على بعد 480 كيلومترا قبالة ساحل ولاية أوريغون الأمريكية، يكمنجبل أكسيال البحري، وهو بركان نشط تحت سطح الماء.يشهد هذا الجبل تحركات جيولوجية مضطربة، حيث تنتفخ الأرض من تحته وتفور، مما ينذر بثوران وشيك.

العلماء يراقبونه عن كثب

يراقب العلماء هذا البركان عن كثب منذ عام 1997، وقد لاحظوا مؤخرا زيادة ملحوظة في النشاط الزلزالي حوله، حيث وصلت عدد الهزات الأرضية إلى المئات يوميا. هذا الارتفاع المطرد في النشاط الزلزالي، الذي استمر لستة أشهر على الأقل، يشير بوضوح إلى أن البركان على وشك الثوران.

يؤكد العلماء أن هذه الحالة لا يمكن أن تستمر طويلا، وأن ثوران جبل أكسيال البحري بات قاب قوسين أو أدنى، حيث يتوقع أن يحدث قبل نهاية عام 2025.

هل يشكل خطرا على البشر؟

على الرغم من أن هذا الثوران البركاني تحت الماء أمر لا مفر منه، إلا أنه من المستبعد أن يشكل خطرا مباشرا على حياة البشر. ومع ذلك، فإن المراقبة الدقيقة لهذا البركان تحمل في طياتها فوائد جمة للعلماء والباحثين، حيث يمكن أن تساعدهم في فهم أفضل للآليات المعقدة التي تحرك البراكين، وبالتالي تحسين قدرتهم على التنبؤ بالثورات البركانية الأكثر خطورة.

أسباب ثوران بركان أكسيال

شهد هذا الجبل البحري، الذي يقع تحت سطح الماء، نشاطا بركانيا ملحوظا في العقود الأخيرة، حيث ثار ثلاث مرات خلال الثلاثين عاما الماضية، كان آخرها عام 2015. وفي السطور التالية، نستعرض معكمما هي أسباب ثوران بركان أكسيال؟

الوصول إلى مرحلة التضخم

يشير العلماء إلى أن الجبل قد وصل الآن إلى مرحلة من التضخم تشبه تلك التي سبقت ثورانه الأخير، مما يثير احتمالية ثوران جديد في المستقبل القريب. ويعود سبب هذا التضخم إلى الضغط الهائل الذي تمارسه الصهارة المنصهرة، وهي تصعد إلى أعلى، مما يتسبب في انتفاخ سطح الجبل.

تحركات في خزانات الصهارة

كشفت دراسة حديثة للبيانات الزلزالية عن وجود عدة خزانات للصهارة تقع تحت البركان، وتحديدا في القشرة الأرضية العليا. تتمركز هذه الخزانات بشكل غير متماثل تحت طبقات من الصخور البازلتية والجابرو، وهي صخور غنية بالمعادن مثل المغنيسيوم والحديد.

وقد تمكن الفريق البحثي أيضا من تحديد كيفية اتصال خزان الصهارة الرئيسي بالشقوق التي تنفث منها المواد البركانية على قاع البحر. إلا أن بعض الألغاز لا تزال قائمة، فلا يزال العلماء يجهلون تحديدا سبب تمركز الشقوق الثائرة بالقرب من الجدار الشرقي لفوهة البركان في الثورات السابقة.

منطقة جيولوجية نشطة

يقع هذا البركان، المعروف باسم جبل أكسيال البحري، في منطقة جيولوجية نشطة حيث تلتقي صفيحة خوان دي فوكا التكتونية بصفيحة المحيط الهادئ. هذه المنطقة تشهد باستمرار تكوين قشرة محيطية جديدة نتيجة لتباعد الصفائح التكتونية عن بعضها البعض.

حقائق عن بركان أكسيال

لا يتوقف أمر جبل أكسيال حول كونه بركانا تحت سطح البحر، بل هناك العديد من المعلومات المهمة والحقائق المثيرة حوله والتي تجعله يستحق الاهتمام والدراسة من قبل الباحثين والعلماء. وفي السطور التالية، نستعرض معكممعلومات عن بركان أكسيال.

. يعد أكسيال واحدا من أكثر البراكين نشاطا تحت سطح البحر في العالم.

. يقع في المحيط الهادئ الشمالي، على بعد حوالي 480 كيلومترا قبالة سواحل ولاية أوريغون بالولايات المتحدة الأمريكية.

. هو جزء من سلسلة جبال منتصف المحيط الأطلسي، وهي سلسلة جبلية تمتد على طول قاع المحيط.

. شهد العديد من الثورات البركانية في العقود الأخيرة. وقد تم توثيق هذه الثورات من خلال الدراسات العلمية والمراقبة المستمرة للبركان.

. ثار آخر مرة في عام 2015. وقد ثار البركان أيضا في أعوام 1998 و2001 و2004 و2011.

. يتميز أكسيال بقمة مسطحة كبيرة، يبلغ قطرها حوالي 8 كيلومترات.

. يبلغ ارتفاع البركان حوالي 1500 متر، ويرتفع من عمق حوالي 2500 متر.

. يتكون أكسيال من صخور البازلت، وهي نوع من الصخور البركانية. وقد تشكل البركان نتيجة لحركة الصفائح التكتونية.

. يستضيف أكسيال مجموعة متنوعة من الكائنات البحرية، بما في ذلك الأسماك واللافقاريات.

. تكيفت الكائنات البحرية مع البيئة القاسية حول البركان، والتي تتميز بالحرارة الشديدة والضغط المرتفع.

. يعد أكسيال مكانا مهما للبحث العلمي. وقد ساهمت الدراسات التي أجريت على البركان في فهمنا للبراكين تحت سطح البحر والحياة البحرية.

. يدرس العلماء أكسيال لفهم المزيد عن البراكين تحت سطح البحر والعمليات التي تحدث داخل الأرض. كما أنهم يدرسون البركان لفهم المزيد عن الحياة البحرية التي تعيش حوله.

. يعتبر جبل أكسيال البحري جزءًا من نظام بيئي بحري فريد، ويساعد فهم نشاطه على حماية هذا النظام والحفاظ عليه.

. تم مراقبة جبل أكسيال البحري باستمرار من قبل العلماء، الذين يستخدمون مجموعة متنوعة من الأدوات والتقنيات لرصد أي تغييرات في نشاط البركان. وتشمل هذه الأدوات أجهزة قياس الزلازل وأجهزة الاستشعار التي تقيس درجة حرارة المياه وتدفق الغازات من البركان.

. في حالة حدوث ثوران بركاني كبير، قد يتسبب جبل أكسيال البحري في حدوث موجات تسونامي أو تغييرات في التيارات البحرية. ومع ذلك، فإن حدوث مثل هذه التأثيرات الكبيرة لا تزال غير مؤكدة، وتخضع للدراسات العلمية المستمرة.

في النهاية، يأمل العلماء أن تساهم دراسة البركان الأكثر نشاطًا في شمال شرق المحيط الهادئ، في فهم أعمق للبراكين الأخرى حول العالم، وتطوير استراتيجيات أفضل للتنبؤ بالثورات البركانية والتخفيف من آثارها.