الاشتباكات التي وصفت بالأعنف منذ سنوات، اندلعت إثر خلافات متصاعدة وحالات احتجاز متبادلة بين الطرفين، تفجرت عقب اعتداء تعرض له سائق درزي وسلب سيارته بين ريف دمشق والسويداء. تطورت الأحداث إلى مواجهات مسلحة في حي المقوس شرقي السويداء، وامتدت لاحقاً إلى قرى الصورة الكبيرة والطيرة.
وحذر شيخ عقل طائفة الدروز حمود الحناوي من فتنة تهدد استقرار المنطقة، داعياً الرئيس السوري أحمد الشرع وكبار العقلاء إلى التدخل العاجل لوقف القتال وصون الكرامات. كما دعا محافظ السويداء مصطفى البكور إلى ضبط النفس، مؤكداً أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين.
وتأتي هذه المواجهات بعد أشهر من اشتباكات مشابهة قرب دمشق وفي السويداء، التي شهدت في أبريل وأيار مقتل أكثر من 119 شخصاً. ووسط هذا التصعيد، تزايدت الدعوات المحلية والدولية لاحتواء التوتر والحفاظ على وحدة النسيج الاجتماعي في جنوب سوريا، في ظل مرحلة سياسية حساسة تعيشها البلاد بعد تغيير القيادة السورية نهاية العام الماضي.

وقال شيخ عقل المسلمين الموحدين الدروز الشيخ حمود الحناوي: "شهدت محافظتنا توترات وحالات خطف بين بعض العشائر وأبناء الطائفة الموحدة".
وأضاف: "نناشد جميع الأطراف بوقف كل ما يزرع الفـتنة ويهـدد السلم الأهلي، ونتوجه بنداء خاص إلى رئيس الجمهورية،أحمد الشرعوإلى وجهاء العشائر الكريمة، وإلى كل صاحب ضمير حي: لتكن لكم اليد البيضاء في وأد الفتنة، وكف يد العبث، وحماية الكرامات، وصون حرمات الناس وممتلكاتهم".
وبدوره، أكد العميد نزار الحريري معاون قائد الأمن الداخلي لشؤون الشرطة أن "محافظة السويداء تشهد متابعات أمنية دقيقة في محيط حي المقوس شرقي المدينة وذلك إثر تطورات متسارعة ناجمة عن حادثة سلب وقعت مؤخرا على طريق دمشق - السويداء طالت أحد المواطنين العاملين في القطاع التجاري وما أعقبها من ردود أفعال متوترة تمثلت بوقوع عمليات خطف متبادلة".
وأردف: "هناك جهود حثيثة تُبذل بالتنسيق مع الفعاليات المحلية لاحتواء التوتر وتعزيز السلم الأهلي عبر الحوار"، مشيرا إلى وجود دعوات رسمية وشعبية لتغليب صوت العقل والالتزام بالقانون حفاظاً على أمن المحافظة واستقرارها.
كما قال محافظ السويداء مصطفى البكور: "في ظل الأحداث المؤسفة التي شهدتها محافظتنا، بدءاً من اعتداء طريق دمشق السويداء وما تبعه من أعمال خطف واشتباكات مسلحة، وسلب سيارات عدد من المارة بغير حق ندعو الجميع إلى ضبط النفس والاستجابة للنداءات الوطنية الداعية للإصلاح".
وشددعلى ضرورة ضبط النفس والاستجابة لتحكيم العقل والحوار، لأن ذلك هو ضمانتنا الأكيدة لعبور هذه المحنة، فيدنا ممدودة لكل من يسعى للإصلاح، وبناء الدولة، والتمهيد لحياة أفضل لكل السوريين.
وثمن بكور "الجهود المبذولة من الجهات المحلية والعشائرية لاحتواء التوتر، ونؤكد أن الدولة لن تتهاون في حماية المواطنين واستعادة الحقوق"، وحذر "من محاولات إيقاع الفتنة أو دفع الأمور نحو طريق مسدود".