سأقول وأنا لست إعلاميا، ولكني مهتم ومتابع لحال المشهد الاعلامي، ان النتيجة القادمة من مثل تلك القرارات لن تتجاوز خلق منصب جديد إضافي للمنافسة في جسم فيه اكثر من مفتي ووصي، وتفريق للجهود في زمن يؤكد الجميع ان المطلوب توحيد شكل ومرجعية الرسالة الاعلامية للدولة، وأولى خطواتها دمجها جميعها كما في القرار الذي سبقها في ذات الجلسة الخاص بالتعليم، وليس وضعها موضع المنافسة وتوزيع المهام والصلاحيات، فاستقلالية الاعلام ليس من الضرورة بمعناها فصل كل مسمى اعلامي برئيس وقرار منفصل، بل ايصالها لمستوى الشفافية الواضحة الموحدة في سرعة نقل الخبر من مصدر معلوم ومرجعية متخصصة بكامل حقيقته، ليكون رسالة دولة إعلاميا، لنتجاوز حالة بناء المعلومة المتأخرة دائما، ومواجهة التشويش الذي يخلقه بعض الداخل وكثير ممن هم بالخارج من إعلام المشككين وزارعي الفتنة والابتزاز والفساد في الارض وبين العباد.
لست إعلاميا ولست مخولا بالحكم على القرار، ولكن اتحدث كمواطن يقرأ نتائج توجهات عامة، ويتابع ما يحدث حولنا من سياسات دول استطاعت رسم إعلام دولة في دولها، حتى اصبحت قادرة بإعلامها قلب موازين وخلق كيانات وبث سياسات تخدمها، ونحن ما زلنا نتعامل مع الاعلام الأردني وكأنه «كيكة عيد ميلاد» متاحة ليتذوقها الجميع، حتى من يعاني من مرض السكري فهي «ذواقه» حتى ولو لمرة واحدة. في وقت الأردن في اشد الحاجة لرسالة إعلامية واحدة، ومرجعية لإصدار الخبر بأسرع الطرق وأكثرها كفاءة، وان قال احدهم «موجود» سأقول نعم ولكن غير ملموس، او لم يتم تسويقه وتقديمه بقالب سليم، وسأبقى اكرر ان رئيس تحرير في صحيفة ما او مدير الاخبار في تلفزيون ما او مراسل صحفي لموقع اخباري او حتى المواطن المتابع ما يزالون غالبا بعيدين عن المرجعية الإعلامية الأردنية التي يتلقى منها الخبر وهو ممتلئ القناعة والقبول، والتجارب في احداث سبقت كثيرة، فما قرأناه على قناة محلية شريطا إخباريا يوما سمعنا نفيه على محطة تلفزيونية اخرى، ثم كان تقريرا مصورا على محطة غيرها، ليتبعها تصريحا لوكالة، ثم ينتهي بلقاء متأخر بعد ان انتشر الخبر بأكثر من صورة وتوصيف، ومثال آخر قبل ايام قرأت خبرا على صفحات جريدة بإغلاق ما يزيد على مائة فندق أردني يتبعه لقاء براق لمسؤول شريك في ذات القطاع في برنامج متلفز ومقال صحفي يتغنى بإنجازاته في الاستدامة والتسويق وزيادة عدد المسارات السياحية الفارغة من السياح، ليبقى هذا حالنا في الخبر ومصدره، ولتبقى القرارات في الجسم الاعلامي مستمرة في زيادة عدد المرجعيات والهيئات وتنصيب فلان او عزل فلان في هرمها او غيرها، ليصل بنا الحال يوما ما لتعيين رئيس مجلس ادارة لكل خبر يصدر اعلاميا.