اخبار البلد : توجهت روزنانا رمال بأكثر من سؤال كالتالي : هل ستسقط سوريا قريبا نتيجة للازمة التي تطالها و التي بدأت كتحرك شعبي مطالب بالاصلاح ليصل اليوم الى حراك مسلح شرس ؟ هل سورية هي اخر بلدان الربيع العربي "كما سمي" هل توقف عندها ام انه مستمر ؟
وأتبعت رمال بالقول،للوهلة الاولى يهيأ للمتابع ان النظام السوري سيسقط لا محالة نتيجة للضغوط الدولية والاقليمية التي يتعرض لها ونتيجة للضغوط الامنية الداخلية ونتيجة ارتفاع
عدد القتلى يوميا و من الصعب ان يستمر..
الا ان الحقيقة ( تقول رمّال ) عكس النظرة السطحية مما قد يظهره الاعلام ، فالنظام السوري ما زال قويا يتمتع بجيش منظم و متماسك وشعبية حاضرة متجذرة له ...نظام صمد اكثر من سنة و نصف، وبغض النظر عما اذا كان المتابع معه او ضده فلا يستطيع كمراقب ان ينكر هذه الحقيقة،بأن سورية كانت مختلفة عن غيرها من دول الربيع العربي الذي شهدنا فيه سهولة سقوط دوله.
واتبرت رمّال، أنه ما زال هناك لدى النظام الحالي في سورية القدرة على خوض جبهات و عمليات عسكرية حدودية اضافة الى ان لديه حلفاء خارجيين استراتيجيين متمسكين بتحالفهم معه لمصلحته ومصلحتهم على حد سواء بطريقة جد صارمة امام المحافل الدولية ولاعتبارات اخرى كالتوازنات الاقليمية و غيرها .
ورأت رمّال أن الامور تتجه بحسبها نحو سقوط نظام دولة جارة لسورية و ليس سورية ..هذه الدولة قد تبدو بديلا اسرع و اسهل بكثير لكي يتسلم زمام اموره جماعة الاخوان المسلمين وهو " الاردن " او المملكة الاردنية الهاشمية !
وخلصت رمّال إلى أن الربيع العربي لم يتوقف و المشروع سيستكمل بقوة ..
واجابي رمّال على سؤال افتراضي ، لماذا الاردن؟ و لم قد يبدو بديلا عن سورية ..الجواب بحسبها،هو ان تعقيد الازمة السورية وملابساتها والتعقيدات فيها وكثرة المتورطين والاصطفافات التي رسمتها ابرزها "ترك" حركة حماس حضن القيادة السورية وتورط دول خليجية وتركيا في ادق تفاصيلها ..ما يتطلب تنفيس وحجب الفشل في مكان اخر ..وأول المستفيدين من سقوط الاردن سيكون الاخوان المسلمين، لان مشروعهم تعرقل عند وصوله الى سورية ..
اما الاسرائيليون والامريكيون ودول الخليج فيهمهم جدا صعود قوة سنية متماسكة مقابل القوة الشيعية المتمثلة بايران،فمحور سياسات الامريكيين والاسرائيليين تقوم على الطائفية والتقويض و محاصرة ايران، فيقع الشقاق بين العرب من جهة، و بين ايران من جهة اخرى و دول الجوار فيصبحون اكثرية "كسنة غير راغبين بملاقاة ايران " وتتراجع طموحات ايران تلقائيا تجاه (مشروعها العدائي) اسرائيل "برأيهم".
تتابع رمّال ، في نفس الوقت يظهر حينها للعلن ان الاخوان المسلمين قد استلموا السلطة في البلدان التي تغيرت انظمتها بناء على (حقهم) بممارسة الديمقراطية، مع العلم ان دول العالم العربي اعجز من ان تقرر مصيرها بنفسها منذ سايكس - بيكو ، لذلك لا يجب ان يغفل احد ان سقوط او صعود اي نظام هو ترجمة لمشروع دولي معين او محاولة لذلك لا اكثر.
وتحدثت رماّل وكان الأمور محسومة تماماً ، معتبرة ان حركة حماس بدورها ستسفيد كثيرا من سقوط ملك الاردن بالذات فعلاقتها بالاردن اليوم استراتيجية و برزت مصلحتها في ذلك بعد فشل مسارات التسوية والتفاوض, وعجز وضعف القيادة الفلسطينية, والمتغيرات الإقليمية, وتحديداً تغيير النظام المصري واستلام الاخوان المسلمين الحكم في مصر.
وبينت أن حركة حماس اقتنعت على ما يبدو بان الاردن سيكون الوطن البديل الذي من خلاله ستستكمل الحركة مشروعها و اهدافها وبحرية، بخاصة ان معظم سكان الاردن هم (فلسطينيو الاصل ).
وأشارت رمّال الى انه جرت مؤخرا لقائات مهمة بين حركة حماس التي تعتبر فرع من الاخوان المسلمين بعامة وبين حركة الاخوان المسلمين في الاردن، من بينها مؤخرا زيارة النائب عن حركة حماس " مشير المصري " الذي صرح حول زيارته بالتالي ( التقينا بالعديد من قيادات الحركة الإسلامية والقيادات الوطنية بالأردن، منها المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين والأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي، وناقشنا تطورات القضية الفلسطينية وانعكاسات الربيع العربي على قضيتنا وأولويات المرحلة الحالية والدور المطلوب لنصرة فلسطين والقدس) .
تجدر الاشارة الى ان العلاقة بين حماس والاردن لم تكن على ما يرام و قد برزت رغبة قَطَرّية للشروع في تحسين الاجواء بين النظام الاردني و حماس .
الاردن يشهد اليوم ازمة سياسية وازمة مالية حادة وتتصاعد السجالات والمطالبات بخطوات اصلاحية، لم ترض العديد منها معارضي الملك. ومنها حل البرلمان و الدعوة الى انتخابات لم تلق موافقة المعارضة و غيرها من المواجهات و المطالبات التي اندلعت نتيجة تراكم حكومات فساد سابقة ...
وخلصت رمّال إلى أن انتظار سقوط النظام السوري تضييع للوقت، فيما هناك نظام اخر مجاور يهتز ويتحضر للسقوط ، معتبرة أن مشروع الربيع العربي المستغل امريكيا لم يتوقف، بغض النظر عن مدى نجاح ما يسمى بـ الثورات وقدرتها على تحقيق الديمقراطية اوجلب الامن والامان. منوهاً بأن (الثورة) المحضرة مسبقا بين الاطراف و الدول والحركات داخليا وخارجيا قد لا تجلب الامن والامان الى الاردن،الا ان الاصلاح مطلوب وضروري لكن ليس على حساب تدهور الاردن..
وختمت لا تكثروا الامل في سقوط سورية التي تأكد صمودها ..وانظروا الى الاردن ..
واتفق مراقبون مع رمّال بأن سورية صامدة ولن تسقط، بل وزادوا ان دورها سيتعزز قريباً بفشل المؤامرة ، إلا أن المراهنة على سقوط سريع للأردن يقترب من غير الواقعية رغم أن إخوان الاردن يأملون ذلك ويسعون عليه ويراهنون على التزام واشنطن بالتفاقها مع مكتب الإرشاد العالمي في المانيا ، لكن هناك اعتبرات اخرى ستعرقل هذا الاتفاق .
ويررى المراقبون أن أنظمة كالسعودية وتركيا وقطر والبحرين كلها معرضة لاهتزازات وعنف شديد، وهو ما لم يحدث بعد في الاردن، إن قوى عديدة اردنية وإقليمية لا مصلحة لها ) فضلاص عن النظام ذاته باستلام الإخوان زمام الامور في الأردن ، لقد سجل أكثر الأردنيون للإنتخابات المقبلة رغم ملاحظاتهم الشديدة على النظام ، كراهية لفخوان وبمثابة اقتراع طوعي ضدهم .