امين الراميني
على أرض الدوحة، وتحت سماء قطر، يقف المنتخب الوطني الأردني بثبات الجبال، بعزيمة ما بتنكسر، وبقلب ما بيعرف الخوف. مباراة مصيرية، بوابة نهائي، خطوة بتفصل المجد عن الانتظار، والليلة اسم الأردن مكتوب بحبر النار.
النشامى داخلين المواجهة وهم متسلحين بإرث قديم صنعه رجال لبسوا القميص بكرامة،
وبإرث جديد كتبه هذا الجيل بإنجاز تاريخي:
أول منتخب عربي يشق طريقه لكأس العالم ويكسر كل التوقعات.
غياب يزن النعيمات؟
نعم، موجع… لكن ما هو نهاية الحكاية.
ربنا يشافيه ويقومه بالسلامة،
واليوم البديل جاهز، والروح واحدة،
لأن هذا المنتخب مش لاعب واحد
هذا منتخب أمة كاملة.
كل لاعب نجم،
كل اسم لامع،
كل قميص قصة،
وكل دقيقة قتال.
اليوم تزأر الأسود في سماء الدوحة،
وزئيرها واصل من القرى، من البوادي، من المدن، من المخيمات،
من كل بيت أردني رفع الراية وقال:
نحن معكم… للآخر.
الجماهير زاحفة،
القلوب موحدة،
والأردن كله — ملكًا وشعبًا — صف واحد خلف النشامى.
الساعة الثامنة والنصف مساءً بتوقيت عمّان
العين على الملعب،
والدعاء في السماء.
إن فاز الأردن؟
نقولها من القلب قبل اللسان:
ألف مليون ترليون مبروك يا نشامى.
وإن خسر الشقيق السعودي؟
نقولها برجولة العرب:
هاردلك… هذه كرة قدم، لكن اليوم كلمتنا أردنية.
ومع نزول الغيث…
ننتظر فرحين:
فرح المطر،
وفرح الانتصار — إن شاء الله.
اليوم ما في أعذار،
ولا في تراجع،
ولا في خوف.
اليوم…
الأردن حاضر
والنشامى جاهزين
والتاريخ يفتح بابه.
دقّوا الطبول…
ارفعوا الرايات…
خلّوا الدنيا تعرف:
هنا الأردن.
وهنا الأسود.
وهنا لا يمر إلا الأقوى.