الأردن والعراق: أخوّة فوق العواصف.. لا تهزّها المباريات ولا تغيّرها اللحظات العابرة

الأردن والعراق: أخوّة فوق العواصف.. لا تهزّها المباريات ولا تغيّرها اللحظات العابرة
محمد تركي بني سلامة
أخبار البلد -  
في عالمٍ يضجُّ بالتقلبات ويزدحم بالصراعات، ينهض الأردن بثقة العارف لمكانه، ممتلئًا وفاءً لأولئك الذين شاركوه الطريق في لحظاته الصعبة، ومن أوائلهم العراق الشقيق، الذي لم يكن يومًا مجرد دولة جارة، بل كان ظهرًا وسندًا، حاميا للبوابة الشرقية وعمقًا عربيًا حقيقيًا ارتكزت عليه مواقف الرجال ومبادئ الدول.

لن ننسى القدر العراقي ،حين ضاقت السبل، واشتدت الأزمات، كانت بغداد تمدّ يدها لعمان، لا منّةً ولا فضلًا، بل إيمانًا بوحدة الدم والمصير. وكان الأردن الرئة التي يتنفس منها العراق ، وهو على الدوام ، بقيادته الهاشمية الراسخة، وشعبه الوفي، يحفظ الجميل ويصون العهد، ويُدرك أن نهرَي دجلة والفرات لا يبعدان عنه أكثر مما يبعد القلب عن النبض.

إنّ ما نراه اليوم من محاولات لإثارة الفتن والانقسامات على هامش مباراة كرة قدم، ما هو إلا سحابة صيف عابرة، لن تحجب شمس المحبة، ولن تغيّر من طبيعة العلاقة التي نمت في تربة التاريخ، وسُقيت بدماء الشهداء على ثرى فلسطين و في كل ميادين النضال العربي المشترك. فالأردنيّون لا يرَون في العراقيين سوى أهلاً ورفاق درب، ومواقف العز التي سجلها العراقيون ستظل محفوظة في وجدان الأردن، لا تنال منها تغريدة، ولا تُضعفها لحظة انفعال.

المباريات تنتهي بصافرة حكم، أما الأخوّة فهي قرار شعوب وضمير أمة. لا يمكن لتصريحات انفعالية أن تهدم جدران المودة، ولا لأصوات الغضب أن تحجب صوت العقل والتاريخ. فالعراق في قلوب الأردنيين ليس دولةً بعيدة، بل بيتٌ من بيوت الدار، وأهله أهل الدار لا ضيوفها.

العروبة التي تجمعنا ليست خطبًا جوفاء ولا عبارات موسمية، بل هي التزام أخلاقي، وعهد سياسي، وسند روحي لا يسقط بالتقادم. بين العراق والأردن صفحات من المجد المشترك، من الدفاع عن فلسطين، إلى الدعم المتبادل في اللحظات الحرجة، إلى التكاتف في وجه الأزمات. وبينهما وشائج لا تمزقها مباراة، ولا تهزّها همسة غضب.

إنّ الرياضة، وكرة القدم على وجه الخصوص، وُجدت لتوحيد الشعوب، لا لشقّ صفوفها. هي مساحة للفرح واللقاء، وميدان للتنافس الشريف ، لا ساحة للنزاع و لا منصة للكراهية والتفرقة. ومهما تعالت الأصوات المتوترة، فإن صوت الحكمة هو الأبقى، ووعي الشعوب العربية هو الحصن المنيع في وجه كل محاولات التفرقة.

ومن أرض النشامى، يمدّ الأردن يده إلى العراق بالمحبة والثقة، ويقولها بلسانٍ لا يعرف المجاملة ولا يخشى اللوم: أنتم في وطنكم، وفي قلوبنا، أنتم ركنٌ من أركان عروبتنا، وسندٌ لا نتخلى عنه. لا ينال منكم مَن أراد الفتنة، ولا يغيّركم موقفٌ عابر أو تصريحٌ منفلت.

اليوم، نحن أمام فرصة جديدة، لا لمجرد التهدئة، بل لتعزيز روابط الأخوّة وتجديد العهد على أن ما يجمعنا هو أكبر من لحظات الغضب، وأسمى من خلافات عابرة. نطمح إلى علاقات تقوم على الوعي والثقة، وإرادة الشعوب لا تقلبات اللحظة.

فلنحمل عروبتنا بأمانة، ولنحفظها من انفعالات لا تليق بماضينا ولا ترسم مستقبلنا. ولنجعل من الرياضة جسورًا للقاء، لا جدرانًا للتنافر. فبين بغداد وعمان، وفي قلوب العرب جميعًا، لا مكان إلا للمحبة، ولا مستقبل إلا بالشراكة، ولا مصير إلا واحد.

ستبقى الجسور بيننا قائمة، لأن ما بين الأردن والعراق ليس مصالح عابرة، بل دم وتاريخ ومصير مشترك. وسيظل الأردن، بقيادته الهاشمية الرشيدة ، وشعبه العروبي الأصيل، وفيًّا لمن وقف معه، معتزًّا بكل شقيق عربي، حريصًا على وحدة الصف، متمسكًا بعروبته الأصيلة التي لا تهزّها العواصف، ولا تغيّرها المباريات.
بين الاردن والغراق ،وبين الاردن وكل شقيق عربي ستظل الابواب مفتوحة والجسور ممدودة ، والنوايا صافية ، والايمان راسخ بأننا ، مهما تباينت أراؤنا ، لن نسمح لكرة القدم أن تفرقنا لأن ما بيننا أكبر ، وأسمى، وأبقى.
شريط الأخبار الأردن الثالث عربيا في عدد تأشيرات الهجرة إلى أميركا لعام 2024 العثور على جثة داخل منزل في الأزرق.. والقبض على الجاني 164 ألف مركبة دخلت المنطقة الحرة خلال أول 10 أشهر من العام الحالي غرف الصناعة تهنىء بفوز "الصناعة والتجارة والتموين" بجائزة أفضل وزارة عربية مجددا.. خلل تقني يتسبب بتعطل مواقع عالمية على الإنترنت فريق المبيعات في دائرة تطوير الأعمال في المجموعة العربية الأردنية للتأمين يحقق التارجت السنوي كاملاً والشركة تحتفي بإنجازهم عشرات الآلاف يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى 3 وفيات وإصابة إثر تسرّب غاز في عمان الجيش: القبض على شخصين حاولا التسلل من الواجهة الشمالية عبيدات: تقليم أشجار الزيتون يلعب دورا كبيرا في تحسين الإنتاج شهيد باقتحام الاحتلال بلدة أودلا جنوبي نابلس الجيش يحبط تهريب مخدرات بواسطة "درون" على الواجهة الغربية الملك يشارك في قمة أردنية أوروبية بعمّان في كانون الثاني 2026 الاتحاد الأردني لشركات التأمين يختتم أعمال البرنامج التدريبي الأخير ضمن خطته التدريبية لعام 2025 "إدارة الأزمات" تحذر من مخاطر عدم الاستقرار الجوي خلال الـ48 ساعة القادمة "النقل البري": إلزام سائقي التطبيقات الذكية بالضمان الاجتماعي قيد الدراسة (43 %) من متقاعدي الضمان تقل رواتبهم عن 300 دينار استقالة عكروش من رئاسة الجامعة الأمريكية في مأدبا غوغل تكشف أبرز مواضيع بحث الأردنيين في 2025 استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد