتير فسادك وترفك وعهرك المستشري .
اوعدينا تستحي ,, كلما تشبهتي بالدول العظمي والعسكرية ليذهب دخلك القومي ونصف موازنتك الحبلى بالعجز لوزارة الدفاع هوساً بالدفاع عن سيادتك التي لم يجرؤ عليها سوى الفاسدين والمسؤولين واصحاب القرار , وكلما ارغمتي المواطن الكاره لكِ على اقالة عثرتك وما أكثرها , وكلما تمنعتي استحياءاً أمام رأس المال الاقتصادي للتخفيف على كاهله واعفاؤه من الضرائب التصاعدية وازددتي فجوراً في تفتيش جيبة المواطن الفقير بحثاً عن ما يواري سوءتك في ليالي الاغتراب الوطني .
اوعدينا تستحي ,, والباسم الذي جعل العوض على الله ما زال قرير العين , ووليد بيك يتسوق من اموال الشعب في بريطانيا , وثلاثين صعلوكاً من ارباب السياسة والوظيفة العامة يملكون ثلاثين مليار داخل البنوك المحلية والمخفي أعظم , وتشكين الفقر ومحدودية الموارد والرشى السياسية لطبقة رؤساء حكومات الضياع ووزراء التازيم تناهز المئة مليون تدفعها الارامل والفقراء كُرهاً على كره لتغذية كروش السادة وابناء السادة في زمانٍ فيه ( العرص ) قد سادَ.
اوعدينا تستحي ,, كلما تكاثر الباحثين عن لقمة الأكل على اطراف الحاويات في احياء المترفين , وكلما اصبحت الولاية العامة تقية سياسية لنيل ثقة المواطن وتطمينه بشأن مستقبل بلاده وهو من يشاهد تلك الولاية تنحني ضعفاً ووهناً امام كل فاسد ومارق ولص وزنديق وحين جعلتي من بلادي ( شحاداً ) سياسياً يتكفف المعونات بين دول غنية لا تعترف بكرامة الفقير .
اوعدينا تستحي ,, حين تأخذ الضيافة للغريب طابعاً مختلفاً يجاوز حقوق المستضيف , يتسيد فيه العراقي والسوري والاجنبي على حقوق ابن البلد الأصيل وتترك لنا الحكومات ما تبقى من فتات الكرامة والسيادة والسكن لنتقاتل ونتزاحم وننافق من اجل الحصول على بعضها لنسبح بحمد الحكومات التي وهبتنا الحد الادنى من حقوقنا كمواطنين .
عزيزتي حكومة البلاد ,,, حين ازلفت مسؤولية القرار للرجال ( الخداج ) في العقد الماضي والبسونا في برامج التحول الاقتصادي ثوباً ليس لنا فبدت عورتنا ولم نعد نميز بين الكوفية وطاقية الكابوي وكوفيء عرابيها لاحقاً فدفعنا وما زلنا اثمان خيانتهم , نحن المسكونين بطعم الوجع والفقر وفقدان الهوية الجامعة , نحن الايتام على مأدبتكم ايها اللئام كلما اوقدنا بصيصاً للدفيء واطفأها الفاسدون بغلاء الاسعار وجشع الكبار وجعلوا من معادلة تسعير المشتقات النفطية احد اسرار مثلث برمودا , يا حكومة بلادي حين قلتي للفاسدين وجمهور اللصوص في وطني لا تثريب عليكم ,, اوعدينا تستحي .
Majali78@hotmail.com