أخبار البلد - استمرت آلة القتل الإسرائيلية في حصد أرواح عشرات الغزيين، بينهم مجوعون كانوا يبحثون عن فتات الطعام قرب مراكز المساعدات، وآخرون قصفوا في منازلهم وفي خيام نزوحهم.
وأفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 61 فلسطينيا منذ فجر أمس الإثنين، من بينهم 32 في مدينة غزة وشمالي القطاع.
وكان من بين الشهداء الجدد صحافي ارتقى خلال القيام بعمله، فيما اختطفت قوة خاصة مدير عام المشافي الميدانية في قطاع غزة الدكتور مروان الهمص. وأعلنت وزارة الصحة عن وصول مشافي القطاع 134 شهيدًا، و1155 مصابًا خلال الـ 24 ساعة الماضية. وأعلنت بلدية غزة دخول مرحلة العطش بعد توقف محطة التحلية الرئيسية شمالي مدينة غزة عن العمل بالكامل.
وصدرت أمس مواقف دولية منددة بالحصار الإسرائيلي على غزة واستمرار العدوان. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "صدمته” جراء المعاناة الانسانية في غزة حيث باتت "آخر شرايين الحياة التي تبقي السكان على قيد الحياة على شفا الانهيار”.
وأكد برنامج الأغذية العالمي أن أزمة الجوع في غزة تشهد تدهورًا "غير مسبوق”. واتهم صراحة دبابات وقناصة إسرائيليين بإطلاق النار على الفلسطينيين الساعين للحصول على مساعدات في قطاع غزة.
كذلك جددت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا”، الإثنين، الدعوة إلى رفع الحصار، وذكرت أنها على مشارف غزة، تحتفظ بكمية كافية من الغذاء المخزّن في مستودعاتها لتغطية احتياجات جميع سكانها لأكثر من ثلاثة أشهر.
وفي بيان مشترك جديد، دعت بريطانيا و25 دولة أخرى، فضلا عن ممثل الاتحاد الأوروبي، إلى وقف فوري وغير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة، وإدخال المساعدات. ونددت برفض إسرائيل إدخال المساعدات ونظام التوزيع الذي تعتمده.
وذكر البيان الذي وقعته 16 دولة من الاتحاد الأوروبي ودول أخرى بينها اليابان وكندا وأستراليا، أن "النموذج الذي تتبعه الحكومة الإسرائيلية في توزيع المساعدات خطير، ويغذي حالة عدم الاستقرار، ويحرم أهل غزة من الكرامة الإنسانية”.
وقال وزير الخارجية البريطاني دافيد لامي إنه حثّ نظيره الإسرائيلي جدعون ساعر على وقف إطلاق نار ومراجعة منظومة "المساعدات الفاشلة”.
وتساءل عن "المبررات العسكرية لحكومة إسرائيل للضربات التي قتلت أطفالا جائعين في غزة”.
أما المستشار الألماني فريدريتش ميرتس، الذي لم توقع بلاده البيان، كما لم توقع في السابق بيانات مماثلة، فقال إن ما تفعله القوات الإسرائيلية في غزة غير مقبول، وإنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب للعدالة الدولية بشبهة ارتكاب جرائم حرب) "أننا لا نتفق مع سياسة حكومته”.
في هذا الوقت، يعقد اليوم اجتماع عربي في القاهرة على مستوى مندوبي جامعة الدول العربية، بناء على دعوة من دولة فلسطين التي أطلقت حراكا دبلوماسيا مكثفا، وتحركت سفاراتها في العالم لمخاطبة قادة ودول الحكومات.
ميدانيا، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وفق إعلام عبري. وتثير هذه العملية التي تأتي بعد يوم على توجيه جيش الاحتلال أوامر إخلاء واسعة، مخاوف كبيرة.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن أوامر التهجير ستترك أكثر من مليونين في 12 في المئة من مساحة غزة. كما تخشى عائلات الأسرى الإسرائيليين من نتائج هذه العملية على حياتهم، حيث يعتقد في إسرائيل أنهم قد يكونون في المنطقة المستهدفة.
ويأتي هذا في الوقت الذي لم تحقق فيه بعد مفاوضات التهدئة خرقا، رغم التسريبات الإسرائيلية المتكررة بوجود تقدم. وزعمت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية أمس أن الوسطاء يحاولون ممارسة الضغط على حركة "حماس” للرد على العرض المطروح لكن دون نجاح. وقالت إن إسرائيل تحاول ممارسة ضغط في هذا الشأن وتقوم بعمليات "عسكرية” بهدف الضغط في المحادثات.
ونقلت عن مصدر سياسي قوله إن دولة الاحتلال لم تعد مستعدة للتنازل فيما يتعلق بخرائط الانسحاب التي قُدمت، وإن على "حماس” أن تقبل بها من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار ووقف المعاناة عن سكان غزة.
25 دولة تدين حصار غزة… وغوتيريش: آخر شرايين الحياة على شفا الانهيار