بقلم
لقد تردى أبناء الأمة في كل جوانب الحياة ، وخاصةً في مقوماتهم الأساسية كدينهم ، ولغتهم ...
فقد أنتشر الجهل في الدين وتصدر دعاةُ الضلالة يفتون بغير علم ولا سراج منير ، وهذا مصداقُ حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم _ أخرج البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )) .
فإنَّ الساحة تَعُجُّ بهم كما تعجُّ ( الرِّمةُ بدودها ) ، فمن جراء فتاويهم المعوَجَّة سُفِكَتْ الدماء ، وانتهكتْ الأعراض ... ورحل الأمن عن الأوطان .
ولكنَّ الله حافظٌ دينَه ، قال تعالى : ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون ))
.
والله مبقٍ لطائفةٍ تذُبُّ عن الحقِّ بسيوف العلم ، ورماح البراهين
وهذا مصداقُ قول رسولنا – صلى الله عليه وسلم – في الصحيحين من حديث معاوية – رضي الله عنه - قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (( لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ )) .
فقد قَيَّضَ اللهُ رجالاً طَلَّقوا الدنيا وشَمَّروا عن ساعد الجد في الذَّبِّ عن عماد هذه الأمة ، ومن أراد أن يعرف مدى هذه الجهود العظيمة ، فلينظر الى جهود علماء الأمة من بدء فجرها إلى يوم الناس هذا خاصةً ( علماء الحديث ) ، فقد كتب في جهودهم العلامة ربيع بن هادي المدخلي ( مكانة أهل الحديث ) سلّط الضوء على على ما قاموا به من حراسة هذا الدين ، فالناس تبعٌ لهم ....
فعلى مرِّالعصور والأعداء يتربصون بمقومات هذه الأمة العظيمة ، حتى يتسنى لهم الولوج الى جسدها ونخره من جهازها العصبي ، الذي ان نُخِرَ وقعتْ في الوحل وفي الحضيض ، كما نرى هذه الايام العصيبة ، الا من رحم الله من المتمسكين بمنهج السلف الصالح في العقيدة والاخلاق ...
ومن مداخل أعداء الأمة للولوج الى النخر في هذه المقومات ، ما نراه هذه الأيام من حملات مسعورة على لغتناالعربية الفصحى التي دوَّن بها أجدادُنا تاريخَنا وتراثنا :( عقائد ، وفقه ، وأشعار ) ، ومن مظاهر هذه الحملة المشبوهة المسعورة ( الدعوة الى العامية ) خاصة في الشعر ، فقد أُنْفقِتْ الأموال الطائلة على محافلَ تهتمَّ وتنشرُ الشعرَ العاميَّ ، وأصبحَ جُلُّ إهتمامِ شبابنا هو هذا النوع من الشعر الركيك الذي يوسِّع الهوَّةَ بينهم وبين لغتهم الأم التي نزل بها الوحيُ ودُوِّنَتْ بها السنةُ الغراءُ ، وسُطّرَتْ بها أشعارُ العرب ، ومن هذه المحافل التي ظهرتْ بظهور المحطات الفضائية ( شاعر المليون ) وبعض المسميات الأخرى ، فهذا البرنامج كم من الأموال تُصْرَفُ عليه ،وله لِبَثِّ ( ركاكته ) و ( هَشاشتِه ) بين الشباب ؟!!!
فيُريْدون أن تقومَ لهم عُكاظُ وذو المجاز ، ومجنة ...!!!
ووضعوا لسوقهم الحادث بعضَ من لا يُعْرَفُ بتمكنٍ أو رسوخٍ في لغتنا العربية الفصحى وفنونها ، وأشغلوا أنفسهم ، وأشغلوا شبابنا
والفصحى تبكي وتنوح على ما حلَّ بها من أبنائها ، أن أداروا لها ظهرها ، وعكفوا على ( العاميَّةِ ) يرفعون من شأنها ، ويبجِّلونها بما يقومون به من إعمار محافلها ومحطاتها ...حتى أن الشباب المغرر به ليجعل في ( هواتفهم ) النقالة شعر هؤلاء ، مفتخرين ، ومعتزِّين بهذا الأمر ...!!!!
فيا حسرةً على ما حلَّ بهذه الأمة ، ومنها اللغة العربية الفصحى !!!
فقد كان أساطين علماء اللغة يحافظون على لغة القرآن ولغة دواوين الشعر العربي ، لأنهم يرون ذلك من خدمة الدين ومن خدمة تراثنا العظيم ، ومن جهودهم ... ،أنهم حاربوا العاميَّة حفاظاً على الفصحى ..ومن صور محاربتهم للعامية ، الكتب التي ألَّفوها في التصدي لتسرب العامية واللحن الى الفصحى :
1- ما تلحن به العوام : للكسائي
2- ما تلحن به العامة : لأبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب
3- لحن العامة : لأبي عبيدة
4- البهاء فيما تلحن فيه العامة : للفرَّاء
والكتب كثيرة في هذا الباب من جهود علمائنا في التصدي لتسرب اللحن والعامية الى الفصحى العظيمة ،ولكن الفرق بيننا وبين علمائنا السابقين ، أنه لم يكن للعامية في زمانهم ( محافل ومحطات ) وقائمون عليها وجيوش تدافع عنها ، بل كان سبب ذلك إختلاط العرب مع الاعاجم ، وتوَلُّد بعض الألفاظ المستهجنة ، فَشَمَّروا عن ساعد الجدِّ للدفاع عن اللغة التي كلُّ تاريخ هذه الأمة دوِّنَ بها ، فكيف لو رأوا ما نرى من أناس تصَدَّرُوا لحمل راية العاميَّة ، والذَّبِّ عنها واحتقار الفصحى ؟!!!!
ومن شؤم هذه الحملة المسعورة في نشر العامية في أوساط شبابنا ، عزف الشباب عن الفصحى ، بل يتفَكَّهون ويستهزؤون بمن رأوه يتكلم الفصحى أو يدعو الى نشرها وتبيان فضائلها !!
فتجد شبابنا يحفظون لزيد وعلَّان من شعراء العامية ، ولا يكاد يحفظ لعمالقة الأدب العربي سواءً القدماء أو المعاصرين ... ناهيك عن معرفة وتفسير الشعر الفصيح فهم عنه بمعزل ...
فرحم الله خلفاءنا قديما كانوا من عادتهم أن يجعلوا لأبنائهم من يُرَوِّيْهم الفصحى ، حتى يكونوا رجالا في المحافل وفي المجالس ، والخُطَبِ .
فهذا عبد الملك بن مروان سُئلَ عن الشيب المبكر الذي غزاه ، فقال : ظهوري على المنابر .
فكانوا يزدرون من كانت به العامية ، او اللحن .
فإنَّ الفصحى هي الكفيلة بتدوين كل شيء عن تاريخ هذه الأمة ، وهي السهلة السلسة التي مارسها أجدادنا فَدَوَّنوا بها أرقى الأشعار وأعذابها ، وهي الى الان تحتفظُ برونقها وبريقها ، وجمالها ..... فشتان بين أشعار العوام وبين أشعارها !!!!!!
فإني أدعو شباب الأمة إلى سلوك سبيل أجدادهم في إعطاء هذه اللغة العظيمة إهتمامهم ، وألا يلقوا بآذانهم الى دعاة العامية ، الذين هم أحدُ رجلين :
إما جاهلٌ ، أو مغرض له دسيسة يريد بها شراً مستطيرا
وكما قال بعض علمائنا : ما تجد لرجل دسيسةً في اللغة إلاَّ وله دسيسةٌ في الدين ...
لقد تردى أبناء الأمة في كل جوانب الحياة ، وخاصةً في مقوماتهم الأساسية كدينهم ، ولغتهم ...
فقد أنتشر الجهل في الدين وتصدر دعاةُ الضلالة يفتون بغير علم ولا سراج منير ، وهذا مصداقُ حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم _ أخرج البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنه – قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(( إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا )) .
فإنَّ الساحة تَعُجُّ بهم كما تعجُّ ( الرِّمةُ بدودها ) ، فمن جراء فتاويهم المعوَجَّة سُفِكَتْ الدماء ، وانتهكتْ الأعراض ... ورحل الأمن عن الأوطان .
ولكنَّ الله حافظٌ دينَه ، قال تعالى : ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون ))
.
والله مبقٍ لطائفةٍ تذُبُّ عن الحقِّ بسيوف العلم ، ورماح البراهين
وهذا مصداقُ قول رسولنا – صلى الله عليه وسلم – في الصحيحين من حديث معاوية – رضي الله عنه - قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (( لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ )) .
فقد قَيَّضَ اللهُ رجالاً طَلَّقوا الدنيا وشَمَّروا عن ساعد الجد في الذَّبِّ عن عماد هذه الأمة ، ومن أراد أن يعرف مدى هذه الجهود العظيمة ، فلينظر الى جهود علماء الأمة من بدء فجرها إلى يوم الناس هذا خاصةً ( علماء الحديث ) ، فقد كتب في جهودهم العلامة ربيع بن هادي المدخلي ( مكانة أهل الحديث ) سلّط الضوء على على ما قاموا به من حراسة هذا الدين ، فالناس تبعٌ لهم ....
فعلى مرِّالعصور والأعداء يتربصون بمقومات هذه الأمة العظيمة ، حتى يتسنى لهم الولوج الى جسدها ونخره من جهازها العصبي ، الذي ان نُخِرَ وقعتْ في الوحل وفي الحضيض ، كما نرى هذه الايام العصيبة ، الا من رحم الله من المتمسكين بمنهج السلف الصالح في العقيدة والاخلاق ...
ومن مداخل أعداء الأمة للولوج الى النخر في هذه المقومات ، ما نراه هذه الأيام من حملات مسعورة على لغتناالعربية الفصحى التي دوَّن بها أجدادُنا تاريخَنا وتراثنا :( عقائد ، وفقه ، وأشعار ) ، ومن مظاهر هذه الحملة المشبوهة المسعورة ( الدعوة الى العامية ) خاصة في الشعر ، فقد أُنْفقِتْ الأموال الطائلة على محافلَ تهتمَّ وتنشرُ الشعرَ العاميَّ ، وأصبحَ جُلُّ إهتمامِ شبابنا هو هذا النوع من الشعر الركيك الذي يوسِّع الهوَّةَ بينهم وبين لغتهم الأم التي نزل بها الوحيُ ودُوِّنَتْ بها السنةُ الغراءُ ، وسُطّرَتْ بها أشعارُ العرب ، ومن هذه المحافل التي ظهرتْ بظهور المحطات الفضائية ( شاعر المليون ) وبعض المسميات الأخرى ، فهذا البرنامج كم من الأموال تُصْرَفُ عليه ،وله لِبَثِّ ( ركاكته ) و ( هَشاشتِه ) بين الشباب ؟!!!
فيُريْدون أن تقومَ لهم عُكاظُ وذو المجاز ، ومجنة ...!!!
ووضعوا لسوقهم الحادث بعضَ من لا يُعْرَفُ بتمكنٍ أو رسوخٍ في لغتنا العربية الفصحى وفنونها ، وأشغلوا أنفسهم ، وأشغلوا شبابنا
والفصحى تبكي وتنوح على ما حلَّ بها من أبنائها ، أن أداروا لها ظهرها ، وعكفوا على ( العاميَّةِ ) يرفعون من شأنها ، ويبجِّلونها بما يقومون به من إعمار محافلها ومحطاتها ...حتى أن الشباب المغرر به ليجعل في ( هواتفهم ) النقالة شعر هؤلاء ، مفتخرين ، ومعتزِّين بهذا الأمر ...!!!!
فيا حسرةً على ما حلَّ بهذه الأمة ، ومنها اللغة العربية الفصحى !!!
فقد كان أساطين علماء اللغة يحافظون على لغة القرآن ولغة دواوين الشعر العربي ، لأنهم يرون ذلك من خدمة الدين ومن خدمة تراثنا العظيم ، ومن جهودهم ... ،أنهم حاربوا العاميَّة حفاظاً على الفصحى ..ومن صور محاربتهم للعامية ، الكتب التي ألَّفوها في التصدي لتسرب العامية واللحن الى الفصحى :
1- ما تلحن به العوام : للكسائي
2- ما تلحن به العامة : لأبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب
3- لحن العامة : لأبي عبيدة
4- البهاء فيما تلحن فيه العامة : للفرَّاء
والكتب كثيرة في هذا الباب من جهود علمائنا في التصدي لتسرب اللحن والعامية الى الفصحى العظيمة ،ولكن الفرق بيننا وبين علمائنا السابقين ، أنه لم يكن للعامية في زمانهم ( محافل ومحطات ) وقائمون عليها وجيوش تدافع عنها ، بل كان سبب ذلك إختلاط العرب مع الاعاجم ، وتوَلُّد بعض الألفاظ المستهجنة ، فَشَمَّروا عن ساعد الجدِّ للدفاع عن اللغة التي كلُّ تاريخ هذه الأمة دوِّنَ بها ، فكيف لو رأوا ما نرى من أناس تصَدَّرُوا لحمل راية العاميَّة ، والذَّبِّ عنها واحتقار الفصحى ؟!!!!
ومن شؤم هذه الحملة المسعورة في نشر العامية في أوساط شبابنا ، عزف الشباب عن الفصحى ، بل يتفَكَّهون ويستهزؤون بمن رأوه يتكلم الفصحى أو يدعو الى نشرها وتبيان فضائلها !!
فتجد شبابنا يحفظون لزيد وعلَّان من شعراء العامية ، ولا يكاد يحفظ لعمالقة الأدب العربي سواءً القدماء أو المعاصرين ... ناهيك عن معرفة وتفسير الشعر الفصيح فهم عنه بمعزل ...
فرحم الله خلفاءنا قديما كانوا من عادتهم أن يجعلوا لأبنائهم من يُرَوِّيْهم الفصحى ، حتى يكونوا رجالا في المحافل وفي المجالس ، والخُطَبِ .
فهذا عبد الملك بن مروان سُئلَ عن الشيب المبكر الذي غزاه ، فقال : ظهوري على المنابر .
فكانوا يزدرون من كانت به العامية ، او اللحن .
فإنَّ الفصحى هي الكفيلة بتدوين كل شيء عن تاريخ هذه الأمة ، وهي السهلة السلسة التي مارسها أجدادنا فَدَوَّنوا بها أرقى الأشعار وأعذابها ، وهي الى الان تحتفظُ برونقها وبريقها ، وجمالها ..... فشتان بين أشعار العوام وبين أشعارها !!!!!!
فإني أدعو شباب الأمة إلى سلوك سبيل أجدادهم في إعطاء هذه اللغة العظيمة إهتمامهم ، وألا يلقوا بآذانهم الى دعاة العامية ، الذين هم أحدُ رجلين :
إما جاهلٌ ، أو مغرض له دسيسة يريد بها شراً مستطيرا
وكما قال بعض علمائنا : ما تجد لرجل دسيسةً في اللغة إلاَّ وله دسيسةٌ في الدين ...