أخبار البلد -
اخبار البلد_ طلبت شركة العبدلي للاستثمارات من وزارة الزراعة إزالة 750 شجرة حرجية
معمرة، بعضها مضى عليه 80 عاما وجزء منها من نوع "واشنطونيا"، والتي تعترض
إقامة أبنية عملاقة للشركة في موقع القيادة العامة بقلب العاصمة في القطع
"792- 798"، حوض رقم 14 اللويبدة الوسطاني من أراضي عمان من أجل انجاز
المرحلة النهائية من مشروع بوليفارد العبدلي.
وطلب إزالة الأشجار مطروح أمام مجلس الوزراء بعد مخاطبات وزارة الزراعة
لاتخاذ القرار اللازم حول إزالة هذا العدد الكبير من الأشجار المعمرة.
وفي مخاطبات رسمية حصلت "السبيل" على نسخة منها تم مخاطبة وزير الزراعة في
26 /4 /2012 بما مضمونه "إنه بالإشارة إلى مشروحات وزير الزراعة على كتاب
رئيس الوزراء، والمتضمن بيان الرئاسة حول إجابة الوزارة على الطلب المقدم
من شركة العبدلي إزالة أشجار تعترض البناء في موقع القيادة العامة وبعد
دراسة الطلب تبين هناك موافقة مسبقة وبعد الاستئناس برأي المساعد للحراج
ومدير الإعلام الناطق الاعلامي للوزارة".
وأضاف البيان: "نرجو أن ننسب بالموافقة على إزالة الأشجار الحرجية المراد حسب المخطط، وان يتم ذلك ضمن الاسس والأنظمة المتبعة".
لكن وزير الزراعة أحمد آلـ خطاب خاطب رئيس الوزراء طالبا إعادة النظر
بالتصاميم واتخاذ ما يلزم من أجل الحيلولة دون إزالة الأشجار المعمرة فيها
والتاريخية حفاظا عليها.
في نفس الوقت، كان وزير زراعة سابق قد وافق على إزالة 650 شجرة ونقل 50
أخرى من نوع "واشنطونيا" ما قدره الوزير آنذاك بما مقداره 200 طن حطب مخلوط
على أن يتم العمل تحت إشراف موظفي الحراج، بحسب موقع دائرة مراقبة
الشركات.
وشركة العبدلي للاستثمار والتطوير التي طلبت إزالة 750 شجرة عملاقة معمرة
سجلت العام 2004 برأس مال 168 مليون سهم موزعة ملكيتها على مؤسسة موارد 81
مليون سهم وبالمقدار نفسه لشركة الأفق العالمية للتنمية والتطوير و6 ملايين
سهم لشركة العقارات المتحدة (الأردن).
وشركة الأفق العالمية للتنمية والتطوير البالغ رأسمالها مليوني سهم مملوكة
بالكامل للشيخ بهاء الدين بن رفيق بن بهاء الدين الحريري، فيما تظهر سجلات
دائرة مراقبة الشركات أن شركة العقارات المتحدة والبالغ رأسمالها 35 مليون
سهم، مملوكة لأربعة مساهمين اعتباريين هم؛ شركة العقارات المتحدة وجنسيتها
كويتية وشركة الخليج للتأمين وهي كويتية أيضا، بالإضافة الى بنك الخليج
المتحد وجنسيته بحريني وشركة مشاريع الكويت الاستثمارية لإدارة الأصول–
كامكو، وجنسيتها كويتية.
ومن الجدير ذكره أن مصادر في وزارة الزراعة أكدت لـ"السبيل" وجود حملات
لإزالة تجمعات الأشجار، حيث طلبت أمانة عمان إزالة 1.072 شجرة عملاقة عن
طريق شارع الجامعة الأردنية، مقابل مستشفى الجامعة الأردنية لتوسعة الطريق،
وتنفيذ مشروع الباص السريع، كما تقدمت شركة "جاما" التركية المنفذة لمشروع
جر مياه الديسي إلى عمان بطلب لقطع نحو 400 شجرة على جانب طريق المطار من
الجيزة حتى دوار ناعور، ومن دوار ناعور لمنطقة دابوق أعمارها تتراوح ما بين
20 و40 سنة، واكتملت ما اعتبرها البعض هجمة على الأشجار من قبل شركات
عملاقة وجهات حكومية، إذ تم إيقاف إزالة 2200 شجرة من غابات برغش لإنشاء
كلية سانت هيرست.
يشار الى أن رئاسة الوزراء أكدت في كتاب رسمي سابق بعثته إلى عدة جهات
حكومية أبرزها وزارات الشؤون البلدية والمياه والري والأشغال العامة وأمانة
عمان الكبرى بالحفاظ على الثروة الحرجية، كون مساحاتها وأعدادها محدودة
جدا.
وشدد الكتاب على ضرورة التنسيق الكامل مع وزارة الزراعة، وإشراك مندوب عنها
عند دراسة العطاءات لأي مشروع يتطلب إزالة أشجار حرجية، لتفادي إزالتها،
على أن يتم رصد المخصصات المالية اللازمة ضمن العطاءات لإعادة زرع شجرتين
مقابل كل شجرة يتم إزالتها أو تحويل هذه المبالغ لوزارة الزراعة/ دائرة
الحراج لإعادة الزراعة بعد الانتهاء من تنفيذ هذه المشاريع.
يشار الى ان مساحة الأراضي الحرجية والغابات الطبيعية في البلاد تبلغ
مليوناً وثلاثمائة ألف دونم، فيما لا تتجاوز المساحات الخضراء 1 في المئة
من المساحة الإجمالية للمملكة.