ذكرت هيئة البث الإسرائيلية، الاثنين16سبتمبر/أيلول2024، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتأهب لإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت وتعيين رئيس حزب "اليمين الوطني" جدعون ساعر محله فيما نفى مكتب نتنياهو ما أوردته التقارير.
وتتصاعد منذ فترة خلافات بين نتنياهو وغالانت بشأن احتمال شن حرب "واسعة" على لبنان وعدم التوصل حتى الآن إلى اتفاق مع حركة حماس لتبادل أسرى ووقف إطلاق نار بقطاع غزة.
ونقلت هيئة البث عن مسؤول في مكتب نتنياهو لم تسمه: "يتأهب رئيس الوزراء لإقالة غالانت خلال فترة قصيرة" وأضافت أن "دائرة نتنياهوالمقربةتجري مفاوضات مع رئيس حزب اليمين الوطني جدعون ساعر، ليحل محل غالانت".
وحين نشرت هيئة البث هذا الخبر كان غالانت، وهو قيادي في حزب "الليكود" (يمين) بزعامة نتنياهو، يشارك في جلسة أمنية بمقر وزارة الدفاع بتل أبيب.
ونقلاً عن مسؤول سياسي لم يسمه، قال "الليكود" عبر حسابه في منصة "تلغرام: "تقارب كبير في المفاوضات لتعيين ساعر محل غالانت، ومكتب نتنياهو ينفي وجود اتفاق".
وساعر (57 عاماً) هو قيادي سابق في "الليكود" انشق عن الحزب عام2020؛ إثر خلافات مع نتنياهو، وأسس في2021حزب "أمل جديد" الذي فاز بـ6مقاعد (من أصل120) في الكنيستخلال انتخابات في العام نفسه.
وخاض انتخابات2022 المبكرة، بالتحالف مع زعيم حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس، ضمن حزب "الوحدة الوطنية" الذي حصل على12مقعدا.
لكن في مارس/آذار الماضي، أعلن ساعر انشقاقه عن حزب "الوحدة الوطنية"، وأسس حزب "اليمين الوطني"،ولديهحالياً4مقاعد في الكنيست.
نتنياهو ينفي تقارير إقالة غالانت
ونفى مكتب نتنياهو صحة الأنباء المتداولة بقوله، عبر بيان، إن "المنشورات المتعلقة بالمفاوضات مع جدعون ساعر غير صحيحة".
كما نقلت القناة "12" الإسرائيلية (خاصة) عن مقربين من ساعر لم تسمهم إنه "لا يوجد جديد في الموضوع". وازدادت في الأيامالأخيرةخلافات بين نتنياهو وغالانت؛ على خلفية دعم نتنياهو شن عملية عسكرية واسعة في مواجهة "حزب الله" بلبنان.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراضٍ في لبنان وسوريا وفلسطين.
ومنذ8أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها "حزب الله"، مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً عبر "الخط الأزرق" الفاصل؛ مما أسفر عنمئاتبين قتيل وجريح معظمهممنالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على غزة منذ7أكتوبر، وخلّفت أكثر من136ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على10آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
والاثنين، قالت هيئة البث إن "غالانت يؤيد استنفاد المساعي الدبلوماسية لاحتواء الأزمة مع حزب الله، بينما يرغب نتنياهو في شن حملة عسكرية واسعة النطاق".
كما "يرى غالانت أنأيعملية عسكرية في لبنان ستمسباحتمال إعادة المخطوفين (الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة)؛ لأن الجيش سيضطر إلى نقل قوات من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية (لبنان)"، وفق الهيئة.
وزادت بأن "مصادر مقربة من رئيس الوزراء حذرت من أنه ستتم إقالة وزير الدفاع إذا استمر في التمسك برأيه".
ومنذ أشهر، تتواصل أيضا خلافات بين غالانت وإيتمار بن غفير وزير الأمن القومي، زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف.
وقال بن غفير، عبر منصة "إكس" الاثنين: "منذ أشهر وأنا أدعو رئيس الوزراء نتنياهو إلى إقالة غالانت، وحان الوقت للقيام بذلك فوراً".
وتابع: "يجب اتخاذ القرار في الشمال، وغالانت ليس الرجل المناسب لقيادته"، في إشارة إلى عملية عسكرية واسعة في لبنان.
وأوصى قائد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أوري غوردين، خلال اجتماعات مغلقة، باحتلال شريط أمني عازل في جنوب لبنان، وأكد الجاهزية لتنفيذ هذه الخطوة، وفق صحيفة "يسرائيل هيوم" الأحد.
وفي مارس/ آذار2023، قرر نتنياهو إقالة غالانت بسبب رفضه لتعديلات قضائية دفعت بها الحكومة وتقول المعارضة إنها تمثل انقلابا وتتيح للسلطة التنفيذية السيطرة على القضاء.
لكن في الشهر التالي، تراجع نتنياهو عن قرار الإقالة، الذي أدى إلى اندلاع احتجاجات داخل إسرائيل وأثار قلقا في عواصم عدة،لا سيماواشنطن الحليف الأبرز لتل أبيب.