أخبار البلد -
تمعن الولايات المتحدة في استخدامها لأداتها التي ولدت من جذور صهيونية وعلى يد المخابرات البريطانية وترعرعت بعدها في ظل المخابرات الأميركية من أجل الفتك بالإسلام والسيطرة على بلاد العرب والمسلمين، إنها الوهابية التي تتظاهر بالإسلام وتتجذر في حضن أعدائه، وتطلق المواقف والمفرزات العضوية التي تخدم مصالح الغرب والصهيونية والتي لن يكون آخرها تنظيم القاعدة، المؤسسة على فكر وهابي تكفيري يدعي السلفية وحقيقته نحر كل ما هو إسلام صحيح سلفي أو جديد.
لقد استعملت أميركا الأدوات الوهابية في أفغانستان لتحقيق المصالح الغربية ثم نقلت إلى العراق لتفتك بشعبه وتنشر ثقافة الفتنة الطائفية والتقسيم، خدمة للمشروع الغربي الصهيوني، ثم رحلت إلى شمال أفريقيا لتحقيق المصالح الأميركية عينها، وجيء بها اليوم إلى سورية حيث التزمت الوهابية بإنجاز ما عجزت الولايات المتحدة الأميركية عن تحقيقه بقوة السلاح وإعمالاً لإستراتيجية القوة الصلبة.. وفي الوقت الذي يطرح فيه المخلصون مخرجاً آمناً وحلاً سلمياً للأزمة في سورية تجاهر الوهابية وبوقاحة كلية بتعطيل ذلك، وتعمل على ضخ كل ما ينشر الإرهاب في سورية وتجهد السعودية وقطر في استجلاب الإرهابيين من أربع جهات الأرض لتزج بهم ضد الشعب العربي السوري الذي ارتكب (خطيئة) التمسك بحريته وقراره المستقل والمطالبة بحقوقه ورفض التبعية والاستسلام والانقياد لأميركا كما هو حال الوهابية. وقد كانت آخر إبداعات الوهابية الإجرامية النقل الآمن لإرهابيي القاعدة من اليمن إلى سورية عبر تركيا لمواصلة العمل والإجرام خدمة للمصالح الأميركية، وامتداداً للعدوان الأميركي على المنطقة في حلته البشعة الجديدة. والتي استدعت الاعتماد على الوهابية أيما اعتماد من أجل تنفيذ المهمات القذرة ضد العرب في أقطارهم كلها.
لقد ابتدعت أميركا التسميات الخادعة التضليلية لخوض هذه الحروب من قبيل (ثورة الأرز)... (الفوضى الخلاقة)... (ثورة الياسمين).. (الربيع العربي)... (مقاتلو الحرية).. وهو المصطلح القديم الجديد الذي سبق أن أطلقه رونالد ريغن الرئيس الأميركي على إرهابيي أسامة بن لادن وأتباعه الذين ذهبوا إلى أفغانستان خدمة لأميركا في أواسط الثمانينيات... وتطلقه الإدارة ذاتها اليوم على الإرهابيين الذين تزج بهم في سورية من أجل خدمة المصالح الأميركية ذاتها.
وفي السياق ذاته أيضاً وبأوامر أميركية وإشراف مباشر على التنفيذ كانت الخطة التآمرية الأخيرة التي نفذتها قطر والسعودية مع إرهابيي القاعدة في اليمن.. خطة قضت بنقل هؤلاء الإرهابيين من أوكارهم في أبين في اليمن إلى سورية لقتل أهلها وتدمير أركانها لترتاح إسرائيل وأميركا، انتقال يتم مقابل أموال تدفع إلى عوائل الإرهابيين تتجاوز عشرة الآلاف من الدولارات الأميركية فصلياً أو شهرياً أو مقطوعة بحسب الحال والأهمية.. صفقة لم يتبرأ منها أحد بل أكدها (طارق الفضلي القيادة القاعدي) على ما نقلت عنه صحيفة عدن الغد اليمنية.
خطة.. صفقة تتقاطع مع ما تم في ليبيا مؤخراً وبإشراف أميركي وتنفيذ قطري.. حيث قام عبد الحكيم بلحاج قائد مرتزقة الناتو في طرابلس بالدخول العلني برفقة رئيس الأركان القطري إلى البنك المركزي الليبي ووضع اليد على ما يزيد على 80 مليون دولار لتمويل الأعمال الإرهابية التي تنفذها القاعدة في سورية.
أعمال وسلوكيات تنفذ دائماً عملاً بالأمر الأميركي والواجب المنحرف عن الشرع الحنيف والذي حدده قائد الإرهابيين أيمن الظواهري والساعي مؤخراً إلى تحويل لبنان قاعدة إرهاب واسعة للنيل من المقاومة التي هزت إسرائيل ولإمداد الإرهاب في سورية للنيل من النظام المقاوم فيها.
لقد باتت الوهابية في العالم العربي والإسلامي الأداة الأميركية- الصهيونية الأساسية للنيل من خصوم أميركا ولنشر الفوضى الخلاقة التي اعتمدتها إستراتيجية لها، ولإيصال حكام دمى وأدوات إلى سدة الحكم في تلك البلدان كما هو الحال اليوم في مصر مع حكم الإخوان وممثلهم محمد مرسي، وكما تطمح أن تحققه في سورية وسواها من بلدان عربية، ولكن الوهابية وسيدها الأميركي- الصهيوني، تعامت عن واقع وحقيقة ثابتة، هي أن سورية ليست كسواها، وإن كان لها نجاح مؤقت ما في بعض الساحات فإن سورية ستكون مقبرة لأحلامها وللطموح الأميركي مهما كان ثمن المواجهة باهظاً وها هو الميدان والمتغيرات الدولية وسواها تؤكد للمجرمين خطأ حساباتهم ورهانهم، ولن تفيدهم سيدتهم أميركا في تغيير هذا المسار والنتائج.