أخبار البلد -
اخبار البلد
"ع السكين يا بطيخ" عبارة تتردد كل صيف، لا يفسد من رنّتها سكين الغلاء تحزّ رقبة جيوب مواطنين يمرّون عابرين بعرائش بطيخ تنتشر كـ"ظاهر الوشم في باطن أرصفة الشوارع".
"حلو مثل العسل يا بطيخ"، شعار آخر رفعه أحد البائعين لعلّه يعلو في زمن تساقطت فيه الكثير من الشعارات والسياسات، وصار حالها مثل حال البطيخ، بحاجة إلى إعادة تلميع!
زيارة عاجلة لعرائش فاكهة الصيف التي نجح أصحابها بإقامتها وفق شروط أمانة عمان الكبرى نفسها، ودون كثير تعديل، بعدما نفّذوا إضرابا في سوق الخضار المركزي، تكشف أنّها تعاني كساداً. ووجوه البائعين تشي بالحال، وتلّ البطيخ اعتراه ذبول الانتظار الطويل، الذي لا تفيد في وضع حد له لا الشعارات، ولا حتى وصفة مجرّبة من البنك وصندوق النقد الدوليين.
رواد عرائش البطيخ عادة من عامة الناس، أولئك الذين لا يتناولون وجباتهم في المطاعم الفخمة، أو يأكلون ما شاؤوا من الحلوى وأنواع الفواكه التي لا تمرّ ببال موائد الفقراء.
وكثيراً ما تتحول البطيخة في بيوت المواطنين العاديين إلى وجبة كاملة يجري تناولها مع الجبنة والخبز، فيكونوا ضربوا عصفورين بحجر واحد: تناول الفاكهة مع انقضاء وجبة ضرورية.
الوضع الاقتصادي سيء، والحكومة الجديدة لا يتذوق أعضاؤها من البطيخ إلاّ "حزاً" في كل موسم، بذا يصعب عليها أن تتبيّن أهمية البطيخ للناس..جلّ الناس.
وبعرف كثيرين، ليس مهماً أن تعشق الحكومة البطيخ أو تمقته، المهم ألاّ ترفع أسعاره المرتفعة أصلاً، سواء بزيادة أثمان المحروقات أو رفع تعرفة الكهرباء، كون عرائش البطيخ تضاء طيلة الليل بانتظار زبائن حتى لو أتوا متأخرين جداً.
كساد في سوق البطيخ، ونقص سيولة لدى المواطنين، لم يمنع بائع من أن ينده: "ع السكين يا بطيخ"..نعم ع السكين!
ويجيبه بائع آخر منوّعاً مناداته: بطيخ على الفحص..على الفحص الشامل يا بطيخ.
إنّه موسم البطيخ..أليس كذلك؟