يا فتح قومي و شدي الحيل

يا فتح قومي و شدي الحيل
أخبار البلد -  

لن نحاول العودة إلى الوراء حتى لا نغرق في تقليب صفحات الماضي ، فالعقود الزمنية الستة التي انقضت من عمر المأساة والنكبة الفلسطينية أصبحت شبه محفوظة عن ظهر قلب عند الغالبية العظمى من أبناء هذا الشعب الصابر والصامد فوق تراب وطنه أو عند أولئك الذين توزعوا على دول الشتات ، وعليه ، فإن القفز عن الماضي لا يعني أبدا إدارة الظهر له أو التنكر للأصالة وللتضحيات التي رافقت رحلة الشقاء والعذاب التي لا يزال يقطعها هذا الفلسطيني المظلوم .
ولأن فلسطين في حاجة ماسة وشديدة إلى من يصون ويحمي قضيتها اليوم في هذه الأوقات الصعبة والبالغة الخطورة التي تمر بها ، فإن الإهتمام بحاضرها هو ما يجب أن يعكسه ويقدمه لها كل الغيارى عليها وكل الصادقين والمخلصين لقضيتها ولما تتعرض له من شدائد ومحن ، ما دام العالم كله يواصل رفض الإعتراف بحقها وحق شعبها في الحياة الحرة والكريمة كباقي شعوب هذه الأرض ، بالمقابل ، فمن خلال الفهم الدقيق والصائب للظرف الراهن ، فمن الساهل جداً بقاء الرؤيا المستقبلية في غاية الوضوح .  
الوضع الداخلي الفلسطيني القائم لا بد وأن يهدم تماما حتى يعاد بناؤه وبآليات تنسجم مع إحتياجات الوضع الراهن ، فما هو قائم انتهى وأفلس ، ولم تعد له أية صلاحية يمكن أن يراهن عليها و بعد أن أعطى كل ما يستطيع ، فالنهوض الوطني المنشود لم يعد ممكنا في ظل بقاء هذه الأدوات التي تقود وتدير و تتحكم بالقرارات والتوجهات الخاصة بالمسارالنضالي والذي لم تحصد القضية والشعب من وراءه سوى المزيد من الفشل والتقهقر والتراجع .
كفاح الماضي الخاص بمنظمة التحرير وفصائلها التي تشكلت منها الثورة والحركة الوطنية بمجملها العام تدلل على ضرورة الإقدام على هذا الهدم ، وبما يفتح كل الأبواب لعمليات البناء الجديدة بهدف مواصلة النضال بالطرق والسبل المنسجمة مع معطيات و ظروف هذا الوقت الراهن الذي نتحدث عنه ، وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح هي المرشحة والقادرة على إستلام زمام المبادرة ، فالحركة لا تزال تستحوذ على كل ما تبقى من المنظمة ، وهي حزب السلطة ، وثالثاً ، فهي لا تزال في المكانة الأولى من حيث الإمكانيات والإلتفاف الجماهيري .
كل ما قامت وتأسست من أجله فتح لم يتحقق ولو بالحدود الدنيا ، بل يمكن أن نقول أنها حادت عنه وإنحرفت بوصلتها كثيرا عن الشمال الفتحاوي الذي ظل محميا بالشهداء والدم ، فتح اليوم ليست كفتح الأمس ، ورأسها القيادي المهيمن والمسيطر على هيئات الحركة الأساسية هو المسؤول الأول عن كل الأوضاع المزرية التي تحيط بها وتلتف حول عنقها لخنقها والقضاء عليها ، ومن هنا فإن المطالبة بالنهوض والتمرد الوطني إنما يأتي لإنقاذ الحركة أولا ، ولضخ الدماء النقية في شرايين القضية التي تتعرض في هذه الأوقات إلى أكبر عملية ضياع وعبث لم يسبق لها أن تعرضت لها من قبل وفي ظروف قد تكون أشد وأصعب وأخطر مما تعانيه الآن ، وهذا ثانياً .
القضية الوطنية كانت دائما تنجح في الخروج من عنق الزجاجة الضيق ، ولكنها اليوم وبسبب سوء السياسات والمواقف يبدو وكأنها تحفر قبرها بيدها ، وهذا هو الناتج المرير لعقدين من التفاوض العبثي ، والسلام الكاذب ، والمتاجرة بشعار الدولتان والذي ظل يتقلص حتى وصلنا إلى القبول بأقل من خمس الوطن التاريخي الممتد من النهر وحتى البحر الذي مات من أجله الراحل محمود درويش وهو يؤكد أن هذا " البحر لي " ، لنكتشف أننا في الحقيقة لا نزال في صحراء الضياع والتيه .
فتح المقاومة والرصاص ، فتح الغلابة دائما ، فتح الرجال الذين أقسموا على أننا لن نركع ما دام فينا طفل يرضع ، فتح المؤمنة بصراع الوجود وليس الحدود ، فتح العاصفة التي تعرف جيدا بأي اتجاه يجب أن تهب رياحها ، فتح التي لا يزال الأوفياء منها يرددون أغنية مش منا أبداً مش منا اللي يساوم على موطنا ، و مش منا ابداً اللي يفاوض ، واللى يصالح ، و اللي يطعن ظهر مكافح .
فتح اليوم ينعقد الأمل على سارية رايتها حتى لا يأتي الإنكسار الفلسطيني الذي لن تقوم لنا بعده قائمة ، وهذا لن يكون حتى يعلن أحرارها والشرفاء من أبناءها عن إندلاع وتفجر الربيع الفتحاوي الداخلي ، هذاهو الدرب الذي يجب أن يسلكه الفتحاويون لإسترجاع حركتهم المسروقة من بعض المارقين الغارقين في المزايا والمتاع الدنيوي الزائل و الرخيص .
يا فتح قومي وشدي الحيل ، هذا ما تريده فلسطين وشعبها ، وهذا مايريده الحاضر المأزوم ، والمستقبل الذي لا تظهر في سماءه سوى الغيوم السوداء الداكنة ، هذا ما سوف يساعد كثيرا في ولادة وحدتنا الوطنية التي لا غنى لنا عنها ونحن نتصدى و نقاوم العدوان الجاري على قطاع غزة ، فتح الكفيلة بتحقيق الإنطلاقة الثانية للنضال الوطني الفلسطيني التي ستقودنا نحو الخروج من كل المأزق ، وهذا ما سيعيد الإعتبار للرقم الصعب الذي لطالما تغنت به فتح ، إذا قامت فتح بذلك ، فهذه البشرى الأولى بعودة الرعب لصفوف عدونا .
د.امديرس القادري

شريط الأخبار بعد بيع وحدته في الأردن.. خطة طموحة للبنك العقاري لتوسع أعماله في مصر "طوفان الأقصى" يربك إسرائيل.. أزمة "التحقيق" تنفجر وارتدادات الهزيمة تكشف انهيار الأسطورة الأمنية الحكومة: لن نتهاون مع أي جهة أو شخص يروج لمعلومات كاذبة أو مضللة تمس مشاريع الدولة إعلام رسمي إيراني: تدريبات بالصواريخ في عدة مدن "الصحة النيابية": تخفيض ضريبة على السجائر الإلكترونية يشجع على التدخين تطورات متلاحقة في حلب.. الصحة السورية تعلن مقتل شاب ووالدته وإصابة 8 آخرين جراء قصف قوات "قسد" محيط مستشفى الرازي أم مصرية تعرض اطفالها للبيع بسبب الفقر "القانونية النيابية": إلغاء جميع الاستثناءات في معدل قانون المعاملات الإلكترونية 3 قنابل ثقيلة من مصطفى العماوي الى البريد الأردني.. هل يستطيعون الاجابة ؟ الديوان الملكي ينشر صورة من اجتماع للملك بالعيسوي وزير للنواب: امانة عمان بلدية قلق واحتقان وملفات وشكاوى من الموظفين تضرب بقوة بمؤسسة صحية وجهات رقابية تتابع الملفات النواب يقر مشروع قانون معدل للمعاملات الإلكترونية لسنة 2025 السلامي .. هل يجيز القانون الأردني والمغربي الجمع بين الجنسيتين؟ محافظة العاصمة حكاية تُحكى وتُروى مبنى له معنى .. السلطة في قلب عمان نائب: قرابة ربع مليون مركبة غير مرخصة بالأردن الرياطي: محاسبة انتقائية أم عدالة واحدة؟ دماء العقبة لن تُنسى والصمت غير مقبول صندوق النقد: تمديد سن التقاعد ضمن خيارات الضمان إصابة جديدة جراء استخدام مدفأة "الشموسة" المنارة الإسلامية للتأمين تحصد المركز الأول في هاكاثون الابتكار في التأمين 2025