يبدو الاتحاد أحد المرشحين لنيل لقب الدوري السعودي للمحترفين بفضل أكثر من عامل، لكن هناك أيضًا عدة عوائق تعترض طريق العميد نحو هذا الحلم، فهل سينجح في اجتيازها؟.
بعد الفوز بلقب نسخة 2022-2023، قدم الاتحاد موسمًا باهتًا رغم انضمام القائد كريم بنزيما، لذلك تعهد المهاجم الفرنسي المخضرم بالرد على كل الانتقادات التي طالته بإعادة اللقب لقلعة النمور.
ويقدم الاتحاد نتائج مميزة منذ قدوم المدرب الفرنسي لوران بلان، لكن قبل ساعات من أحد أهم اختبارات الموسم ضد الغريم الأهلي في ديربي جدة، يسلط كووورة الضوء على أبرز المشاكل التي تواجه الفريق.
وعد بنزيما
قبل بداية الموسم الجاري وجد بنزيما نفسه في مرمى نيران الجماهير والإعلام، لاسيما بعد النتائج المخيبة التي حققها الفريق في الموسم الفائت، والاتهامات التي تلاحقه بالتدخل في العمل الإداري بالنادي.
وزادت حدة الانتقادات بعدما طلب بنزيما الإطاحة بعدد من المحترفين، على رأسهم المغربي عبد الرزاق حمد الله، أحد الهدّافين التاريخيين للمسابقة، إضافة إلى رفضه التعاقد مع المدرب ستيفانو بيولي، ما دفع لؤي ناظر، رئيس النادي السابق، للاستقالة.
ومع ذلك، تعهد بنزيما، في أكثر من مناسبة، بالتتويج بلقب الدوري السعودي رغم صعوبة المنافسة، وهيمنة الهلال على البطولات المحلية.
وقال مهاجم ريال مدريد السابق لصحيفة "ماركا" قبل بداية الموسم، "التتويج بالدوري السعودي لن يكون سهلًا خصوصًا أن المنافسة معقدة، والفرق تصبح أقوى، لكني أعتقد أننا قادرون على تقديم الأفضل".
وأضاف "الدوري السعودي هو اللقب الأهم للنادي، والمشجعون يريدون الفوز به، مثلنا، وأنا هنا من أجل التتويج".
ظروف مهيأة
وبعد انقضاء أول 8 جولات من الموسم، يمكن القول إن الاتحاد يسير في الاتجاه الصحيح، فالفريق يحتل المركز الثاني برصيد 21 نقطة، بعد الفوز في كل المباريات، والخسارة فقط من حامل اللقب الهلال، علمًا بأنه تفصله 3 نقاط فقط عن الصدارة، التي يحتلها الزعيم أيضًا.
بنزيما هو الآخر وجد بوصلة التألق، حيث سجل 8 أهداف، ولا يتفوق عليه في الدوري السعودي سوى ألكسندر ميتروفيتش، مهاجم الهلال (10 أهداف).
كما أثبتت الصفقات التي اختارها بنزيما نجاحها حتى الآن، بتألق موسى ديابي وحسام عوار، حيث شكّل هذا الثلاثي قوة كبيرة أعادت الهيبة الهجومية للفريق، ما يدعم حظوظ العميد في المنافسة.
العامل الآخر الذي قد يصب في صالح الاتحاد مع مرور الوقت هو اقتصار مشاركات الفريق على البطولات المحلية، بعكس الثلاثي المشارك في دوري النخبة الآسيوي بنظامها الجديد الهلال والنصر والأهلي، وهو الثلاثي الذي يحارب على أكثر من جبهة، ما يعرّض لاعبيه للإجهاد.
مشكلة مزعجة
ورغم ذلك، تلوح في الأفق مشكلة قد تؤثر على الفريق مع مرور الوقت تتمثل في الإصابات المتكررة لعدد من أبرز النجوم.
هذه المشكلة عانى منها الاتحاد بشكل واضح في الموسم الماضي، وكانت من أهم الأسباب التي أبعدت الفريق عن المنافسة، حيث لم يجد المدرب السابق مارسيلو جاياردو حلولًا بديلة، ما يمثّل تحديًا رئيسيًا لبلان في الفترة المقبلة.
وعانى الاتحاد من الإصابات في معظم المباريات التي لعبها حتى الآن، حيث طال الأمر عددًا من نجومه الأساسيين، الأمر الذي وصفه بلان بـ"المزعج" قبل مباراة الرياض.
فحتى قبل بداية الموسم، فقد الاتحاد لاعب الوسط عوض الناشري، بعد أن تعرض لإصابة عضلية في مباراة ودية أمام القادسية، ولم يشارك اللاعب في أي مباراة هذا الموسم.
وفي أول دقائق الموسم، تعرض المدافع فيليبي لويز لإصابة عضلية هو الآخر بعدما أبعد كرة من على خط المرمى في مباراة الخلود، ومنذ ذلك الوقت ابتعد اللاعب عن المباريات، ليخرج من قائمة الفريق.
وفي مباراة الجولة الثانية ضد التعاون، خرج بنزيما متأثرًا بالإصابة في الدقائق الأخيرة من المباراة، إلا أنها كانت إصابة بسيطة، لم تؤثر على مشاركته في المباراة التالية أمام الوحدة.
وفي واحدة من أهم مباريات الموسم ضد الهلال في الجولة الرابعة، فقد الاتحاد خدمات محترفه الجديد البرتغالي دانيلو بيريرا بعد إصابة قوية في الساق، حيث لم يظهر مع الفريق منذ تلك المباراة.
حتى في مباريات الكأس، لم يسلم العميد من لعنة الإصابات وأمام العين في دور الـ32 خرج عبد الرحمن العبود متأثرًا بإصابة بكسر في عظام الوجه، ارتدى على إثرها قناعًا وغاب لمباراتين.
كما أصيب الظهير الأساسي فواز الصقور في عضلة السمانة، خلال مباراة الأخدود ضمن الجولة السادسة من الدوري، ما أبعده عن الفريق حتى الآن.
ووصلت لعنة الإصابات إلى ذروتها في مباراة القادسية ضمن الجولة السابعة، حيث طالت ثلاثي الدفاع حسن كادش (العضلة الخلفية)، ومهند الشنقيطي (في المفصل)، وعبد الإله العمري (شد عضلي).
هذا كله يأتي بالإضافة إلى الإصابات الطويلة، حيث يغيب الثنائي أحمد شراحيلي، وأحمد بامسعود منذ الموسم الماضي بسبب الرباط الصليبي.
ظاهرة جديدة
بينما يعاني الاتحاد من الإصابات التي كانت هددته الموسم الماضي، ظهرت هذا الموسم مشكلة جديدة، تتمثل في إهدار الفرص السهلة أمام المرمى.
صحيح أن هذه المشكلة لم تؤثر حتى الآن على العميد، إلا أنها قد تؤدي إلى نتائج سلبية في مباريات أكثر تعقيدًا، الأمر الذي ينذر بالتراجع في منافسة صعبة أصلا.
ويكفي القول إن الاتحاد هو أكثر فرق الدوري السعودي هذا الموسم إهدارًا للفرص الكبرى (19 فرصة بالتساوي مع النصر)، أي بمعدل 2.3 فرصة في المباراة الواحدة، وفقًا لإحصائيات شبكة "سوفا سكور" المتخصصة.
ورغم تألقهما اللافت، إلا أن بنزيما (6) وديابي (5) هما أكثر لاعبي فريق النمور إهدارًا للفرص الكبرى أمام المرمى.
ولم تكن هذه الظاهرة ملحوظة في مباريات الاتحاد خلال الموسم الماضي حتى على مستوى الأرقام، إذ احتل المركز الرابع في قائمة أكثر الفرق إهدارًا للفرص بواقع 58 فرصة، أي بمعدل 1.7 فرصة في كل مباراة.