أخبار البلد -
تعددت الروايات التي تتحدث في الأردن عن إستقالة حكومة الرئيس فايز الطراونه بعد الضجة التي أثارتها مؤسسة القصر الملكي عندما تدخلت لتجميد قرار برفع أسعار المحروقات وكذلك عن خلفيات هذا القرار أصلا.
وجاء في تحليل إقتصادي أن سبب رفع أسعار المحروقات أصلا تمثل في السعي لتدبير رواتب القطاع العام في شهر أيلول المقبل بعدما وصلت الخزينة لوضع سيء للغاية تطلب رفع أسعار المحروقات.
ووفقا للمحرر الإقتصادي سلامه درعاوي فقد تأخرت المساعدات العربية الإستثنائية التي كان ينبغي أن تصل للبلاد ودخلت السنة المالية في ربعها الأخير والحاجة ملحة لتدبير الرواتب , الأمر الذي تطلب رفع أسعار المحروقات.
ويبدو حسب الدرعاوي أن بعض الوزراء في الحكومة ليسوا بصورة قرار رفع أسعار المحروقات الذي تسبب عمليا بإسقاط شرعية الحكومة وسرعة البحث عن بديل لها.
ووفقا لما نقلته الرأي عن بعض احاديث المسؤولين في كواليس صالوناتهم، فشهر ايلول سيكون قاسيا على الخزينة التي ستواجه ضغوطات مالية قد تكون الاخطر في العقد الاخير، ولم يعد خافيا على احد ان وزارة المالية تواجه مأزقا شهريا في توفير اجمالي الرواتب الشهرية للعاملين لديها والبالغة 75 مليون دينار تقريبا في الشهر الواحد، فهناك نقص كبير وتزداد قيمته شهرا بعد شهر.
ولذلك وجدت الحكومة نفسها مضطرة لاتخاذ قرار رفع الاسعار لتوفير ما يقارب ال100 مليون دينار اضافي حتى يتسنى لها رصد كامل مخصصات الرواتب التقاعدية والعادية لجميع العاملين في القطاع العام.
وعمليا تعتر ف صحيفة الحكومة الأبرز عبر هذا الرأي بتأخر المساعدات والوضع المقلق للخزينة العامة, الأمر الذي طالما أخفته الحكومة وتحدث عنه الكثير من المراقبين.
وسبق لمصادر مطلعة ورسمية أن قالت لـ(القدس العربي) بأن دفعات المساعدات السعودية تأخرت لعدة مرات منذ شهر آذار الماضي لكنها لم تصل بعد رغم دخول الجميع في الأسبوع الأول من شهر أيلول.
ومن الواضح أن أزمة الخزينة المالية ستفرض تداعياتها على إستقرار الحكومة الحالية التي تضم فريقا إقتصاديا كلاسيكيا ومحافظا برئاسة وزير المالية سليمان الحافظ.
ويبدو ان كواليس المشهد تشير إلى أن تأخر مساعدات سعودية حصريا يلقى بظلاله على الواقع السياسي الأردني وفقا ما يمكن تلمسه من خلفيات تقرير تنشره صحيفة مثل الرأي تعبر بالعادة عن الإتجاهات الرسمية.
وفي غضون ذلك تعددت الأراء حول إستقالة حكومة الطراونه فقد سخرالناطق الرسمي بإسم هذه الحكومة سميح المعايطة عبر شاشة تلفزيون الحكومة من الأخبار والتسريبات التي تحدثت عن إستقالة وزارة الطراونه وقال بأن حكومته إستقالت عبر وسائل الإعلام عدة مرات خلال الـ36 ساعة الماضية.
وكانت صفحة على الفيس بوك تحمل إسم دائرة المخابرات العامة قد نشرت خبرا عاجلا الإثنين قالت فيه بان حكومة الطراونه قدمت إستقالتها.
ولم يستنى التأكد رسميا من مضمون خبر هذه الصفحة لكن عدة وسائل إعلام محلية تواصل حملتها تحت عنوان الحديث عن تغيير وزاري وشيك.