دخل اتفاق وقف اطلاق النار الهش بين لبنان واسرائيل استنادا لقرار الأمم المتحدة رقم 1701 الصادر عام 2006 والمحدد بستين يوما حيز التنفيذ بضمانات حددتها واشنطن وبرعاية خماسية من الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وقطر ومصر بعد شهرين من التوغل البري الاسرائيلي الى الجنوب اللبناني ، وبنصوص اتفاق معلنة تشمل انسحاب الجيش الاسرائيلي من الأراضي اللبنانية الى الحدود الشمالية وقوات حزب الله من المناطق الحدودية الى ما وراء نهر الليطاني وانتشار الجيش اللبناني في تلك المناطق ووقف تهديد حزب الله لاسرائيل ومنع وصول السلاح اليه ، وبعضها غير معلنة .
وحسب الأمين العام لحزب الله الجمعة ، فان حزب الله انتصر و العدوان الاسرائيلي أخذ شكل الحرب الشاملة وكان يهدف لابادة الحزب واعادة سكان الشمال الى المستوطنات والهجوم الاسرائيلي ألمنا وجعلنا نعيش حالة ارباك لعشرة أيامواتفاق وقف اطلاق النار هو برنامج اجراءات تنفيذية للقرار 1701 والتنسيق مع الجيش اللبناني سيكون على أعلى مستوى لتنفيذ الاتفاق ، أما نتنياهو فقد أورد في اعلانه وقف اطلاق النار أننا حققنا ما كنا نريده في لبنان وأعدنا حزب الله عقودا الى الوراء وتدمير بنيته التحتية العسكرية وقدراته الصاروخية .
فيما يرى محللون سياسيون ، أن الفوز في الحرب لم يكن لأي من الطرفين والاثنان خاسران .
وقد رحب الأردن بالاتفاق ، معبرا عن أهمية نجاح وقف اطلاق النار في لبنانووقف الحرب على غزة .
وعقب الاعلان عن الوقف بدأت عودة الاف اللبنانيين من سوريا عبر المعابر الحدودية شرقي لبنان وقد قصفت اسرائيل كل المعابر الحدودية البرية مع سوريا خلال الحرب ، وكان قد غادر لبنان أكثر من 600 ألف لبناني وسوري منذ بدء الحرب ، وأعلنت وزارة الداخلية اللبنانية أنها تتخذ تدابير مشددة في مطار بيروت بشأن الواردات وتطبق القوانين بشكل حازم .
وتفيد تقارير اعلامية عن مصادر لبنانية مقربة من حزب الله أنها ترجح عدد قتلاه خلال 14 شهرا بنحو 4000 حتى الان وتم اغتيال 14 قائدا بارزا خلال 14 يوما بالتمام والكمال ، وأن الحزب يعمل على اعادة هيكله التنظيمي واعادة تنظيم بنيته القيادية والعسكرية بعد خسائره الفادحة والتحقيق في ثغراته الأمنية وتركيزه على عودة النازحين وعلى قضايا داخلية ، وأن طهران لديها مجموعة متنوعة من الطرق لايصال الأموال الى حزب الله وتعمل ايران بمنطق الثورة وهو السائد وليس الدولة .
والتساؤل المطروح هل ستوقف اسرائيل القصف على غزة بعد لبنان ، وغزة تعول على جهود الوساطة لوقف الحرب وبين مبادرات التهدئة وخيارات التصعيد ، ويترقب الطرفان عودة ترمب قبل وقف اطلاق النار في غزة .
ويرى مراقبون أن الحرب على لبنان نتجت عن تداعيات السابع من أكتوبر وتفرعت عنه ، بينما تعتبر اسرائيل الحرب على غزة حربا وجودية .
وبعد أكثر من عامين على الفراغ الرئاسي اللبناني ، يسود تفاؤل بالانتخابات الرئاسية التي أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني بعد وقف الحرب عن موعدها لتجرى في التاسع من كانون الثاني 2025 وقبل مجيء ترمب .
وفي مجال اعادة الاعمار للمناطق المدمرة نتيجة الحرب على لبنان وحسب محللون سياسيون لبنانيون ، فان الحديث حوله ما زال مبكرا قبل انتخاب رئيساللجمهورية اللبنانية وتشكيل حكومة دائمة بدلا من الحكومة الحالية المؤقتة المكلفة بتصريف الأعمال ، والدول التي ستساهم في تمويل الاعمار وان كان من المرجح أن تشارك فيه كل من الولايات المتحدة والدول الخليجية وايران .
ووفق صحف أميركية ، وبعد اتفاق وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل يسعى الرئيس بايدن جديا للتوصل لاتفاق بغزة ويسابق الزمن في ذلك قبل نهاية ولايته ورحيله وتسليم السلطة الى الرئيس المنتخب ترمب في العشرين من كانون الثاني 2025 ويرغب في التوصل لاتفاق لتبادل الرهائن حتى لو نسب الانجاز في النهاية لترمب . وجاء ذلك في مكالمة هاتفية مع نتنياهو .
وتضيف ، أن ايران تتبنى لهجة تصالحية مع عودة ترمب واضعاف حزب الله ، وأن اتفاق وقف النار في لبنان تم بتنسيق أميركي ايراني ولم يكن ليحدث دون موافقة ايران والتي بدورها أعطت الضوء الأخضر لحزب الله بالموافقة .
ويسود تعاون غير متوقع بين بايدن وترمب لحل أزمات الشرق الأوسط ويتفقان على دمج اسرائيل أكثر في الشرق الأوسط ، والتوافق بينهما يحقق مكاسب مشتركة للطرفين من حيث تسجيل انجاز لبايدن ومن حيث ترمب الحد من الأزمات التي سيواجهها قبل دخوله البيت الأبيض .
وما زالت جهود بايدن تصطدم يتباعد مواقف حماس واسرائيل بشأن التوصل لاتفاق ، فيما يرغب نتنياهو في صفقة جزئية لتحرير الرهائن من دون وقف الحرب أو الانسحاب من قطاع غزةمعلنا أن الظروف أصبحت أفضل للتوصل لاتفاق وقد أوافق على وقف اطلاق النار وليس انهاء الحرب ، بينما أنظار سكان قطاع غزة تتجه نحو هدنة قريبة وطي صفحة الحرب قبل نهاية 2024 وقبل حلول فصل الشتاء البارد والقارس على النازحين في الخيام بعد ايقاف النار في لبنان .
وحذرت الأمم المتحدة أن الاقتصاد الفلسطيني في حالة سقوط حر ، وقد سقط اقتصاد غزة وانخفض الناتج الاقتصادي فيها الى سدس مستواه فاقدا خمسة أسداس هبوطا الى مايعادل 16% مما كان عليه قبل الحرب ، وكان معدل البطالة في غزة قبل الحرب عند معدل 50% وبعد الحرب وصلت معدلات التوظيف الى الجمود تقريبا ، و نحو 90% من سكان غزة نزحوا داخليا ويعيش الكثير منهم في مخيمات ، وألغت اسرائيل بعد حرب غزة نحو 150 ألف تصريح عمل للفلسطينيين الذين يعملون داخلها ، ونحو 96% من الأصول الزراعية والالات والبساتين دمرت بحلول عام 2024 ، و75 ألف غزي في الشمال يجابهون الموت وسطحرب الابادة والتجويع وتقييد اسرائيل وصول المساعدات الانسانية والاغاثية واغلاق المخابز نتيجة نقص الامدادات .
وتغيرت ملامح التعليم خلال الحرب على غزة ، حيث 85% من المباني المدرسية في غزة تعرضت للتدمير و70% من مدارس وكالة الأونروا تعرضت للقصف في غزة وأكثر من 625 ألف طالب وطالية انقطعوا عن التعليم و95% من مدارس الوكالة استخدمت كملاجئ للنازحين ومعظم مدارسها في غزة لم تعد بالامكان استخدامها للتعليم بسبب تضررها أو تدميرها أو ايواءها لألاف من النازحين ، وذلك منذ بدء الحرب في أكتوير 2023.