قضية العمارين.. سطوة العصابات أم سلطة القانون؟!

قضية العمارين.. سطوة العصابات أم سلطة القانون؟!
أخبار البلد -  

اخبار البلد - كتب فهد الخيطان 
سرقة سيارة لم تعد خبرا؛ في أنحاء العالم كافة تنتشر الظاهرة، والأردن ليس حالة استثنائية، رغم توسع الظاهرة في السنوات الأخيرة، وتحول مرتكبي السرقات إلى عصابات منظمة. وفي الأيام القليلة الماضية، داهمت قوات الأمن جنوب البلاد "كراجا" يضم أكثر من سبعين سيارة مسروقة، وقبضت على عشرات المتورطين في أعمال السرقة والمتاجرة بالممنوعات.وفي بعض الحالات، يكون حظ المواطن سيئا لدرجة أن عصابة متخصصة لا تكتفي بسرقة سيارة واحدة من أمام منزله، بل سيارتان، كما حصل تماما مع المهندس صائب عمارين مؤخرا. لكن الموجع في قصة المهندس العمارين، التي نشرها الزميل هشال العضايلة في "الغد" أمس، ليس سرقة السيارتين، وإنما الطريقة التي استعادهما بها.أعرف المهندس العمارين، وهو صادق في كل كلمة قالها لـ"الغد"، وقد سمعت القصة منه عبر الهاتف قبل نشرها. ولتأكيد صدق روايته، كتبها مفصلة بالأسماء والعناوين في رسالة إلى وزير الداخلية ومدير الأمن العام، وشرحها لمسؤولين كبار في مديرية الأمن مباشرة.خلاصة القصة أن المهندس العمارين دفع لعصابة متخصصة بسرقة السيارات مبلغ 8 آلاف دينار مقابل استعادة السيارتين. وحصل ذلك كله على مرحلتين، كان أحد ضباط الشرطة حاضرا في الأولى، حيث سلم العمارين مبلغ ثلاثة آلاف دينار لأفراد العصابة بحضور الضابط! وفي المرة الثانية، أبلغ رجال الأمن أنه تمكن من تحديد هوية أفراد العصابة، وحدد معهم مكان اللقاء لتسلم السيارة الثانية مقابل خمسة آلاف دينار. وحثهم على سرعة التحرك لإلقاء القبض عليهم، لكن الضابط اكتفى بالطلب منه تقديم بلاغ جديد. وعندما امتنع لكثرة ما قدم من بلاغات، قال له المسؤول الأمني: قم بالعمل على مسؤوليتك. وذهب بالفعل إلى موقع اللقاء مع العصابة في مقبرة مادبا، واستعاد سيارته منهم مقابل خمسة آلاف دينار!قبل عامين تقريبا، نشرت الصحف قصصا مشابهة. بدا الأمر مستهجنا في حينه، لكن كثيرين مالوا إلى الاعتقاد بأنها مجرد حالات فردية، سيتكفل جهاز الأمن العام بتطهيرها. بيد أن الواقعة الأخيرة تشي بغير ذلك، وتؤشر على أن سطوة العصابات أقوى من سلطة القانون، لا بل إن التهاون وصل حد "التنسيق" مع العصابات "لتخليص" السيارات المسروقة، بما يضمن "حق" أفرادها وليس حقوق المواطنين.العمارين مثقف من الطبقة الوسطى والميسورة، لم يكن يوما معارضا لنظامه، ويثق بالأجهزة الأمنية ويدعم دورها في حماية أمن المواطن واستقرار البلاد. لكنه مثل مواطنين آخرين تعرضوا لمواقف مشابهة، يشعر بالصدمة العميقة والمرارة لما آلت إليه الأحوال في بلده. فهو لم يتخيل للحظة أنه سيفاوض "الحرامية" لاستعادة مسروقاته بحضور ومعرفة رجال الأمن، ولا أن يرى المركبتين اللتين اشتراهما بحر ماله، يتنقل فيهما "السراق" بحرية في الشوارع؛ لا بل إن دورية شرطة هي التي أبلغته أنها شاهدت السيارتين المسروقتين تسيران بسرعة باتجاه بلدة أم الرصاص!التهاون مع هذا التداخل في الأدوار ينبئ بخطر كبير على المجتمع. والتساهل مع العصابات سيغريهم باختطاف البشر بعد السيارات، مقابل فدية.لا يمكن لقائد أمني بمواصفات مدير الأمن العام، الفريق حسين المجالي، وقادة الصف الأول في المديرية، أن يقبلوا بذلك. وما نأمله هو أن لا يسارعوا إلى نفي الوقائع وتكذيب المواطن قبل أن يراجعوا الملف وسوابق مماثلة حصلت من قبل

 
شريط الأخبار الحكومة: علينا مراجعة ملفات الاستثمار المحلي والخارجي القضية الفلسطينية بكل محاورها حاضرة في اجتماع الملك مع غوتيريش وفاة طفل غرقًا في بلدة جديتا بلواء الكورة "الوطني للمناهج": النسخة الأولى من الإصدارات تجريبية قابلة للتطوير والتعديل الأردن يدين استهداف مدرسة تؤوي نازحين جنوبي مدينة غزة أسفر عن استشهاد أكثر من 20 شخصا رئيس الوزراء: لن أترك أحداً دون دعم أو مساعدة لتمكينه من النجاح 6 وزراء "دولة" في حكومة حسان.. ما الهدف منهم؟ محللون وسياسيون يجيبون زخات أمطار متوقعة في هذه المناطق بالأردن الأحد الأردن يشارك بأعمال الأسبوع رفيع المستوى للدورة 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة التربية تمنع العقود الورقية للعاملين بالمدارس الخاصة .. وثيقة بالفيديو .. القسام تنشر مشاهد من استيلائها على آلية ومسيّرات للاحتلال خلود السقاف عملت وزارة من لا شيء واستبدالها يؤكد أن الاستثمار مجرد جائزة ترضية مبيضين يرد على منتقدي درس سميرة توفيق 60 ألف حالة زواج في الأردن خلال العام الماضي إنتخاب إياد التميمي رئيساً للجنة المالية في إتحاد شركات التأمين "الصحة اللبنانية": ارتفاع حصيلة ضحايا ضاحية بيروت الجنوبية وانفجارات أجهزة النداء واللاسلكي إلى 70 شهيدا رسالة من والد احد شهداء فاجعة البحر الميت إلى دولة الرئيس: "عند الله تجتمع الخصوم" الوزير سامي سميرات يضحي بربع مليون دينار في "أورنج" مقابل خدمة الوطن من خلال حكومة حسان .. وثيقة رسائل نضال البطاينة المشفرة ... يعرب القضاه يقدم استقالته من شركة الخطوط البحرية الوطنية الاردنية