تشهد العاصمة عمان تراجعاً واضحاً في مستوى الخدمات والنظافة، والدليل على ذلك ما نشاهده من تراكم للنفايات في الحاويات وحولها لأكثر من يوم في اماكن تجمع الحاويات مما يشكل مكرهة بيئية وصحية ، الأمر الذي يؤدي الى تكاثر الحشرات والقوارض، بالإضافة إلى تشويه منظرها الجمالي، خاصة وان عمان كانت تعد من أكثر العواصم نظافة وجمالية.
قال المواطن معاوية البراري يزعجني الحديث عن تراجع مستوى النظافة في مدينة عمان حاليا لسببين : الاول أن عمان كانت تعد من المدن العربية والعالمية التي تشتهر بنظافتها والمشهود لها في هذا المجال، والثاني أن يصبح الوضع البيئي في مدينة عمان غير محتمل نتيجة المشاهدات اليومية لأكوام النفايات وتجمعاتها في الحاويات وما حولها، إضافة إلى عدم تنظيف الشوارع والساحات كما اعتدنا سابقا وتراخي عمال النظافة بأداء مهامهم إذ انه لم يشاهد عامل النظافة في منطقته لأكثر من أسبوع.
وأضاف البراري يجب أن تقوم أمانة عمان بحملات نظافة أو وضع خطة طوارئ لمنع اي تراجع نظافة مدينة عمان، مشيرا الى أن التبريرات التي تسوقها الأمانة غير مقنعة لتراجع النظافة، مبينا ان موضوع النظافة خط أحمر ومن أهم الخدمات التي تقدمها الأمانة فيجب أن تضع الخطط وتكثف الجهود لمواجهة النقص في العمال والآليات.
ويرى المواطن محمد الطاهات أن كل شخص شريك في مسؤولية النظافة في مدينة عمان فالكثير من المواطنين اتكاليين ولا يبذلون أدنى الجهد للمحافظة على نظافة الحي أو الشارع أمام منزله أو محله التجاري، وبالطبع فذلك لا يعفي أمانة عمان من تقصيرها في جمع النفايات ونقلها من الحاويات فالمواطن يدفع ضريبة مقابل ذلك تلك الخدمات وبشكل دوري.
بدوره قال مدير البيئة والنظافة في أمانة عمان الدكتور محمد العمايرة أن الأمانة قامت باستحداث محطة عين غزال التحويلية لتخفيف العبء على المناطق الشمالية والغربية وتقليل الجهد وتوفير المحروقات وتخفيف الضغط الهائل على محطة شرق عمان الرئيسية الأمر الذي ينعكس إيجابا على نظافة المناطق.
وأضاف العمايرة ان الأمانة تعمل على توفير آليات النظافة في المناطق التجارية المكتضة وتعزيز مواقع أخرى بحاويات ونش إضافية واستئجار رؤوس تريلات لنقل النفايات من المحطات إلى مكب الغباوي واستخدام آليات أخرى مثل القلابات والديانات في عمليات جمع ونقل النفايات.
وأشار العمايرة إلى أن رئيس لجنة أمانة عمان المهندس عبد الحليم الكيلاني قام بتغيير كوادر البيئة وإعادة الكوادر السابقة إلى مهامها واستكمال ما بدأت به في السابق حيث قامت الكوادر الجديدة باتخاذ إجراءات تصحيحية من شأنها معالجة الوضع المتردي وإعادة الأمور إلى نصابها.
وتسعى الأمانة إلى توفير آليات نظافة من عدة مصادر من القطاع الخاص والبلديات المجاورة وإعادة توزيع لحاويات الونش على المناطق التجارية المكتضة وتعزيز مواقع أخرى بحاويات ونش إضافية واستئجار رؤوس تريلات لنقل النفايات من المحط.
وفي سياق متصل قامت فرق أمانة عمان المتخصصة، حسب العمايرة، بازالة «300» هيكل مركبة مهجورة من شوارع العاصمة بعد تبليغ أصحابها كونها أصبحت تشكل مكرهة صحية وبيئية فضلا عن مظهرها غير الحضاري .
وبين ان عدد هياكل المركبات التي تم إزالتها منذ إطلاق المشروع العام الماضي بلغ «1200» مركبة شملت المركبات التي أزيلت من قبل أصحابها بعد توجيه الإنذارات الخطية لهم والأخرى أزالتها كوادر الأمانة ،حيث تم وضعها بالموقع الذي تم تخصيصه للغاية على طريق الحزام وبمساحة ثلاثة دونمات.
وكان رئيس لجنة أمانة عمان عيد الحليم الكيلاني قال في تصريح سابق انه تم وضع استراتيجية ورؤية و أولويات لإخراج أمانة عمان من عنق الزجاجة خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها الاقتصاد الوطني.
وأشار الكيلاني الى ان مدينة عمان لم تعد المدينة النظيفة والهادئة كما كانت منذ سنتين، مبينا ان في عمان حوالي 22 ألف حاوية، وما يخرج عن الخدمة يزيد على الألف حاوية، لأن بعضها لم يستصلح وهناك الكثير من الأمور السلبية التي طرأت حتى أصبحت عمان بهذا الشكل.