أخبار البلد -
اخبار البلد_ عصام قضماني _ نرجم السنوات العشر الممتدة بين عامي 2000 و 2010 , ونطالب
بمحاكمتها وبعضنا يطالب بشطبها وآثارها , باعتبارها سنوات مريرة مليئة
بالأخطاء فيها هدر وفيها فساد وتبديد للثروات , حتى أن رجل دولة كبيرا قال
أن هذه الحقبة أفسدت الدولة وأن السياسات التي انتهجت خلالها «أفسدت علاقة
المواطنين بالدولة» .
بالمقابل يغفل صاحب هذا الرأي أن
أسلوب الإدارة في عقد الثمانينيات الذي كان هو جزءا منها قاد الى مشاكل
اقتصادية كبيرة مثل ارتفاع نسبة الدين العام 219% من الناتج المحلي
الإجمالي وبطالة وفقر تجاوزا السقوف وارتفاع في عجز الحساب الجاري عشرة
اضعاف في سنة واحدة وإرتفاع غير مسبوق في عجز الموازنة التي لجأت للإقتراض
من أحد البنوك لصرف الرواتب وتدني نسبة النمو الى 1,4 % وأخيرا تخفيض قيمة
الدينار.
في السنوات العشر التي «أفسدت علاقة المواطن
بالدولة «, نما نصيب الفرد من 1235 دينارا عام 2000 إلى 3154 دينارا 2010 ,
وإنعكس هذا الانتعاش في إستبدال السيارات بأخرى حديثة في صفوف الشرائح
متوسطة الدخل , ولأول مرة تمكن محدودو دخل كثر من إمتلاك سيارة وشقة , ونمت
ثروات مسؤولين ومتنفذين كثر ركبوا موجة الانتعاش واستفادوا من حقبتها التي
يرجمونها اليوم , ومنهم من تجاوزت عمولاته كمستشار قانوني للخصخصة مليوني
دينار !!.
على امتداد عملية الإصلاح الاقتصادي خلال
الفترة من عام 2000 وحتى 2010، أنفقت الحكومة ما مجموعه 2.8 مليار دينار
لدعم سلع غذائية ومشتقات نفطية. وقد بلغت قيمة الدعم أعلى مستوياتها خلال
الفترة من العام 2005 ولغاية 2008 وتراوحت بين 400 و600 مليون دينار وهناك
من يتحدث عن غياب دور الدولة وتخليها عن مسؤولياتها !!
حتى
في الشركات التي « نهبت !! « فقد ضاعفت البوتاس رواتب موظفيها ثلاث مرات
ولم يكن يتعدى متوسط الرواتب 8,000 دينار قبل عام 2003، ليقفز متوسط
الرواتب إلى 28 ألف دينار وفي الشركة اليوم 1,975 موظف وعامل و 391 عامل
مياومة، جميعهم من الأردنيين فقط 12 منهم غير أردنيين.. وفي الفوسفات تم
تعيين ٨٠٠ موظف في الشركة منذ عام ٢٠٠٦ ,ووفر قطاع الاتصالات 5 آلاف وظيفة
عمل مباشرة و25 ألف وظيفة عمل غير مباشرة .
بقي أن
هناك أصواتا موضوعية ليست عدمية تستند الى حقائق علمية في جبهة المعارضة
للسياسات الإقتصادية لديها وجهة نظر تهدف الى النصح لتصويب العثرات خدمة
لصالح الإقتصاد الوطني , لكنها للأسف وجدت مصيرا يشبه الأصوات المؤيدة لها ,
فقد أذهب الضجيج الذي لا يهدف الى بلوغ أي هدف فرصتهما معا كما غيب
الحقائق .