أخبار البلد - من المقرر أن يدخل وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ صباح اليوم الأحد، على أن يتبعه إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وإسرائيليين بعد ساعات، مما يفتح الطريق أمام نهاية محتملة لحرب الإبادة التي استمرت 15 شهرا وخلفت أكثر من 150 ألف ضحية في بين شهيد وجريح في القطاع المحاصر.
جاء الاتفاق بعد أشهر من المفاوضات المتقطعة التي توسطت فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، وجاء قبل وقت قصير من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني.
ويدخل وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل حيز التنفيذ في الساعة الثامنة والنصف بتوقيت القدس (06:30 بتوقيت غرينتش) اليوم الأحد. وتستمر المرحلة الأولى من الاتفاق ستة أسابيع، وسيتم خلالها إطلاق سراح 33 من أصل 98 محتجزاً إسرائيلياً متبقين، نساء وأطفال ورجال فوق الخمسين عاما ومرضى وجرحى، مقابل إطلاق سراح ما يقرب من 2000 أسير ومعتقل فلسطيني.
وتشمل هذه القائمة 737 سجينا من الذكور والإناث والقصر، بعضهم أعضاء في فصائل فلسطينية، فضلا عن مئات الفلسطينيين من غزة المحتجزين منذ بداية الحرب. ومن المتوقع أن يتم إطلاق سراح ثلاثة أسرى إسرائيليين من الإناث مساء اليوم الأحد عن طريق الصليب الأحمر، مقابل إطلاق سراح 30 أسيراً فلسطينياً لكل واحدة منهن.
وقال كبير المفاوضين الأميركيين بريت ماكغورك إنه "بعد إطلاق سراح الرهائن اليوم الأحد فإن الاتفاق ينص على إطلاق سراح أربع رهائن أخريات بعد سبعة أيام، ثم إطلاق سراح ثلاث رهائن أخريات كل سبعة أيام بعد ذلك".
وعمل فريق الرئيس الأميركي جو بايدن بشكل وثيق مع مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لدفع الاتفاق قدما. ومع اقتراب موعد تنصيبه، كرر ترامب مطالبه بإبرام الاتفاق بسرعة، محذرا مرارا وتكرارا من أن "أبواب الجحيم ستنفتح على مصراعيها" إذا لم يتم إطلاق سراح أسرى الاحتلال.
غزة ما بعد الحرب
لكن ما سيحدث بعد ذلك في غزة يظل غير واضح في غياب اتفاق شامل بشأن مستقبل القطاع بعد الحرب، وهو ما سيتطلب مليارات الدولارات وسنوات من العمل لإعادة بنائه. ورغم أن الهدف المعلن لوقف إطلاق النار هو إنهاء الحرب بالكامل، فإن الاتفاق قد ينهار بسهولة.
ونجحت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، في البقاء بقطاع غزة على الرغم من آلاف الأطنان من المتفجرات التي ألقتها آلة الحرب الوحشية الإسرائيلية على القطاع والمدنيين الذين شردوا عشرات المرات هرباً من القصف.
وتعهدت إسرائيل بأنها لن تسمح لحماس بالعودة إلى السلطة وقامت بإخلاء مساحات كبيرة من الأرض داخل غزة، في خطوة ينظر إليها على نطاق واسع على أنها تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة تسمح لقواتها بالتصرف بحرية ضد التهديدات في القطاع.
وفي إسرائيل، ربما تخفف عودة الأسرى بعض الغضب الشعبي ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية بسبب الفشل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. ولكن المتشددين في حكومته هددوا بالفعل بالاستقالة إذا لم تستأنف الحرب على غزة، الأمر الذي تركه محاصرا بين رغبة واشنطن في رؤية نهاية للحرب، وحلفائه السياسيين من اليمين المتطرف في الداخل. وإذا استؤنفت الحرب، فمن الممكن أن يبقى عشرات الأسرى الإسرائيليين في غزة.