اخبار البلد_ لا تزال القصص والحكايات التي تروى عن
وزارة الصحة والترهل الاداري الموجود فيها تعتبر الهم الاول لكل موظف في
الوزارة لان التجاوزات التي يرتكبها البعض اصبحت تشكل عائقاً كبيراً في وجه
التقدم والرقي بعمل هذه الوزارة المهمة التي يجب اختيار موظفيها بعناية
لانهم مؤتمنون على سلامة وصحة المواطن فلا مجال للاختيار العشوائي
والانتقائي في مثل هذه الوزارات .
ولكن ما يحدث ان كثير من التجاوزات لا
تزال ترتكب في اروقة الوزارة وخاصة فيما يتعلق بالمكآفات والاعطيات التي
تمنح لبعض الموظفين والمستشارين في مكتب الوزير والتي اصبحت تصرف شهرياً
لهم لتتحول الى راتب شهري وليس مكآفاءة , فالطبيعي ان تصرف المكآفاءة لاحد
الموظفين لقيامه بعمل مميز وبذله جهد اضافي استحق ان يكافأ عليه ليعطي
ويقدم المزيد لوزارته , اما ان تصبح تلك المكافآت وسيلة لارضاء هذا او ذاك
وتصرف كل شهر وليش شهراً واحدا فهذا الامر يحتاج الى تدقيق ومراجعة من قبل
المعنيين في الوزارة .
فكما هو معروف ان الاوضاع الاقتصادية
في المملكة متراجعة هذه الايام لذلك قررت الحكومة التقشف في مصاريفها ولكن
لماذا لم يصل هذا التقشف الى وزارة الصحة لتمنع تلك الاعطيات المتكررة التي
ترهق الوزارة وتزيد نفقاتها دون وجه حق . اضافة ان صرف تلك المكافآت لبعض
المتنفذين والموظفين المحظوظين , تخلق نوع من الضغينة وعدم الارتياح بين
الموظفين المحرومين من هذه الميزات ليس لتقصيرهم في اداء العمل ولكن لانهم
غير مدرجين في جدول المكآفات الذي اصبح يخص اشخاص معينين ويصرف لهم بشكل
دوري .
شكاوى كثيرة وتجاوزات يتحدث عنها موظفو
الوزارة , ويتمنون ان تلقى نداءاتهم ودعاوتهم لمحاربة الفساد آذاناً
صاغية لدى المسؤولين بوزارتهم لان الاصلاح دائما يأتي من الداخل واذا لم
ترمم وزارة الصحة التشوهات والاخطاء التي تعاني منها , ستزداد الاوضاع
سوءاً وستكثر التظلمات والشكاوي التي تخلق بيئة عمل غير صحية مليئة
بالكراهية والحقد على من يظلم ويعتدي على حقوق الموظفين .
حتى ان البعض يستغرب الابقاء على مستشارين
كبار في السن ليس لهم عمل فعلي بالوزارة , الا انهم يتقاضون رواتب مرتفعة
فقط لمسمى وظيفة مستشار اضافة لوظيفته الاساسية اي انهم يتقاضون راتبين ,
بينما يبقى الاف الشبان والخريجين ينتظرون دورهم للتعيين ولكن دون جدوى ,
فهل تحتاج ووزارة الصحة لهذا العدد من المستشارين ؟ وهل يتم الاستفادة من
عملهم ام انهم يزيدوا مصاريف الوزارة دون مبرر ؟؟ اسئلة يجب ان يتمعن بها
كل مسؤول في الوزارة ويحاول ايجاد حلول لها في هذه الظروف الصعبة التي
تمر على المملكة وتحتاج من الجميع وقفة حقيقية في وجه محاربة الفساد
والمفسدين .