نعي فاضلة
ينعى المقهورون في هذا البلد إلى الشعب الأردني المغفور لها باذن الله نزيهة التي رافقت جميع الانتخابات النيابية في هذا البلد زورا وبهتانا.
لقد كانت المغدورة رحمها الله تُزيّن بالشفافية والحيادية والوقوف على مسافة واحدة من الجميع, وكان الجميع حكاما ومحكومين رؤساء ومرؤوسين يُطبلون ويزمرون ويزغردون لها وكأنها العروس التي يحلم بها كل فارس ومرشح.
لقد تلقت المغدورة نزيهة عدة طعنات في كل انتخابات ..... إلى أن ترنحت ولفظت أنفاسها الأخيرة في الانتخابات الأخيرة .... والتحقت بالرفيق الأعلى.
- طعنها أصحاب الساسة والسادة وصّناع القرار حينما جعلوا من نزيهة عطراً يرش على المزابل.
- طعنها المرشحون بمالهم السياسي حينما اشتروها بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيها من الزاهدين.
- طعنها الشعب حينما وضعوا نزيهة على الرف ووضعوا لأنفسهم معايير الغش والخداع في اختيار المرشحين ........ فاختاروا ابن العشيرة الذي يبصم بالحافر .... واختاروا الثعالب والذئاب ...... واختاروا الجهلة الذين يوافقون على ما لا يعلمون وما لا يفهمون ...... واختاروا من أرادوا الوجاهة وتصدر المجالس والصيت والشهرة والأبهة.
- اختاروا الرويبضة : وهو التافه الذي يتصدر ويتحدث بأمر العامة..... اختاروا من يبحث عن مصالحه ويساوم على مبادئه إن كان عنده مبادئ. ..... اختاروا من رفع الشعارات البراقة ..... فلبسوا الناس الخواتم وأوصلوهم إلى البحر وأرجعوهم عطشى.... اختاروا من لا ينفع الندم بعد اختيارهم.
- لقد تكالب على المغدورة نزيهة جمع غفير من الخاصة والعامة كما تكالب الأكلة على قصعتهم فأوسعوها ضرباً وإهانةً وإذلالاً .... فماتت مئات المرات قبل أن تُغسل وتُكفن ويُصلى عليها وتدفن في مدافن التاريخ .... لتصبح حديثاً للذكريات ....
فهل تبعث نزيهة من قبرها في الانتخابات القادمة؟