من قوة التحكم بالنفس في لحظة الغضب إلى القدرة على الاعتذار عند الضرورة، ومن الانفتاح على الآخرين إلى وضع حدود حازمة لعلاقاتهم.. ترصد الكاتبة الأمريكية وخبيرة التنمية البشرية زايدا سلابيكورن ثلاث عشرة صفة يتمتع بها الأشخاص أصحاب الشخصية القوية.
وفي تقرير لها على موقع مجلة "تانغو" الأمريكية تقول "سلابيكورن": يشعر الأشخاص الأقوياء نفسيًّا بالسلام والتوازن في كل جانب من جوانب حياتهم، وهذا هو السبب في أنهم يميلون إلى النجاح، وغالبًا ينجحون. إنهم يملكون شخصية ونفسية أقوى مما يدرك الآخرون.
وترصد الكاتبة ثلاث عشرة صفة مميزة لأصحاب الشخصية القوية عقليًّا ونفسيًّا، هي:
1- القوي لا يغضب بسهولة: الذكاء العاطفي هو الأساس لكون الشخص سليمًا نفسيًّا؛ إذ يمكنه التحكم في ردود أفعاله تجاه تصرفات الآخرين، ولا تطغى عليه المشاعر الشديدة؛ فهو لا يتصرف تحت تأثير الغضب، وبدلاً من ذلك يتفهم مشاعره وعواطفه، ويكشف عنها، ويتعاطف مع الآخرين ومواقفهم.
2- لا يأخذ النقد بشكل سلبي: القوي يثق في قدراته وقوته العقلية، ولا ينزعج من انتقادات الآخرين البناءة أو ملاحظاتهم؛ لهذا هو يستوعب آراء الآخرين، ويرى الإيجابي فيها، ويتعامل معه.
3- يمكنه الاعتذار عند الضرورة: يشعر أقوياء الشخصية بالأمان مع أفكارهم بعدما تحققوا من صحة بياناتهم ومعلوماتهم، ولكن حتى أكثر الأشخاص ثقة يرتكبون أخطاء، وفي اللحظة التي يعرفون أخطاءهم لا يترددون في الاعتذار، وهم يعلمون جيدًا أن هذا الاعتذار لا يسيء لهم.
4- على استعداد للتغيير عند الحاجة: على الرغم من ثقة القوي بنفسه إلا أنه يعرف أنه ليس "فوق" التغيير اعتمادًا على الموقف. على سبيل المثال: إذا كان شخص ما يشعر بالقلق أو عدم الارتياح في موقف اجتماعي، يضم الكثير من الأشخاص، فقد يفكر في اختيار أنشطة أقل انفتاحًا، وتضم عددًا أقل من الأشخاص.
5- لا يحد من أفكاره بل يتبعها بالأفعال: الأشخاص الأقوياء يتميزون بالتوازن بين التطبيق العملي والخيال لصياغة مستقبلهم؛ لذلك هم لا يخافون من تحقيق أحلامهم، حتى لو كان ذلك يعني اتخاذ خطوة صغيرة اليوم. إن خيال وأفكار اليوم هي واقع الغد. والقدرة على إدراك الأحلام وتحقيقها تبدأ بتذكير الأقوياء لأنفسهم بأنهم قادرون على ذلك، ويسعون عمليًّا لتحقيقها.
6- الأقوياء لا يتوقعون الكثير من الآخرين: الأشخاص ذوو القوة الداخلية مكتفون ذاتيًّا. وبالرغم من أنهم يعتمدون أحيانًا على الآخرين للحصول على الدعم، لكنهم لا يعتمدون على الآخرين من أجل الحفاظ على توازنهم العقلي وأسلوب حياتهم الصحي؛ لأنهم يقومون بهذا الشيء بأنفسهم.
7- الأقوياء جادون بشأن حدود علاقاتهم: لا يخجل الشخص القوي من توضيح حدود علاقاته مع الأشخاص الآخرين، سواء علاقات العمل أو الصداقة، أوى العلاقات الشخصية المقربة، وهو قد يسعى إلى التحدث مع من حوله لتوضيح ما يحتاجون إليه ويريدونه، وما يجب أن يتوقعونه منه، وهو أيضًا ملتزم باحترام حدود الآخرين، لا يتدخل فيما لا يعنيه، ولا يفرض نفسه على أحد.
8- منفتحون على مساعدة الآخرين: في كثير من الأحيان يكون الأشخاص الأكثر ثقة وقوة عقلية هم أيضًا الأكثر تعاطفًا. إنهم يفهمون كيف يكون الشعور بالارتباك أو الخوف أو حتى العزلة، ويبذلون جهدًا لمشاركة النصائح، ويكونون معينًا في لحظات الشدة، وفي اللحظات العابرة.. ويفهم الأشخاص الأقوياء عقليًّا التأثير العميق للابتسام في وجه الغريب.
9- لديهم توازن بين العاطفة والذكاء: في شرح التعريف الحقيقي للحكمة يقترح عالم النفس روبرت جيه ستيرنبرغ أن "الأشخاص الحكماء" حقًّا يجسدون هذا النوع من الشخصية التي توازن بين العاطفة والعقل أو الذكاء. إن الإنسان القوي عقليًّا يستثمر في نفسه وفي الآخرين، ومن المؤكد أنه ليس بالأمر السهل كما يبدو، وإلا لكنا جميعًا نُعتبر الأكثر حكمة في عصرنا.
10- القوي يعرف حدود قدراته الخاصة: إلى جانب نقاط القوة، يدرك القوي نقاط ضعفه، والأشياء التي لا تزال بحاجة إلى العمل عليها، سواء فيما يتعلق بحياته الأسرية، أو في العمل؛ لذلك هو يبذل الجهود للنمو والتطور والتغيير.
11- لا يركن للراحة ولا يتوقف عن العمل: يجد بعض الأشخاص الراحة في جلسات السمر مع الأصدقاء الذين قد لا يفيدونهم، أو في الهروب من مواجهة المشكلات، أو الاستمرار بوظيفة لا تمنحه أي تحدٍّ.. أما الأقوياء فيجدون الراحة في النجاح والإنجاز، إنهم يعرفون ما يريدون، ونمط الحياة الذي يرغبون به، وهم دائمو البحث عما يحقق ذاتهم.
12- يوازن بين قبول ذاته وتطوير نفسه: الأشخاص الأقوياء لا يرون في تحسين ذواتهم وسيلة للهروب؛ فالفقير لا يرى عيبًا في هويته، ولا يحاول التنكر له، لكنه يعمل لتطوير نفسه وفرصه في العمل والحياة. إنه يوازن بين القبول والتطور.. يقبلون هويتهم في اللحظة الحالية مع الاعتراف غير المعلن بالمكان والمكانة اللذين يمكنهم الوصول إليهما.
13- الأقوياء يتحملون مسؤولية اختياراتهم: سواء اتخذت قرارات جيدة أو سيئة فأنت لست خائفًا من تحمُّل المسؤولية عن الأشياء التي قمت بها، في مكان العمل، أو في العلاقات، أو حتى عند التفكير في حياتك. لا يندم الأشخاص الأقوياء كثيرًا في حياتهم؛ إنهم منسجمون مع أنفسهم، وسعداء بخوض التحديات، ومسؤولون عن قراراتهم.