أخبار البلد -
زمان وفي طفولتي ، كنت أظن المسألة جدية وحقيقية ، كنت كثيرا ما أتساءل عن مصير الملعقة الذهب التي ولدت في فمي .
وقتها كانوا يخبروني بأنها مخبأة لي إلى حين أن أكبر .
لكن عندما كبرت ، عرفت بأنها مقولة مجازية لا أكثر ، وأنني عندما ولدت لم أملك في فمي شيئا حتى ملكت فيه لاحقا "لهاية" ضحكت على الجوع قبل أن تضحك علي.
أشغلتني تلك الملعقة كثيرا ، بنيت على بيعها أحلاما طويلة وعريضة ، وخلطت فيها آمالا مجنونة ، وجنحت عليها الى افق بعيد المدى ، وفي لحظة العقل والفهم والمنطق رمتني تلك الملعقة من سابع سماء لسابع أرض ، باحلام مكسورة الأضلع ، وآمالا مرضوضة ومخدوشة ، فقد أيقنت بأن الملعقة الذهب لا تولد في أفواه أمثالي .
قالوا لي لا يوجد أحدا يولد وبفمه معلقة ذهبية ، وأخذوا يقسمون ، ولكني ما صدقت ، اخذوني لقسم الولادة ذات مرة ، أطفال حديثي الولادة ، بحثت في الأسرة والغرف ، وبحثت في غرف الخداج ، في الخداج لم أجد معالقا ذهبية بل وجدت أحلاما مشوهة وبعض حقوق غير مكتملة النمو بعد .
لم أصدق المسالة فعلا ، إلا عندما ولدت ابنتي " سارة " ، فقد رافقتها من أول لحظات الولادة ، لا بسبب الحب والخوف وفرحة المولود الأول ، بل بحثا عن الملعقة الذهبية ، التي انهكتني بحثا وأرهقتني حلما منذ الصغر .
للعلم .. ولدت "سارة " أيضا بلا معلقة ذهبية ... وكيف لها ان تولد بملعقة ذهبية وأبيها ليس مسؤولا كبيرا في الدولة .
فالملاعق الذهبية بالنسبة لنا اساطيرا وخرافات ... ولهم ... حقا شرعيا بالوراثة .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com