بعد عام ويومين من بدء الحرب الحالية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي عقب تنفيذ حركة حماس عملية طوفان الأقصى، وبدء الاحتلال حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني ولاحقاً اللبناني، تجاوز إجمالي عدد الصواريخ المُطلقة من الأراضي اللبنانية نحو دولة الاحتلال، العدد الذي أطلقته الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة.
وأفاد موقع واينت العبري، بأن حزب الله اللبناني، أطلق في الأيام الستة الماضية نحو 200 صاروخ يومياً، وفي أعقاب ذلك، بلغ عدد الصواريخ التي أُطلقت من لبنان منذ الثامن من أكتوبر وحتى اليوم، أكثر من 13500، مقابل نحو 13300 صاروخ أُطلقت من غزة، منذ السابع من أكتوبر. ومنذ شهر فبراير/ شباط، بدأت الوتيرة اليومية للصواريخ من الأراضي اللبنانية تفوق ما يتم إطلاقه من القطاع، وتواصل هذا الاتجاه طوال جميع الأشهر الماضية منذ ذلك الحين، ولكن بالمجمل كان عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من غزة أكبر حتى بداية الأسبوع الحالي.
ويرجع السبب الرئيسي في ذلك، إلى الرشقات الصاروخية المكثفة التي أطلقت من غزة في اليوم الأول للحرب، وشملت أكثر من 4000 إنذار، معظمها في الساعات الأولى من "طوفان الأقصى". ووفقاً لمعطيات جيش الاحتلال الإسرائيلي، تم خلال الحرب إطلاق نحو 400 صاروخ ومُسيّرة من إيران، وحوالي 180 صاروخاً ومسيّرة من اليمن، وقرابة 60 عملية إطلاق من سورية.
وشهد ظهر أمس الثلاثاء، إطلاق أكبر رشقة صواريخ باتجاه مدينة حيفا ومنطقة الكريوت القريبة منها، منذ بداية الحرب، وشملت 85 صاروخاً في رشقة واحدة، أعقبتها رشقة أخرى بعد برهة قصيرة جداً شملت 20 صاروخاً، بإجمالي 105 صواريخ. وسقط أحد الصواريخ قرب بناية سكنيّة مكوّنة من 22 طابقاً قرب جسر بين كريات موتسكين وكريات يام. وذكر خبراء متفجّرات في شرطة الاحتلال أن الصاروخ حمل رأساً متفجراً يزن 6.5 كيلوغرامات، لكنه لم ينفجر، وكان على بعد خمسة أمتار عن خزان غاز تابع للمبنى الذي يضم 143 شقة سكنية.
وبسبب المخاوف الكبيرة، تقرر استدعاء خبراء متفجرات من مدرسة متخصصة، من القدس المحتلة ومنطقة تل أبيب، ما اضطر السكان للبقاء في الملاجئ لنحو سبع ساعات حتى الانتهاء من إبطال مفعول المتفجرات.