ثارت الاحداث التي شهدتها اربد عشية ليلة العيد من مشاجرات طالت العديد من مناطقها وشوارعها تساؤلات عديدة، شكلت إحدى المواضيع التي أثيرت في حوارات العيد، لما لها من تماس مباشر بقضايا ومعاملات المواطنين اليومية .
وقال محافظ اربد خالد ابو زيد، ان الحاكمية الادارية لن تتهاون في اتخاذ الاجراءات الادارية الرادعة بحق كل من تسول له نفسه الاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم وترويع امنهم، مشيرا الى انه سيتم تحويل المتسببين بالاحداث والمشاجرات التي حدثت خلال الايام الماضية الى المحاكم المختصة لينالوا عقابهم وفق القانون بعد انتهاء التحقيقات الامنية معهم.
ولفت الى انه تم القاء القبض على عدد كبير من المتسببين بهذه المشاجرات والمشاركين فيها،مشيرا الى انه وقعت خلال الايام القليلة الماضية 22 مشاجرة مختلفة في انحاء متفرقة من المحافظة نجم عنها اكثر من 30 اصابة غادرت جميعها المستشفيات بعد تلقي العلاج اللازم.
وكان مواطنون أبدوا قلقلهم البالغ إزاء ما يحدث من مشاجرات دموية اختلطت فيها الاسلحة البيضاء باصوات الرصاص من قبل مجموعة او نفر خارج عن القانون نتيجة التغاضي عن بعض المخالفات، ما أدى الى إستباحة اصحاب الاسبقيات والقيود المتخمة بالقضايا الجنائية والجرمية حرمة الشوارع والمحال التجارية وترويع المواطنين وتحويل فرحهم باستقبال العيد الى كابوس ظل يلاحقهم خلال ايامه، فالمشهد الذي عايشوه كان اكبر من تصوراتهم وخيالهم بمجرد مشاجرة محدودة سرعان ما تنتهي بتدخل العقلاء او الاجهزة الامنية.
ورأى مواطنون آخرون،ان التغاضي عن تلك المخالفات اغرت هذه الفئة التي استمرأت العبث بامن المواطنين وترويعهم والتطاول على القانون واستباحة ما يحلو لها دون اكتراث بالعواقب، لان النتائج معروفة سلفا بتدخلات تحت اكثر من عنوان تفضي بالنهاية الى عدم وجود الرادع الحقيقي والفعلي وهو ما اغرى اخرين بتقليدهم واتساع حلقة العنف.
وطالب مواطنون وتجار كانوا الاكثر تضررا من هذه الاحداث اتخاذ اجراءات قانونية وعقابية رادعة بحق هذه الفئة، ومن بينها التشدد في العقوبات وعدم المساواة بين الجناة والضحايا في مثل هذه المشاجرات.
ودعوا الى التفريق بين التعامل مع الحراكات المطلبية السلمية بسياسة امنية ناعمة وبين الاعتداء على الاخرين كحوادث ترقى الى حد الجريمة، تتطلب تعاملا امنيا خشن رادع الى جانب الابتعاد عن اي وساطات او تدخلات تتيح اخلاء سبيلهم وتركهم احرارا يفعلون كما يشاءون دون وازع او رادع.
وأشار رئيس غرفة تجارة اربد محمد الشوحة الى ان القطاع التجاري تضرر بشكل كبير من هذه الاحداث بعد حالة الهلع والذعر التي اصابت المواطنين واجبرتهم على العودة الى منازلهم، دون ان يحصلوا على متطلبات العيد امام حالة من الشلل التام اصابت اسواق المدينة التي اضطرت لاغلاق ابوابها درءا لامتدادات المشاجرات الى داخلها، كما حصل في بعض المحال من مشاهد اعتداء وتحطيم محتوياتها والاعتداء على اصحابها دون ذنب.
وكان محافظ اربد خالد ابو زيد ترأس أمس في مديرية شرطة اربد بحضور مدير الشرطة العميد عبد الوالي الشخانبة ورئيس بلدية اربد الكبرى ومدراء الاجهزة الامنية ورئيس غرفة تجارة اربد محمد الشوحة، إجتماعا تم الاعلان في نهايته عن تنفيذ خطة مكثفة على ازالة هذه المظاهر وتوفير الغطاء الامني الكافي لها تبدأ صباح اليوم الخميس حتى اشعار اخر.