جرائم الاحتلال الإسرائيلي تتواصل في محافظات الضفة الغربية أيضا ولا توقف عن جرائم الإبادة في قطاع غزة حيث ارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43.391، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 وأن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 102.347 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض والركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم .
ويواصل الاحتلال قصفه لمخيمات النازحين في دير البلح، وبلدة الزوايدة وخان يونس وبلدة بيت لاهيا، الذي أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات المواطنين وأن جرائم الاحتلال في جنين وطوباس تندرج ضمن سياسة الاغتيالات التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا، وتعكس استمراره في حربه الوحشية .
تتحمل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال العسكري المسؤولية الكاملة عن تصعيد الوضع وإصراراها على استمرار الإبادة الجماعية، ما يضع الضمير الإنساني والمنظومة الدولية بمؤسساتها كافة، أمام اختبار أخلاقي وإنساني وقانوني ولا بد من المجتمع الدولي التوقف عن التعامل مع القضايا الدولية والنزاعات بمعايير مزدوجة على حساب العدالة الإنسانية الشاملة والقانون الدولي الإنساني ويجب تدخل المجتمع الدولي بشكل عاجل لوقف المجازر اليومية من خلال توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني .
وبينما يواصل الاحتلال حرب الإبادة تتعرض القدس لاستهداف شامل وكل شيء فلسطيني فيها مستهدف ومستباح حيث تتم على مدار الساعة محاولات طمس معالمها وتزوير تاريخها وتهميش وإضعاف الحضور الفلسطيني الإسلامي والمسيحي فيها، وان القدس أصبحت في خطر شديد والعرب كانوا يقولون في وقت من الأوقات بأن القدس هي عروس عروبتنا ولكننا نستميحهم عذرا قائلين بأن من لم يتحرك من أجل وقف الحرب على غزة لا نتوقع منه أن يتحرك من اجل القدس .
تجار الحرب الذين يبتزون ويستغلون المواطنين في غزة ويبيعون المؤن والمواد الضرورية التي يحتاجها المواطن بأسعار خيالية أنهم أشد خطرًا ووطأة من ممارسات الاحتلال ذاته وان تجار الحرب ظاهرة سلبية خطيرة ومسيئة، اذ لا يجوز على الإطلاق استغلال أحوال الناس في غزة وابتزازهم في لقمة عيشهم، ويجب على الجميع التكاتف في غزة والا يستغلوا المواطنين وأن يتفهموا معاناة الناس في ظل الحرب فأهل غزة يعانون من النزوح والتهجير والتدمير والاستهداف والمجاعة منتشرة في كل زاوية من زوايا القطاع، وأن ومسألة جشع التجار يجب أن تتوقف ويجب العمل على معالجة هذه الظاهرة السلبية .
من المؤسف والمحزن هذا الحال العربي الذي وصلنا إليه وحالة الوهن والضعف حيث أن حالة الوهن هذه يستثمرها الاحتلال من اجل تمرير مشاريعه وسياساته وأجنداته ومن اجل استمرار العدوان على شعبنا ولا نتوقع أن تتبدل وان تغير السياسات الأمريكية تجاه منطقتنا وتجاه القضية الفلسطينية وخاصة بعد عودة الرئيس تراب للرئاسة الأمريكية فالذي يجب أن يتبدل وان يتغير هو الحال العربي وأن يكون العرب أكثر لحمة وتعاضدا وتعاونا وأن تكون بوصلتهم نحو فلسطين لان أي بوصلة ليست باتجاه فلسطين هي ليست في الاتجاه الصحيح .
القدس في خطر شديد ونحن ندق ناقوس الخطر للمرة الألف على أمل أن يصل صوتنا إلى العالم العربي الذي يجب أن يتحرك نصرة للقدس ومقدساتها ولكن أولا وقبل كل شيء يجب أن يكون التحرك من أجل وقف العدوان على غزة ولبنان .