الأردن طلب من خالد مشعل التدخل وإقناع الإسلاميين بعدم مقاطعة الإنتخابات !
- الإثنين-2012-07-23 | 09:47 am
أخبار البلد -
اخبار البلد_ يصر الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي الشيخ حمزة منصور على إظهار الجزء الذي لا يكتفي بصناعة الأزمة في
حركة الأخوان المسلمين بل يسلط الضوء على تلك الحلقة التي تقترح مخرجا
للأزمة المستعصية في البلاد حاليا تحت عنوان قانون الإنتخاب .
منصور وفي حديث تلفزيوني قبل 24 ساعة فقط
من حفل الإفطار الرمضاني الضخم الذي أقامته حركة الأخوان المسلمين في
العاصمة عمان قدم على الهواء مباشرة وفي برنامج بثته فضائية رؤيا المحلية
{حلا مقترحا} يوحي بأن الإسلاميين مستعدون له تماما وفورا ويمكنهم قبوله
.
المقترح بسيط والرسالة للقصر الملكي مباشرة
وتقضي بتشكيل حكومة {إنقاذ وطني} يترأسها شخص محدد أعلن منصور بأن
الحركة الإسلامية تقبل به رئيسا إنقاذيا للوزراء وهو الرئيس أحمد عبيدات
رمز الدولة الأبرز في شارع المعارضة اليوم ورئيس الجبهة الوطنية للإصلاح.
وجهة نظر الشيخ منصور الذي ألقى هذه
القنبلة الدخانية في أرجاء الإستعصاء السياسي أن يكلف القصر الملكي
عبيدات بتشكيل وزارة إنقاذ وطني والرجل ألمح مسبقا بأن الحركة
الإسلامية مستعدة للمشاركة بحكومة من هذا النوع تكلف بحماية البلاد
وتأمين مصالحها في الوقت الذي يشهد فيه الملف السوري تقلبات حادة جدا
وحساسة وخطيرة في بعض الأحيان.
عمليا مثل هذا الإقتراح يشكل مخرجا منطقيا
للأزمة فعبيدات ليس معارضا مرفوضا بل قد يكون المعارض الوحيد الذي يدافع
بشراسه عن النظام ويطالبه بإصلاح نفسه والإستيقاظ وهو بكل الأحوال مقبول
من كل الأطراف بما فيها القصر الملكي الذي فكر به مرارا رئيسا للهيئة
المستقلة لإدارة الإنتخابات قبل إصراره- أي عبيدات – على الرفض.
وعليه يمكن إعتبار نصيحة الشيخ منصور بمثابة
بالون إختيار لنوايا مؤسسة القرار بحل أزمة الإستعصاء الحالية حيث تصر
الدولة على قانون الصوت الواحد وترفضه جميع القوى الأساسية والسياسية بما
فيها عبيدات وجبهة الشيخ منصور .
وأغلب التقدير أن إقتراحا من هذا النوع لا
يمكن لمنصور أن يطرحه علنا إلا بعد إستعراضه مع الرئيس عبيدات الذي يطالب
به عمليا الشارع منذ أكثر من عام لإحتواء أزمة الحراك وتأمين إنتقال سلس
للبلاد في مرحلة الربيع العربي .
وهو أيضا إقتراح لا يمكن عبوره عبر وسائل
الإعلام بدون دراسته في بيت القرار المركزي في مطبخ الأخوان المسلمين وإن
كان بعض خصوم الحركة الإسلامية يؤكدون اليوم بأنها هي المأزومة وليس
مؤسسة النظام بعد إعلانها قرار مقاطعة الإنتخابات المقبلة .
نائب بارز في البرلمان قال للقدس العربي بأن
الأخوان المسلمين صعدوا للشجرة بقرار المقاطعة المتسرع ويخططون اليوم
لتفريغ أزمتهم الداخلية بإقتراحات غير معقولة من طراز تشكيل حكومة إنقاذ
وطني وتحديدا برئاسة عبيدات وهو إقتراح لو تم قبوله لبرزت بادرة مضللة
وقوية على ضعف النظام.
لكن الإقتراح برأي مراقبين تكتيكي وإن كان
يصلح لكي ينزل الجميع عن شجرة الإستعصاء فمؤسسة القرار متخندقة تماما خلف
قانون الصوت الواحد والأخوان المسلمون إستبقوا الأحداث وقرروا مقاطعة
الإنتخابات بعد أيام فقط من تدخل الزعيم السياسي لحركة حماس خالد مشعل
لصالح خيار المشاركة في الإنتخابات .
مشعل نصح رفاقه في النسخة الأردنية من
الأخوان المسلمين بالمشاركة في الإنتخابات بعدما طلب منه خلال إستقباله
الأخير في القصر الملكي التدخل لإقناع الإسلاميين بإظهار المرونة والمشاركة
في الإنتخابات.
مشعل ووفقا لمقربين منه حاول أن لا يتدخل
لكنه تحدث للطرفين فطلب من الجانب الرسمي تسهيل الأمور وتغيير قانون الصوت
الواحد وطلب من الإسلاميين التريث وعدم إستعجال مقاطعة الإنتخابات.
ومن هنا حصريا تكتسب نصائح الشيخ منصور
أهميتها فهي تأتي بعد جولات متتالية من الإتصالات في الكواليس بين أجهزة
الدولة والإسلاميين إنتهت كلها للفشل في التوافق على قانون جديد
للإنتخاب يتجاوز قاعدة {الصوت الواحد}.
وهي جولات حصل بعضها مع مقربين من القصر
الملكي وبعض وزراء الحكومة وعبر دائرة المخابرات العامة وعبر وساطة خالد
مشعل لكنها إنتهت بأن ظلت الأزمة المحلية المفتوحة على كل إحتمالات
التوتر قائمة فالدولة مصرة على الصوت الواحد خوفا من الإسلاميين
والأخوان المسلمون اعلنوا المقاطعة وعملوا عليها بالتعاون مع عبيدات.
لذلك تبدو المحاولة الأخيرة المعلنة مساء
السبت للشيخ منصور محاولة جدية لتوفير ملاذ يرضي جميع الأطراف فإقتراح
الإستعانة بعبيدات ممكن وواقعي وليس من المستحيل تنفيذه خصوصا إذا وافقت
مؤسسة القصر الملكي على التضحية ببعض الرموز التي ستطرد مركزيا وتلقائيا من
المباراة إذا دخل عبيدات أرض الملعب .