برزت في السنوات الأخيرة تحولات كبيرة وملموسة في الرياضة العربية وخصوصا دول الخليج نحو العالمية ولم تعد كالسابق تقتصر على المنافسات المحلية و تحولت الى استثمارات رياضية واعدة ، وتصدت لتنظيم البطولات العالمية حيث نظمت دولة قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 بنجاح كبير ومبهر وهي البطولة الأولى والأكبر على المستوى العالمي والمتابعة الاعلامية والجماهيرية لها ، والان يأتي شرف التنظيم على المغرب بالاستضافة بالشراكة مع اسبانيا والبرتغال عام 2030 وعلى السعودية عام 2034 بعد الاعلان الرسمي عن ذلك من الاتحاد الدولي لكرة القدم في الحادي عشر من كانون الأول الجاري .
وقد هنأ جلالة الملك عبدالله الثاني القيادتين المغربية والسعودية معربا أن الاستضافة لهذا الحدث العالمي الكبير محط اعتزاز وفخر للأردن ولكل الدول العربية وتجسيدا لمكانتها المتميزة .
وأعلن ولي العهد السعودي عن تأسيس " الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034 " برئاسته وتضم عدة وزراء ذوي الصلة لضبط جودة المخرجات ومستوى العمل والانجاز ، ويؤكد عزم المملكة الكبير بالمساهمة الفعالة في تطوير كرة القدم حول العالم ونشر رسائل المحبة والسلام والتسامح .
ووعد وزير الرياضة السعودي بأن تكون هذه البطولة أفضل نسخة لكأس العالم في التاريخ ، فيما أعلن لاعبون سعوديون أننا ننسج واقعا يلبي طموحات جماهيرنا الشغوفة بكرة القدم فيما قال رونالدو أنه مقتنع أن نسخة 2034من كأس العالم ستكون الأفضل في التاريخ .
ومن جانب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فقد صرح بأنه في عام 2034 ستكون أول كأس للعالم بعد المئوية الأولى للبطولة وستكون فريدة من نوعها ، وقد أقيمت البطولة الأولى عام 1934 .
ويتوقع الاتحاد الدولي تحقيقه وفرا بقيمة 450 مليون دولار من تنظيم السعودية لبطولة كأس العالم .
وتتضمن أهم بنود تكاليفه في المونديال النقل التلفزيوني بمبلغ 378 مليون دولار والقوى العاملة 274 مليون دولار وأجور النقل 124 مليون دولار وخدمات المنتخبات المشاركة 111 مليون دولار وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات 100 مليون دولار .
وستفوم السعودية بتشييد 15 ملعبا لكرة القدم وفق أحدث المواصفات العالمية منها ستاد الأمير محمد بن سلمان بأرضيات وسقف وحائط وبتسع لستين ألف مقعدا اضافة الى التحكم بالأرضية وقابل للطي لاقامة بطولات ومسابقات رياضية وعروض واحتفالات ويراعي البيئة وتبريد الهواء طوال العام .
و أكثر من 232 ألف وحدة فندقية في خمسة مدن سعودية مستضيفة للبطولة و10 مدن مساعدة و16 مطارا دوليا .
لقد دخل صندوق الاستثمارات العامة السعودي وهو الصتدوق السيادي الذي يدير استثمارات المملكة العربية السعودية في الداخل والخارج على قطاع الرياضة ضمن الاستراتيجية السعودية الشاملة بدعم كل القطاعات غير النفطية وتقليل الاعتماد على النفط وتنويع الاقتصاد و اخرها اعلانه الخميس الماضي استكماله الاستحواذ على 15% من مطار هيثرو بقيمةملياري يورو ، وقام بضخ استثمارات مالية في القطاع الرياضي وما زال مستمرا كلما سنحت فرص واعدة وأسس شركة سرج للاستثمارات الرياضية بهدف دعم نمو قطاع الرياضة في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .
ويعتبر الاقتصاد السعودي قاطرة نمو اقتصادات الخليج وتقدم السعودية فرصا استثمارية هائلة لكل المستثمرين ، ويمثل قطاع الرياضةما نسبته 1% من الناتج المحلي الاجمالي للسعودية ويحقق ايرادات 18 مليار ريال سنويا وتستهدف رفع النسبة الى 5%.
وانطلق شريان جديد بقطاع النقل السعودي مع تدشين " مترو الرياض " الذي كان مترقبا منذ سنوات ومع استضافة كأس العالم في العقد القادم ، وهو يمثل نقلة نوعية تعكس طموحات المملكة لبناء بنية تحتية متطورة .
أما التوقعات الايجابية من الاستضافة ، فان الأسواق تتوقع أن تحقق أسهم القطاع المصرفي مكاسب تتجاوز نسبة 28% عن المستهدف الحالي في خلال 12 شهرا ، واتجاه صاعد لأسهم قطاع السلع الرأسمالية من العقارات والانشاءات بمكاسب تتجاوز نسبة 50% منذ مطلع العام الحالي والتطلع لزيادة الاستثمارات في القطاع العقاري ، وعودة مكاسب أسهم قطاع الاعلام والترفيه لتتجاوز 35% منذ مطلع العام .
وتظهر أرقام كرة القدم السعودية ، أن الاستثمارات المخصصة سنويا لتطوير الأندية تبلغ 300 مليون دولار ، وعدد اللاعبين المسجلين 27 ألف لاعب ، والدول التي تنقل الدوري السعودي تلفزيونيا 155 دولة ، ومتوسط حضور المباريات من الجمهور 20 ألف مشجع ، و100 حدث رياضي تم استضاقتهمنذ 2018 .
وبعد انضماماللاعب البرتغالي العالمي رونالدو لنادي النصر السعودي بدأ اللاعبون الأجانب يتقاطرون نحو السعودية وبدأت قنوات رياضية تسعى لشراء حقوق نقل مباريات الدوري السعودي بملايين الدولارات .