أخبار البلد - نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي لأول مرة منذ نحو عقدين في شمال الضفة الغربية دبابات «ميركافا» ومدرعات عسكرية كجزء من الحملة العسكرية شمال الضفة الغربية، فيما أمر وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس الجيش بالاستعداد للبقاء هناك مدّة سنة، وذلك بعد يومين من اقتحام الوزير الإسرائيلي مخيم طولكرم والتهديد بمواصلة «محاربة الإرهاب».
وفي وقت لاحق، من مساء الأحد، اقتحمت ثلاث دبابات «ميركافا» مدينة جنين من منطقة «دوار الأحمدين» غرب المدينة بعد أو وثق مواطنون وجود الدبابات بالقرب من معسكر دوتان جنوب المدينة و«بوابة مقيبلة» التي تفصل بين الضفة الغربية والمناطق الفلسطينية في الأراضي المحتلة عام 1948.
ووثق نشطاء فيديوهات تظهر الدبابات تمر بالقرب من المواطنين الذين أخذوا يقذفونها بالحجارة.
ويعتبر هذا التصعيد الجديد شمال الضفة الغربية ضمن حملة «السور الحديدي» التي دخلت الشهر الثاني. وكانت آخر مرة دخلت فيها الدبابات إلى ساحة القتال في الضفة الغربية لأول مرة منذ أكثر من 22 عامًا، وتحديدًا منذ عملية «الدرع الواقي» عام 2002.
وقال جيش الاحتلال: «إن وحدة من الدبابات ستعمل داخل جنين، وقد وسعنا العمليات الهجومية، وبدأت قوات من لواء ناحل ووحدة دوفدفان العمل في قرى أخرى في جنين» .
وصباح أمس الأحد نشر صحافيون ونشطاء مشاهد لأربع دبّابات إسرائيلية على الأقل وهي تدخل من «بوابة» المقيبلة شمال مدينة جنين، وهي بمثابة المدخل الرئيسي الذي تدخل منه قوات الاحتلال في عملياتها العسكرية في المنطقة.
وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ الدبابات التي وثّقت في محيط جنين هدفها في هذه المرحلة هو «الردع».
يذكر أنّ 24 كتيبة تابعة للجيش الإسرائيلي تعمل الآن في الضّفة الغربية، بعد نشر ثلاث كتائب إضافيّة قبل أيام وذلك بعد عملية تفجير الباصات العامة في مدينة تل أبيب.
وقالت الصحيفة إن إدخال المدرعات إلى شمال الضفة الغربية جاء نتيجة لضغوط من المستوى السياسي على الجيش الإسرائيلي. وأضافت أن هذه الخطوة جاءت مع توتر متزايد ورغبة المستوى السياسي في تعزيز العمليات العسكرية في المنطقة.
وأوضحت أن الجيش الإسرائيلي لم يكن متحمِّسًا لهذا التحرّك في البداية، لكنّه استجاب للضغوط السياسية التي دفعته لتعزيز وجوده في شمال الضفة الغربية.
وكان الجيش قد سمح بعد تفجير عبوة ناسفة قوية وكبيرة في مصفحة النمر في بلدة طمون بنشر ناقلات «إيتان» الإسرائيليّة المدرعة حيث كان يعتبر الاستخدام الأول في الضفة، فيما نشر مصفحات في أوقات متفرقة من العام الماضي في مدينة الخليل.
وأفاد مراسل القناة 13 للشؤون العسكرية، أور هيلر، بأن الجيش الإسرائيلي يستعد لاستخدام المدرعات في عملياته المستمرة داخل مخيم جنين وطولكرم، إضافة إلى مناطق أخرى ستُستهدف في العمليات العسكرية.
وحسب المتحدث باسم الجيش، فإن القوات تعمل على توسيع نطاق عملياتها الهجومية في المنطقة بهدف إحباط الهجمات المسلحة. وتشمل الحملة مشاركة قوات من لواء «ناحال» ووحدة «دوفدفان» في قرى في منطقة جنين التابعة للواء «منشيه»، إلى جانب وحدة مدرعة تضم مدرعات قتالية لدعم الجهود العسكرية.
ويأتي هذا التصعيد العسكري في أعقاب محاولة تفجير استهدفت حافلات في منطقة تل أبيب الكبرى الأسبوع الماضي، والتي لم تسفر عن وقوع إصابات. وتتألف القوة التي ستدخل المخيم من سرية دبابات واحدة فقط تابعة للواء المدرعات 188، ويستعد الجيش للبقاء لفترة طويلة داخل المخيم، مع نشر كتيبة ثابتة ستواصل العمل في جنين دون تحديد مدة زمنية.
عزل منازل المخيم
وكان الاحتلال قد عزل منازل المواطنين غرب مخيم جنين بأسلاك شائكة، بعد إجبارهم على إخلائها سابقا، فيما دفع بتعزيزات عسكرية كبيرة من حاجز الجلمة العسكري برفقة جرافات إلى مدينة ومداخل مخيم جنين.
وجاء هذا الإعلان بعد ساعات من تنفيذ الجيش عملية اقتحام واسعة وحظر تحول لمدة 48 ساعة لبلدة قباطية جنوب جنين.
وواصل الاحتلال اقتحام البلدة على مدى ساعات وسط عمليات تجريف واسعة في البنية التحتية حيث شرعت بتجريف الشوارع وتدمير البنية التحتية فيها، خاصة في محيط دوار القدس.
وقالت «كتيبة جنين»، التابعة لـ»سرايا القدس» الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، إن مقاتليها في سرية قباطية تمكنوا «من تفجير عبوة ناسفة أرضية من نوع kj37 بآلية عسكرية في محور الشهداء».
وأضافت أن مقاتليها « تصدّوا للتعزيزات العسكرية في محاور القتال المختلفة في قباطية، وأمطروها بزخات كثيفة من الرصاص المباشر والعبوات المعدة مسبقًا محققين إصابات».
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال داهمت عدة بنايات ومنازل في البلدة وفتشتها واستجوبت سكانها، وأغلقت دوار الشهداء عند مدخل البلدة وجزءا من شارع جنين نابلس.
ودمرت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، خطوط الكهرباء والمياه ومركبات وممتلكات المواطنين في عدة أحياء من البلدة.
كما قامت بتدمير «دوار الشهداء» عند مدخل البلدة وجزء من الشارع الواصل بين جنين وقرى جنوب المدينة، إضافة لهدم جزء من جدران مقبرة الشهداء والتي تضم ضريح 45 جنديا عراقيا شاركوا في معارك ضد الاحتلال عام 1948، وهي مقبرة ذات طابع تاريخي واجتماعي كبير لدى المواطنين.
كاتس
وفي السياق، أعلن وزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس عن توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية شمالي الضفة الغربية، قائلًا إنه أوعز لجيشه «بالاستعداد للبقاء في مخيمات جنين، وطولكرم، ونور شمس لمدة عام، مع عدم عودة السكان».
وأضاف: «لن نسمح بعودة الإرهاب للنمو»، في إشارة إلى الفصائل الفلسطينية في شمال الضفة.
وقال: «تم إجلاء 40 ألف فلسطيني حتى الآن من مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، وهي الآن خالية من السكان»، وفق تعبيره. كما أشار إلى تعطيل عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) داخل هذه المخيمات.
وشدد على أن العمليات العسكرية ستتواصل لتشمل مخيمات ومراكز فلسطينية أخرى، ضمن إستراتيجية تهدف إلى تفكيك المجموعات المسلحة، قائلًا: «الجيش الإسرائيلي يطهر «أوكار الإرهاب» ويدمر البنية التحتية والأسلحة على نطاق واسع» .
واختتم تصريحه بالتشديد على أن الحالة «لن تعود إلى الوضع السابق»، وأن العمليات العسكرية ستستمر حتى «القضاء التام على الإرهاب».
وأضاف: «أمرت الجيش الإسرائيلي بالاستعداد للبقاء لفترة طويلة في المخيمات التي تم إخلاؤها خلال العام، وعدم السماح للسكان بالعودة والإرهاب بالعودة والنمو» .
رجية فلسطين: مقدمة لتعميق عدوانه
القدس «القدس العربي»: حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من استقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي دبابات ثقيلة إلى محيط جنين. وعدّته في بيان «مقدمة لتعميق عدوانه وتوسيع جرائمه ضد شعبنا عامة، وفي شمال الضفة ومخيماتها خاصة، في وقت تفاخر به وزير جيش الاحتلال بأن جيشه سيمنع عودة المواطنين المهجرين من المخيمات إلى منازلهم، وأوعز ببقاء الجيش لفترة طويلة». واعتبرت تصريحات وزير الجيش يسرائيل كاتس و«استقدام الدبابات وترهيب المواطنين المدنيين العزل وتهديدهم باستخدامها، يمثل تصعيداً خطيراً للأوضاع في الضفة، ومحاولة مكشوفة لتكريس حرب الإبادة والتهجير ضد شعب اعزل». وفي السياق، أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» محمود مرداوي، في بيان، أن «قرار جيش الاحتلال بتوسيع العملية العسكرية في شمال الضفةِ الغربية وإشراك الدبابات لأول مرة منذ عام 2002، دليل على ضراوةِ المقاومةِ التي تواجهه في الميدان». وقال إن «تصعيد الاحتلال، ما هو إلا حرب نفسية ومحاولة يائسة منه للتأثير على الحاضنة الشعبية والمقاومة، مؤكدًا أن الاحتلال سيفشل فشلًا ذريعًا في تحقيق أهدافه في الضفة الغربية».
وحذر الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، من «عمليات تطهير عرقي» تخطط لها إسرائيل في مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية المحتلة.
وفي بيان له، الأحد، قال إن تصريحات كاتس وقرار الاحتلال «خطير للغاية، ويؤكد أن مخطط الحكومة الإسرائيلية هو التطهير العرقي الكامل لمخيمات اللاجئين وتصفية قضيتهم».
مستوطنون يسرقون 800 رأس غنم و3 أحصنة وحمارين
الضفة «القدس العربي»: سرقت مجموعة من المستوطنين المتطرفين 800 رأس من الأغنام وثلاثة خيول وحمارين وخزانات مياه من منطقة دير دبوان في برية بني نعيم شرق مدينة الخليل.
وأفاد منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في جنوب الخليل راتب الجبور، بأن المسروقات تعود للمواطنين نايف مناصرة والمواطن عبد الحليم.
كما قامت مجموعات من المستوطنين برعي مواشيهم بأشجار مثمرة بالقرب من خربة اقويويس في مسافر يطا في محافظة الخليل.
وذكر الناشط في مسافر يطا أسامة مخامرة أن مجموعات المستوطنين تقوم برعي مواشيهم منذ ساعات الصباح بمحاصيل زراعية وأشجار بعدة مناطق شرق يطا. يأتي هذا في وقت يقوم فيه المستوطنون بمطاردة رعاة الأغنام في تلك المناطق ومنعهم من رعي أغنامهم.
وفي السياق، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه العسكري على الضفة الغربية المحتلة، للشهر الثاني على التوالي، في حين واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها لبلدات ومخيمات في الضفة ضمن عملياتها العسكرية المتواصلة في عموم الضفة الغربية.
وشن حملة مداهمات واعتقالات في الضفة تركزت في نابلس وجنين.وفي سلفيت، أخطرت قوات الاحتلال الاسرائيلي منزلا بهدمه في بلدة كفر الديك غرب المدينة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة وداهمت منزل المواطن محمود نبيل وأخطرته بإخلاء المنزل بشكل نهائي تمهيدا لهدمه في أي لحظة.
يذكر أن هذه المرة الثانية التي يخطر بها الاحتلال منزل المواطن محمود نبيل بإخلائه خلال 10 أيام.
وفي سياق مواز، قررت سلطات الاحتلال مع اقتراب شهر رمضان، منع جميع الأسرى المحررين الذين أفرج عنهم مؤخرًا ضمن صفقة التبادل، من دخول المسجد الأقصى، في إطار ما وصفتها بـ«إجراءات أمنية وقائية» .
وكشفت الإذاعة العبرية العامة، الأحد، أنّ جهاز الشاباك بالتعاون مع الشرطة تمكّن منذ بداية العام الحالي من إحباط 5 عمليات فلسطينية في القدس، قبل تنفيذها بلحظات قصيرة.
وأشارت الإذاعة إلى أن الشرطة الإسرائيلية أوصت الجهات السياسية المخــــــتصة بالسماح لعشرة آلاف فلسطيني فقط من الضفة الغربية بأداء صلوات الجمعة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، وسط إجراءات أمنية مشددة.
دبّابات «ميركافا» إسرائيلية تعود لشوارع جنين لأول مرة منذ عقدين
