متى يراجع الفلسطينيون ما حدث؟

متى يراجع الفلسطينيون ما حدث؟
نبيل عمرو
أخبار البلد -  

توقفت الحرب على غزة، ولا ضمانات أكيدة بألا تعود ثانية، وربما بما هو أشد ضراوة مما كانت على مدى شهورها الطويلة.

ذلك أن هشاشة الهدنة وانتهاء حكاية الرهائن بعد أن تتم استعادتهم في المرحلة الأخيرة من اتفاق وقف إطلاق النار، وتصاعد الانتقادات الإسرائيلية لتبجحات نتنياهو التي برَّر بها حربه طويلة الأمد على أنَّها بهدف تحقيق النصر المطلق... ولم يتحقق.

كل ذلك يشكّل حافزاً لاستئناف الحرب، ولدى مَن يدعون إلى ذلك في إسرائيل مبررات قوية لاستئنافها، بوصفها ضرورة لتفادي المساءلة الشرسة التي تنتظرهم.

حيث توجد قوى داخلية عدة ونافذة تسنّ سيوفها لتصفية الحساب مع نتنياهو ومَن معه مِن الائتلاف الحكومي المتداعي أصلاً.

لا يُعرف على وجه الدقة ما الذي ستفعله إسرائيل، سواء تواصلت الهدن وعمليات التبادل إلى نهاياتها المرسومة في الاتفاق، أو تعطلت لتنهار الهدنة في منتصف الطريق، إلا أن ما يترتب على الفلسطينيين فعله، هو الخروج من حالة السجال البائس التي غرقوا فيها منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وحتى أيامنا هذه، حيث الاختلاف على الموقف مما حدث في ذلك اليوم، الذي بلغ حد التخوين المتبادل بين قطبي الحالة الفلسطينية «حماس» في غزة، والسلطة في رام الله.

السّجال الذي نشأ منذ السابع من أكتوبر، يوم الزلزال الرهيب، وطيلة حرب الإبادة والتدمير الشامل على غزة، مع عصفها القوي على الضفة، اتخذ طابعاً مأساوياً إذ كان ولا يزال سجالاً في وصف ما حدث... هل هو هزيمة أم انتصار؟ ذلك أدّى إلى نتيجة واحدة هي تعميق الانقسام مع الابتعاد عن التقويم الموضوعي لما حدث، وكيفية التعامل مع نتائجه.

إنَّ ما حدث من موت ودمار هو الفصل الأول من الدراما الفلسطينية الدائمة، إذ لا فائدة من الجدل حول وصفه انتصاراً أم هزيمة؛ لأنَّ الأكثر أهمية وإلحاحاً هو كيفية التعامل مع الفصل الثاني الذي يتحدد من خلاله مصير الفلسطينيين وقضيتهم وأهدافهم السياسية.

هذا الفصل لا تحديد زمني لبدايته، فقد بدأ بالفعل قبل أن تتوقف الحرب وتجري عمليات التبادل، وهذا الفصل وإن كان زمنه الرسمي نهاية الحرب العسكرية على غزة، فإنَّ التحضير له كان منذ الأيام الأولى لبدايتها.

الطبقة السياسية الفلسطينية بقطبيها الرئيسيين، نظام «حماس» في غزة، ونظام السلطة في الضفة، لم يغادرا حالة الاقتتال على الوصف والصورة، ومن كان الأكثر عقلانية في سياسته وسلوكه؟ ومن كان مغامراً جرّ الفلسطينيين إلى مهاوي الردى؟ أمَّا مسألة التقويم الحقيقي لما حدث وفق ميزان الربح والخسارة، فلا أحد معنيٌ بذلك، حتى مَن هم خارج الاستقطاب التقليدي بين «فتح» و«حماس»، فقد وجدوا أنفسهم منجرين وراء طرفي السجال دون أن ينظموا ولو فعالية واحدة تحدد بدقة حجم الربح والخسارة مما حدث. بحيث صار الكل مستقطباً بين حدي ادّعاء النصر أو الهزيمة.

حالة من الإرهاب الفكري فرضت نفسها على الفلسطينيين ومثقفيهم وكتّابهم وسياسييهم، مردّها سطوة صناع القرار على الجانبين، فمن يتبنَّى فكرة الهزيمة يتعرَّض لاتهام جاهز بالخيانة العظمى، ومن يتبنَّى فكرة النصر، يرى فيمن لا يتماهون معه مجرد مغامرين متواطئين لم يجلبوا للشعب سوى الويلات والمصائب، ولكل طرف منظروه وإعلاميوه.

الصورة تلزم في حالة الحاجة إلى الاستمرار في الوجود والحضور، غير أنَّها ينبغي ألا تلغي أهمية المراجعة الموضوعية المجردة لما حدث، وفق ميزان الربح والخسارة، ذلك يتطلَّب رؤية كيف كان الوضع الفلسطيني قبل السابع من أكتوبر وكيف هو الآن، ولنفترض أنَّ عقلانية هبطت من السماء على أقطاب الحالة الفلسطينية التي لا تزال منقسمة، وتوصلوا إلى تعريف متفق عليه لما حدث، فإنَّ ما يحتاجه الفلسطينيون، شعباً وقضية، حاضراً ومستقبلاً، هو كيفية مواجهة الفصل الثاني الذي بدأ التحضير له منذ الأيام الأولى للحرب، وها هو يدخل مرحلة التنفيذ وفق ميزان قوى جديد لا تنفع معه الرمزيات وصور النصر والهزيمة، بل الذي ينفع هو الدخول إليه فلسطينياً دون تضليل الذات بحكاية النصر والهزيمة، بل بالتعامل مع الحقائق المثبتة على الأرض.

هذا لم يعالج فلسطينياً حتى الآن، مع أن حقائقه ساطعة، إن لم يُقَرّ بها فعداد الخسائر لن يتوقف عند ما حدث بل سيصل إلى ما هو أفدح.
شريط الأخبار سؤال نيابي "ترخيص بئر سياحي يخالف قرارًا حكوميًا" في رم أمن الدولة تستدعي العضايلة في قضية أموال الجماعة الملك: استمرار التصعيد يهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها أهم تصريحات بوتين خلال استقباله لعراقجي مدير البنك الاستثماري "منتصر دواس" يشتري نصف مليون سهم.. أبعاد ودلالات أب يتسبب بوفاة رضيعه بعد تركه لساعات في سيارة مقفلة شواغر وظيفية ومدعوون لإجراء المقابلات (أسماء) وزير أردني: ايران ليست حليفا للأردن لكن اسرائيل عدواً موجات صواريخ إيرانية جديدة على إسرائيل وانقطاع الكهرباء في أسدود إيران هددت ترامب ب الإرهاب وتفعيل الخلايا النائمة داخل أمريكا قبل ساعات من مهاجمة منشآتها النووية.. إعلام أمريكي يكشف التفاصيل جماعة «الحوثيين» تهدد بمهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر بعد ضرب واشنطن المُفاعلات النووية الإيرانية محمد عبد الخالق يعلن المباشرة بتنفيذ مشروع جرين ون العقاري في منطقة الظهير إسرائيل تحت تهديد صواريخ إيرانية والإنذار يدوي لأكثر من 30 دقيقة التربية تحذر من اوراق امتحان مزيفة لمادة الانجليزي وتتوعد مروجيها 150 جسماً طائراً سقطت بالأردن... ومركز الأزمات يوضح الحقيقة برلمان إيران ينظر مشروع قانون لتعليق التعاون مع «وكالة الطاقة الذرية» مستشار الرئيس الإماراتي: دعوة سموتريتش لتمويل خليجي لحرب إسرائيل على إيران وقاحة وإفلاس أخلاقي تحسباً لأي تسرب إشعاعي.. 10 أشياء يجب أن تتوفر في منزلك برنامج الأمم المتحدة الانمائي UNDP يعقد محوره الثاني بالتعاون مع الاتحاد الأردني لشركات التأمين حول الاشتمال التأميني مجلس الوزراء يعفي المشمولين بالتسويات الضريبية من المبالغ الإضافية على التقسيط حال التسديد قبل نهاية هذا العام