أخبار البلد -
أخبار البلد - اتهم بائع البسطة محمود السقا عددا من موظفي قسم البيئة بأمانة عمان الكبرى
بالاعتداء عليه بالضرب المبرح؛ لإجباره على دفع ما أسماه بـ"خاوة" 10
دنانير أسبوعياَ؛ نظير السماح له ببيع الخضار والفواكه في البسطة التي
يقيمها بمنطقة وادي الرمم، أسوةً بأصحاب البسطات الأخرى.
وقال السقا أنه وفي صباح يوم الخميس 22 الشهر الحالي توجه برفقة
ابنة حسام (12) سنة، إلى مكان عملة كالمعتاد، وخلال تواجد حسام أمام
البسطة بغياب الأب حضر 15 موظفا من موظفي قسم البيئة بأمانة عمان بحضور
رجال الأمن العام، وطلبوا مبلغ عشرة دنانير من حسام.
بيد أن الطفل أخبرهم بأنه لا يمتلك المبلغ فقاموا بتهديده قائلين: "مامعك
إلقى عن راسك معناتو"، فقام صاحب بسطة مجاورة بالطلب منهم العودة بوقت لاحق
"عند الظهر" لعدم توفر المبلغ وغياب الأب.
وتابع السقا في دعواه قائلا: "بالفعل عاد الموظفون برفقة مرتب الأمن العام
مرة ثانية في فترة الظهيرة، وطلبوا من الأب دفع المبلغ المطلوب للسماح له
بالوقوف وبيع الخضار في الموقع، غير أن الأب طلب منهم العودة في وقت لاحق
لعدم توفر المبلغ معه في الوقت الراهن، حيث إنه "لم يستفتح بعد"، بحسب
السقا، فقاموا بتحميل الخضار والفواكه التي بحوزته في القلاب وانهالوا عليه
بالضرب؛ كونه لم يتمكن من إعطائهم المبلغ بعد أن طلب منهم إعطاءه مهلة حتى
آخر النهار، فهو يكسب قوت عياله من هذه البسطة التي يمولها برأس مال قيمته
200 دينار يحصل عليها كمعونة شهرية من الديوان الملكي، إلا أن طلبه قوبل
بالرفض وتم الاعتداء عليه بالضرب؛ مما تسبب بسقوطه مغشياً عليه وتم نقلة
بحالة إسعاف لمستشفى البشير، بعدما اتصل صاحب البسطة المجاورة له بالدفاع
المدني عقب هرب موظفي الأمانة من المكان.
شهود عيان أكدوا صحة رواية السقا حول الحادثة، مضيفين أنهم
حاولوا التدخل منذ البداية لحل النزاع ومنع الاعتداء عليه إلا أن محاولاتهم
باءت بالفشل، مشيرين إلى أنه وبعد "سقوط محمود على الأرض وخلال انتظار
الدفاع المدني قام موظفو الأمانة بإعادة البضائع التي صودرت منه بحجة أنهم
يرأفون بحاله، ولا يودون إيذاءه ولاذوا بالفرار".
وفي أعقاب نقل السقا للمستشفى وحصوله على تقرير طبي بالحالة "بحسب ادعائه"،
تم استجوابه من قبل مركز أمن القويسمة حول الحادثة فقام أحد المتواجدين في
المركز بالطلب من العناصر إنزاله إلى الحجز، لأنهم اعتبروه مذنبا ومعتديا
على رجال الأمن العام، ومقاوما لهم لولا تدخل مدير المركز الأمني الذي طلب
منه تحديد أسماء الأشخاص المعتدين عليه، وتقديم شكوى بحقهم في المركز
الأمني ليصار إلى تقديمهم إلى العدالة، لتمكينه من الحصول على حقه ورفع
الظلم عنه.
وفي تطور لاحق للقضية قام أحد موظفي مكتب الأمين بالاتصال بالسقا لتحديد
موعد لمقابلته مع الأمين ظهر أمس الأول السبت؛ لإطلاعه على مجريات الأحداث،
إلا أنه تم تأجيل الموعد لظهر أمس الساعة الثانية عشرة، كما أن السقا تلقى
اتصالا من إذاعة أمن إف إم تفيد بأنه سيتم الاتصال معه أمس الأحد؛ للإطلاع
على ما جرى معه ".
ومن الجدير بالذكر أن السقا يعيل أسرة مكونة من سبعة أفراد على الرغم من
أنه يعاني العديد من الأمراض التي تزيد معاناته وأسرته، وتكبدهم مزيداً من
التكاليف التي يعجزون عن تأمينها في أغلب الأحيان بحسب تقارير طبية .
وفي صبيحة يوم أمس الأحد تم الاتصال بالسقا لتحديد موعد جديد لمقابلة مدير
المدينة المهندس فوزي مسعد بدلاً من مقابلة الكيلاني دون إبداء الأسباب،
ولم يتمخض اللقاء عن أي قرار إيجابي لإنصاف المواطن السقا من اعتداءات
موظفي الأمانة، أو حتى حثهم على الاعتذار له رغم تعهد مسعد بأن يأخذ السقا
حقة بالقول: "حقك بوصلك لحدك"، بحسب اتصال هاتفي مع السقا أعقب اللقاء.